سادت حالة من الارتباك داخل اتحاد كرة القدم نتيجة للاستقالة المفاجئة التي تقدم بها جمال علام من رئاسة الاتحاد دون علم باقي أعضاء المجلس. اتخذ علام قرار الاستقالة بناء علي التأكيدات القانونية التي تلقاها برفض الاشكال المقدم من اتحاد الكرة والمقرر البت فيه اليوم وهو ما يعني أن حكم الحل بات واجب النفاذ وان وزير الشباب والرياضة لن يجد مفراً من التعطيل مجدداً وسيكون ملزماً بالتنفيذ. ووجه علام استقالته إلي مجلس إدارة الاتحاد والجمعية العمومية ورفض تقديمها إلي المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب مؤكداً عدم أحقية تقديم هذه الاستقالة للوزير لأنها تعني المجلس في المقام الأول والأخير. أكد جمال علام رئيس اتحاد الكرة في الاستقالة حرصه وحفاظه علي الكرة المصرية والنشاط الرياضي في مصر بعد تهديد الفيفا بتجميد النشاط في حالة صدور حكم قضائي بحل المجلس بداعي أن ذلك يعتبر تدخلاً حكومياً في شئون الرياضة وهو ما يحظره الاتحاد الدولي. تضمنت المذكرة أيضاً توجيهه الشكر لكل من ساعده في تجاوز الأزمات والصعاب التي واجهها إدارة اتحاد الكرة وشكر أعضاء الجمعية العمومية في اختيار مجلس الاتحاد وثقتهم فيه لإدارته لافتاً إلي أن اتحاد الكرة كان عند حسن ظن كل من اختاره والكرة المصرية علي مشارف العودة لسابق عهدها موضحاً انه لم تكن هناك مجاملة لأحد علي حساب الآخر. ووجه علام الشكر للإعلاميين من الصحفيين والنقاد الرياضيين سواء من هاجمه أو وقف جانبه وأشاد بإنجازات المنتخبات الوطنية. أضاف أنه بعد صدور حكم القضاء الإداري بإلغاء نتيجة انتخابات الاتحاد لبعض الأسباب المذكورة حرصاً علي مصلحة الكرة المصرية من تجميد نشاطها بمعرفة الاتحاد الدولي فإني أشكركم علي ما فات وأدعو للقادم خيراً وأعاهدكم بأنني لا أتقدم إلي جهة خاصة أو دولية بشكوي تمس التدخل في شئون الاتحاد لأن بلدنا أكبر من ذلك. علمت "المساء" أن الساعات التي أعقبت الاستقالة شهدت محاولات للتراجع علي أن يصدر اتحاد الكرة بياناً يؤكد فيه تمسكه برئيسه واستمراره لحين اتخاذ موقف جماعي وهو ما رفضه كل أعضاء المجلس بلا استثناء مرحبين باستقالته رافضين عدم تراجعه فيها مؤكدين في نفس الوقت تولي حسن فريد نائب رئيس الاتحاد إدارة الجبلاية وترقب قرار المحكمة وعقد اجتماع بحث الأزمة للاتفاق علي قرار جماعي يتم اتخاذه بشكل حضاري يحفظ للكرة المصرية وضعها وعدم تعرضها للخطر. رفض أعضاء المجلس فكرة التقدم باستقالة جماعية في هذا التوقيت متمسكين باستنفاد كل محاولاتهم القانونية حتي اللحظة الأخيرة مثلما أن هذا حق للخصم فهو أيضاً حق لهم. من جانبه أكد حمادة المصري عضو مجلس إدارة الاتحاد ان استقالة جمال علام قرار فردي وان مجلس الإدارة لن يتقدم باستقالته. قال المصري سننتظر الاستشكال علي الحكم الذي صدر بحل مجلس الإدارة قبل انتهاء مدته. أضاف أن علام لم يأخذ رأي أي من أعضاء المجلس ولم يحدث أي اتفاق علي هذا الأمر مشيراً إلي أن الاتفاق علي الانتظار لحين قرار المحكمة وبعدها نجتمع للتشاور ونأخذ موقفاً جماعياً بشكل حضاري أما ان يخرج ليقفز من المركب دون مشاورة أحد فنحن جميعاً نرحب برحيله ورفضنا فكرة إصدار بيان نتمسك به. من جانبه أبدي مجدي المتناوي عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة استياءه الشديد من قرار علام بالاستقالة في الوقت الحالي واعتبره قراراً غير مسئول خاصة انه جاء في توقيت خاطئ نظراً لإقبال المنتخب الأول علي مباراة مهمة ومصيرية أمام منتخب تنزانيا لحسم الصعود رسمياً لبطولة الأمم الأفريقية بالجابون. أضاف المتناوي أنه فوجئ باستقالة علام من رئاسة اتحاد الكرة علي الرغم من وجود اتفاق سابق بين جميع أعضاء المجلس بالتقدم باستقالة جماعية في حال رفض الاستشكال علي حل المجلس والذي ينظر اليوم أمام المحكمة الإدارية العليا. تابع المتناوي ان حسن فريد نائب رئيس الاتحاد قادر بما لديه من خبرات إدارية علي إدارة شئون اتحاد الكرة بكفاءة عالية. من جانبه أكد هرماس رضوان صاحب دعوي حل الاتحاد انه واثق تماماً بأن المحكمة سترفض الاستشكال الذي قدمه اتحاد الكرة بشأن حل مجلس الجبلاية. أضاف أن علام تقدم باستقالته لأنه يعرف جيداً بأن الاستشكال الذي قدمه اتحاد الكرة سيرفض وسيرحل معه باقي أعضاء المجلس. من ناحية أخري يتأهب ثروت سويلم المدير التنفيذي للاتحاد لإدارة شئون الجبلاية طبقاً للائحة الاتحاد حيث يتولي المدير التنفيذي تسيير العاجل والضروري من الأعمال والدعوة للانتخابات في مدة أقصاها 90 يوماً.
