لعلنا نتفق أن الموسم الكري المنقضي شهد أزمات تحكيمية عنيفة وحالة تراجع في المستوي العام للحكام محلياً ودولياً. وشاهدنا العديد من الأخطاء الفادحة في كثير من مباريات الدوري كان لها تأثيرها المباشر علي النتائج مما دفع بعض الأندية للجوء للحكام الأجانب واستقدامهم علي نفقاتهم الخاصة لإدارة مبارياتها.. رغم أن مثل هذه الخطوة كانت قاصرة علي لقاءات أندية القمة فقط.. ولكن تردي أحوال التحكيم أصاب أغلب الأندية بحالة من انعدام الثقة تجاه الحكام في المسابقة المحلية.. أما بالنسبة لمستوي حكامنا علي الصعيد الدولي "فحدث.. ولا حرج" فهم غائبون منذ عدة سنوات عن البطولات الدولية في مقدمتها الأفريقية بسبب الفشل المستمر لحكامنا في اختبارات كوبر مثلما حدث للمساعدين الدوليين ناصر صادق وأحمد أبوالعلا ووليد شعبان الذين تكرر رسوبهم أكثر من مرة ونفس الحال للحكمين الدوليين سمير محمود عثمان ومحمد فهيم عمر ليغيب التحكيم المصري عن البطولات الدولية.. وأعتقد أن اللواء عصام صيام يتحمل مسئولية كبيرة في المرحلة المقبلة لإعادة ترتيب إدارته لإنقاذ سمعته الدولية والخروج به من أزمته المحلية العنيفة والبحث عن طرق علاج سريعة تعيد إليه ثقة الجماهير والأندية الهابطة لدوري المظاليم وبالتالي فإن الأخطاء التحكيمية الفادحة لن تكون مقبولة علي الاطلاق وأعتقد أن أولي خطوات الإصلاح تكمن في إعداد أجيال جديدة من الحكام ويمكن تشكيل أطقم حكام دولية تحت 35 سنة لأنها السبيل الأمثل لإنقاذ سمعة التحكيم المصري لأن الحكام والمساعدين الدوليين الذين تكرر رسوبهم تخطت أعمارهم السنية ال 42 عاماً.. وبالتالي لم يعد لديهم أمل للعودة للبطولات الدولية ويمكن تعويضهم مادياً عن ذلك باسناد عدد أكثر من المباريات المحلية لهم حتي لا يصبحوا عقبة أمام الأجيال الصاعدة من الحكام الذين تعلق عليهم آمال كبيرة في أن يعيدوا للحكم المصري هيبته ومكانته علي خريطة البطولات الدولية.. وثقتي لا حدود لها في اللواء عصام صيام رئيس لجنة الحكام بأنه لن يألو جهداً من أجل الخروج بالتحكيم من أزمته العنيفة بتصحيح أوضاعه بعد أن حصل علي فرصة زمنية أراها كافية ما بين انتهاء الموسم الماضي والقادم تؤهله لتصحيح أوضاعه علي كافة الأصعدة.. فالرجل يمتلك الكثير من الخبرة في المجالين الفني والإداري.. وكلنا يعرف أنه تولي المسئولية في ظروف غاية الصعوبة أثناء الموسم المنصرم.. ونصيحة أسديها إليه بأن يهتم بالحكام بالدرجتين الثالثة والثانية والذين يشاركون في إدارة مباريات قطاعات الناشئين بأن يضعهم تحت رقابة صارمة ومتابعة دائمة لتصحيح أخطائهم الفنية حتي لا تصبح هذه الأخطاء سمة في أداء هؤلاء الحكام مع تطور عمرهم ومشوارهم التحكيمي في الملاعب وعندئذ يصعب التخلص منها.. أقول ذلك لأن مباريات الناشئين تشهد أخطاء فادحة دون حسيب أو رقيب وبالتالي ينشأ الحكم ضعيفاً لأنه لم يجد من يصحح له أخطاءه وهذه بداية مشواره التحكيمي تلك النصيحة أتمني أن يعمل بها رئيس لجنة الحكام من أجل مستقبل أكثر إشراقاً ورحابة للتحكيم والحكم المصري.