بعيداً عن التليفزيون ومسلسلاته التي تغلب عليها التفاهة. وبرامجه التي استأثر بها عدد محدود من الضيوف لا يتغيرون إلا بالموت. نجحت هيئة قصور الثقافة هذا العام في تقديم وجبات ثقافية رمضانية محترمة حشدت لها المئات من الفنانين والكتاب والمفكرين استطاعوا اجتذاب الجماهير والتواصل معهم. ميزة الأنشطة التي قدمتها الهيئة في رمضان. خاصة الحديقة الثقافية بالسيدة زينب. أنها جاءت متنوعة ومناسبة لجميع أفراد الاسرة. فهناك رواة السيرة الهلالية. والأمسيات الشعرية. والندوات الفكرية. ومعارض الكتب. والعروض السينمائية. وعروض الساحر والأراجوز للأطفال. فضلاً عن العديد من الأنشطة للادارات والقصور المتخصصة. وقد جاء اختيار حديقة السيدة هذا العام موفقاً للغاية حيث تقع الحديقة وسط منطقة شعبية مأهولة بالسكان البسطاء الذين يتشوقون إلي سهرات مجانية تلبي احتياجاتهم من الفن والثقافة. لم يقتصر الأمر علي السيدة زينب بالطبع فهناك أنشطة رمضانية في جميع أنحاء مصر. حيث رصد الشاعر سعد عبدالرحمن رئيس الهيئة 75 ألف جنيه لكل فرع ثقافي لإقامة الأنشطة الرمضانية في المدن الصغيرة والقري والنجوع في أقاليم مصر كافة. والواقع أن هناك مواقع استجابت للهدف الذي اقيمت من أجله الأنشطة واستطاعت اجتذاب المئات كل ليلة. لكن هناك أيضاً بعض المواقع جاءت استجابتها ضعيفة ولم تكن عند حسن الظن بها. حتي أن هناك مواقع قدمت أنشطتها علي الورق فقط. فقد قرأت عن ندوات يحاضر فيها أدباء وشعراء وعندما سألت هؤلاء الآدباء والشعراء عن طبيعة المشاركة نفوا أنهم شاركوا أو أن يكون أحد قد وجه الدعوة إليهم.. الأمر الذي يستوجب ضرورة تشكيل لجان للمتابعة تطوف الأقاليم لتتأكد من تنفيذ النشاط وأنه لم يكن مجرد نشاط علي الورق فقط. وبغض النظر عن هذه النقطة السلبية فقد كانت هيئة قصور الثقافة هذا العام عند حسن الظن بها وبذل العاملون بها جهداً فائقاً من أجل توصيل الخدمة الثقافية إلي المواطنين في كل مكان.