لعب شباب مصر.. وصعدت الأرجنتين لدور الثمانية لبطولة كأس العالم للشباب لكرة القدم حاليا بكولومبيا بعد فوز راقصي التانجو 2/1 في المباراة التي جرت بينهما في اطار دور ال16 للمونديال اللاتيني وجاءت أهداف المباراة الثلاثة من ضربات جزاء ليخرج أحفاد الفراعنة من البطولة بعد أن قدم واحدة من أقوي وأفضل مباريات المونديال.. ولكن جاءت النتيجة عكس سير اللقاء الذي سيطر علي شباب مصر علي اغلب فتراته وقدم خلالها عرضا رائعا في الاستحواذ علي الكرة وتسيد مجريات اللعب وكانوا الأخطر والأكثر هجوما.. ولكن سوء الحظ الذي لازم لاعبينا والأخطاء التحكيمية للسويدي ماركوس بجانب التسرع أحيانا وعدم الدقة في اللمسة الأخيرة بسبب الاستعجال كان وراء خسارة منتخب مصر بسبب إهدار العديد من الفرص المؤكدة خاصة في الثواني الأخيرة من اللقاء وكان أبرزها لأحمد حجازي الذي سدد ضربة رأس في المرمي وأخرج مدافع الأرجنتين الكرة وهي في طريقها للشباك. وإذا كان المنتخب المصري قد خرج بشرف وضاع حلمه في استكمال مشواره في المونديال والوصول لأبعد من دور ال 16 فلابد أن نتفق أن أحفاد الفراعنة استحقوا كل التقدير وتشجيع الجماهير والتي شاهدت فريقنا وهو يتسيد تماما الشوط الثاني ويحاصر راقصي التانجو في نصف ملعبهم وكان الشوط الأول قد انتهي بتقدم الارجنتين بهدف من ضربة جزاء ظالمة وفي الشوط الثاني أضاف راقصو التانجو هدفهم الثاني من ضربة جزاء صحيحة.. ونجح محمد صلاح في إحراز هدف مصر الوحيد من ضربة جزاء صحيحة.. ليضيق الفارق ولكن لم يحالف التوفيق منتخب مصر لإدراك هدف التعادل ليودع مونديال كولومبيا في دور ال 16 رغم تألقه في هذا اللقاء والذي انتهي لصالح الارجنتين والصعود لدور الثمانية. الشوط الأول بدأت المباراة ساخنة من جانب التانجو الأرجنتيني وكأنه يريد ان يوجه رسالة بأنه جاهز للدفاع عن سمعته كأحد المنتخبات المرشحة للمنافسة علي كأس العالم للشباب التي يحمل الرقم القياسي للفوز بها يقابلها هدوء وتركيز من جانب شباب الفراعنة في محاولة لامتصاص هذا الحماس والنشاط المبكر لممثل الكرة اللاتينية.. ولذلك أجاد لاعبونا غلق المنطقة الخطرة لتأمين عمق مرمي أحمد الشناوي والذي تصدي بسهولة في الدقيقة الأولي لتسديدة لراقصي التانجو.. ووضح ميل لاعبينا للحذر الدفاعي مع الاعتماد علي انطلاقات محمد صلاح ومحمد ابرهيم وعمر جابر في هجمات منظمة وسريعة تعكس ثقة لاعبينا في أنفسهم فمع مرور الوقت نجح منتخبنا في مجاراة الفريق الأرجنتيني وأصبح نداً له في السيطرة علي منطقة المناورات وتبادل الهجمات. ولكن دفاع الأرجنتين انكشف مبكراً ووضح انه أضعف خطوط الفريق ولذلك كاد عمر جابر يخطف هدف السبق ولكن الكرة طالت منه وهو علي بعد خطوات. ويحصل محمد حمدي علي ضربة مباشرة خارج المنطقة يحولها الدفاع الأرجنتيني لضربة ركنية ويرد هجوم التانجو بهجمة منظمة كادت تنتهي بهدف ولكن القائم أنقذ مرمي الشناوي من هدف مؤكد من ضربة رأس خطيرة ليتنفس لاعبو مصر الصعداء. وتشتعل حرارة المباراة وترتفع معدلات السرعة ويتبادل الفريقان الهجمات ووضح معها دخول شباب منتخب مصر جو المباراة ليتأكد ان الرهبة زالت من قلوبهم. يتألق محمد صلاح نجم منتخب الفراعنة الصغار بمهارة عالية في قيادة العديد من الهجمات الخطيرة من الجبهة اليمني ليصبح مصدر ازعاج ورعب للدفاع الأرجنتيني. ويهدر النيني هدفاً مؤكداً حينما سدد في يد الحارس الأرجنتيني من داخل المنطقة بسبب التسرع ولو سددها في أي زاوية لسكنت الشباك الأرجنتينية. ويفرض المنتخب المصري سيادته علي مجريات اللعب مع بداية الربع ساعة الأخيرة من الشوط الأول بفضل جماعية الأداء للفراعنة الصغار وتقارب خطوطهم الثلاثة ويجيد شباب مصر الضغط علي لاعبي الأرجنتين في نصف ملعبهم لضمان القضاء المبكر علي خطورة محاولات التانجو الهجومية. وفجأة بدون سابق انذار يحتسب الحكم السويدي ماركوس ضربة جزاء ظالمة ضد محمد صلاح ويتصدي مهاجم الأرجنتين اريك لامينا ويسددها في الزاوية اليسري ترتطم بيد أحمد الشناوي ولكنها تدخل الشباك معلنة تقدم فريق الأرجنتين بهدف السبق قبل نهاية الشوط الأول بأربع دقائق في ظل سيطرة وتفوق ميداني لمنتخبنا. ورغم هذا الهدف الظالم غير ان شباب مصر سرعان ما استعاد توازنه النفسي والفني وزمام المبادرة الهجومية ولكن الدفاع الأرجنتيني تعامل ببسالة وفدائية معها ليطلق الحكم السويدي صافرته معلناً نهاية الشوط الأول لصالح الأرجنتين بهدف نظيف. الشوط الثاني بدأ الشوط الثاني بضغط هجومي من جانب منتخبنا بغية تحقيق التعادل مبكرا عن طريق محمد صبحي ومحمد النني وتحتسب ضربة ركنية لمنتخبنا ولعبها النني سدد وسقطت من يد الحارس الارجنتيني دون متابع. وينقذ محمد الشناوي كرة من انفراد لمنتخب التانجو إلا أن التسلل انهت المشكلة. وفي اقل من 5 دقائق احتسبت ركنية لمصر مره ثانية كترجمة حقيقية لهجوم مصري مستمر اسفرت عن أربع ركنيات متتالية. من هجمة مرتدة للارجنتين نتيجة اندفاع المنتخب المصري إلا أن الهجمات المعاكسة والمرتدة شكلت شيئا من الخطورة علي مرمي محمد الشناوي. وينال أحمد حجازي انذاراً للمسة غير مقصودة من الحكم السويدي غير الموفق والغير العادل ويخرج أحمد توفيق ويدخل أحمد حسن بعد 8 دقائق ويقلده المنتخب الارجنتيني بتغير مهاجم بمهاجم. وبعد 107 دقائق يحتسب الحكم السويدي ضربة جزاء ثانية علي منتخب مصر بعد اندفاع عمر جابر مما اعطي الحكم الفرصة لاحتساب الضربة الثانية ليتقدم اريك ويسجل الهدف الثاني. هدف مصر الأول ويسحب ضياء السيد محمد إبراهيم ويدفع بصالح جمعة وينال نيكولاس انذاراً للخشونة مع عمر جابر ويحتسب الحكم ضربة جزاء اخيرا بعد اعاقة صالح جمعة في الدقيقة 24 يتصدي لها محمد صلاح ويحرز منها هدف مصر الأول لترتفع المنعويات ويعود منتخبنا للمباراة بعد أن تجدد أملهم في إمكانية تحقيق التعادل خاصة وأن فريقنا مازال الأفضل ميدانيا ويجري المنتخب الارجنتيني تغييراً دفاعيا للحد من الهجمات المصرية. حاصر المنتخب المصري منتخب التانجو في نصف ملعبه ويخطيء. ويسحب ضياء السيد صالح جمعة ويدفع بأيمن اشرف وينقذ حارس التانجو فريقه مرة اخري وثالثة وتتوالي الضربات الركنية ويقترب منتخب مصر من التعادل ويحصل فنرفو علي انذار لاضاعة الوقت ويخرج صاحب الهدفين وينزل بدلا منه مهاجم اخر ويلعب خوان كرة كادت تسفر عن شيء لكنها مرت بسلام بجوار القائم. ويواصل منتخبنا ضغط وبشدة بحثا عن هدف التعادل ووسط الهجوم المتوالي يكرر خوان نفس الهجمة ويسدد لكن تضييع. وتضييع فرصة تعديل النتيجة من مصر.. وينحصر اللعب في ملعب التانجو ويهاجم منتخبنا بشراسة ويبحث جميع لاعبينا عن هدف الإسعاد ويحتسب الحكم 5 دقائق وقتا بدلا من الضائع ويخرج دفاع الارجنتين رأسية محمد حجازي قبل اجتياز خط المرمي وهي في طريقها للشباك ويطلق حكم اللقاء صفارة النهاية بصعود الارجنتين وخروج الفراعنة بعد اداء اكثر من مشرف وهم مرفوعو الرأس وينتهي الحلم المصري.