منطقة العتبة من المناطق الحيوية والهامة لدي عامة المواطنين باعتبارها منطقة تجارية من الدرجة الأولي ومحوراً أساسياً في وسط البلد وملتقي هاماً لجميع وسائل المواصلات سواء الخاصة أو العامة ونظرا لأهمية هذا المكان وحيويته تجاريا فقد سمحت محافظة القاهرة للباعة الجائلين باحتلال أرصفة الشوارع ومداخل العمارات وأسفل الكباري وحتي وصل الأمر إلي عدم استطاعة المارة المرور في الشوارع بمنطقة العتبة والموسكي. مع مرور الزمن أصبحت هذه الفوضي حقاً أصيل لهؤلاء الباعة الذين بدأوا يتكاثرون يوما بعد يوم حتي وصل عددهم حسب احصائيات محافظة القاهرة إلي ما يقرب من 5 آلاف بائع متجول بمنطقة العتبة ومنذ هذه اللحظة لم تستطع أجهزة محافظة القاهرة اقتلاع هؤلاء الباعة حتي أن هؤلاء الباعة قاموا بتعيين شيخ للسوق حتي يتمكن من التعامل مع أجهزة الدولة ويستطيع أن يدافع لحقوقهم أمام كل الجهات ويمنع أي وسيلة تهدد بقاءهم في هذا المكان. في كل فترة نسمع عن اندلاع حرائق في فرش الباعة الجائلين وتهديد المنطقة بالدمار حتي أن هذا الموضوع أصبح يؤرق الرأي العام المصري منذ أيام سمعنا عن نشوب النيران في أكثر من فرش ومحلات في منطقة العتبة بسبب الباعة الجائلين وبالأمس شاهدنا حريقا مدمرا بمنطقة الرويعي بالعتبة حتي أن النيران التهمت فندق الأندلس المكون من 6 طوابق و7 مبان مجاورة له و200 مخزن بلاستك وأقمشة مع انفجار اسطوانة بوتاجاز في المبني المجاور للفندق مما أدي إلي إثارة الذعر بين الأهالي والمارة. هذه الحرائق المدمرة بمنطقة الرويعي والعتبة تمر مرور الكرام بالنسبة للمسئولين بمحافظة القاهرة المهم انه تم اطفاء الحرائق "واللي راح راح" ويظل الوضع علي ما هو عليه حتي نشاهد كارثة أخري من وراء الباعة الجائلين. إذا كانت محافظة القاهرة لا تستطيع أن تتخذ أي إجراء مع هؤلاء الباعة ونقلهم خارج منطقة العتبة فهذا يعني اعترافا من المسئولين بالمحافظة بأن هؤلاء الباعة ليسوا جائلين لكنهم أصحاب أماكن ولهم الحق في مقاضاة المحافظة للمطالبة بالبناء لهم في عرض الشارع والسماح لهم بتوصيل المياه بعد أن تم توصيل التيار الكهربائي لهم علي مرأي ومسمع المسئولين بالمحافظة ووزارة الكهرباء. ما يحدث في منطقة العتبة والرويعي والموسكي الآن من تكدس للباعة الجائلين يمثل كارثة حقيقية في الحاضر والمستقبل وإذا كانت أجهزة الدولة قد قامت بإزالة تعديات الباعة الجائلين علي الميادين بعد الفوضي التي عمت في جميع الشوارع بعد ثورة 25 يناير فكيف لا يستطيعون إزالة تعديات هؤلاء الباعة في منطقة العتبة مع اعتبار أن هذه المنطقة من أهم محاور المرور في مصر ولا يمكن أن ننتظر أكثر من هذا حتي لا تحدث كارثة جديدة وبعدها نندم ونبحث عن كبش فداء نعلق عليه شماعة الفشل والتواطؤ مع هؤلاء الباعة في خلق الفوضي في منطقة العتبة والرويعي والشوارع المجاورة مثل الموسكي وباب الشعرية. هل تستطيع محافظة القاهرة نقل هؤلاء الباعة خارج منطقة العتبة أقول لا وألف لا فقد تحدي هؤلاء الباعة كل المسئولين الذين تصدوا لهم وهناك تقارير أمنية تؤكد أن هؤلاء الباعة يمثلون خطورة داهمة علي منطقة العتبة ولابد أن يتم نقلهم خارج منطقة العتبة حرصا علي أرواح السكان وسيولة المرور. كم من المحافظين الذين تناوبوا قيادة محافظة القاهرة ومع ذلك لم يتجرأ واحد منهم أن يتخذ قرارا سريعا بنقل هؤلاء الباعة وهذا يدل علي أن الباعة الجائلين أقوي من أي قرار وسيظل الوضع علي ما هو عليه وتتوالي الكوارث في هذه المنطقة الحيوية من حرائق ومشاجرات ولا عزاء للقانون.