ألقي الرئيس عبدالفتاح السيسي كلمته بمناسبة الذكري ال 43 لعيد تحرير سيناء تحدث فيها الرئيس عن مسيرة استعادة سيناء بالحرب والتفاوض وما يمثله ذلك من ملحمة وطنية رائعة للتمسك بالتراب.. كما تحدث الرئيس عن محدودي الدخل والجهود التي تبذلها الدولة للتخفيف عنهم عن طريق توزيع السلع الغذائية علي الأسر الفقيرة في مختلف المحافظات ومحاولة السيطرة علي الأسعار والارتقاء بالمنتجات المصرية وفيما يلي نص الكلمة: شعب مصر العظيم.. أيها الشعب الأبي الكريم أتحدث إليكم في الذكري الرابعة والثلاثين لتحرير جزء عزيز من أرض مصر الغالية.. سيناء الحبيبة.. الأرض الطاهرة.. معبر الأنبياء.. التي قال عنها الراحل العظيم جمال حمدان" سيناء قدس أقداس مصر. ان مسيرة استعادة سيناء بالحرب ثم بالتفاوض, تمثل ملحمة وطنية رائعة, مصدر فخر للأمة المصرية, التي ضربت مثالاً في الإصرار علي الثأر للكرامة الوطنية.. والتمسك بالحفاظ علي التراب الوطني.. وستظل هذه الملحمة علامة مضيئة في تاريخ شعبنا العظيم.. منبعاً تنهل منه الأجيال القادمة معاني العزة والكرامة والحفاظ علي أرض الوطن. ان أحد أهم مظاهر عظمة هذه الملحمة يتجلي في بلورة معاني الوحدة الوطنية, فعلي أرض سيناء الطاهرة اختلطت دماء مسلمي ومسيحيي مصر لتحرر كل شبر من هذه الأرض.. كما ضربت معركة استرداد سيناء ومن بعدها استعادة طابا مثلا لتكامل القدرات المصرية العسكرية والدبلوماسية والقانونية; فلا حق دون أن تصونه قوة.. ولا قوة دون أن يوجهها عقل راجح قادر علي تحديد وتوظيف أدوات الدولة وعناصر قوتها للحفاظ علي أمنها القومي واستعادة حقوقها المسلوبة كاملة غير منقوصة. أؤكد للجميع وبكل الصدق أن القوات المسلحة المصرية.. التي هي من الشعب ومن أجل الشعب.. وكافة المؤسسات الوطنية المصرية تعي وتقدر أهمية الحفاظ علي التراب الوطني.. وهي جميعاً لم ولن تفرط في حبة رمل واحدة من أرض مصر.. وتتخذ جميع الإجراءات ولا تدخر جهداً للحفاظ علي أرض مصر وصونها وتنميتها.. فذلك الوطن الذي يعيش في وجدان كل مصري سيظل محمياً بإرادة من الله ينفذها أبناؤه الأوفياء.. الذين يضحون بحياتهم في سبيل رفعته وكرامته. شعب مصر العظيم لا يكتمل احتفالنا بذكري تحرير سيناء الغالية من كل عام دون أن نتذكر معاً شهداء مصر الأبرار.. نحيي أرواحهم الطاهرة.. ونقدر دماءهم الزكية.. ونقول لهم أبداً لن ننساكم أو ننسي أبناءكم وعائلاتكم.. فمصر تقدر تضحيات أبنائها من رجال القوات المسلحة البواسل ورجال الشرطة الأوفياء الذين تتكاتف جهودهم معاً من أجل تطهير أرض سيناء من آفة الإرهاب والتطرف. وأطمئن الجميع بأن نشاط تلك التنظيمات ينحسر.. ولن تنجح جميع المحاولات الخبيثة في النيل من عزيمتنا.. وما سيمكث في الأرض هو العمل الطيب والجهود المُخلصة التي ستثمر عن تنمية مستدامة وإعمار حقيقي لتلك الأرض الغالية. كما تبنت مصر خيار السلام.. السلام الذي حققته بانتصارها وجاءت إليه بخطي واثقة في أنه سلام يقوم علي الحق والعدل وصون كرامة الوطن.. فإنها ستظل ملتزمة به.. تحميه بقدرة قواتها المسلحة الباسلة وجهود تطويرها وتعزيز قوتها المستمرة.. وتبذل قصاري جهدها من أجل تحقيق السلام الشامل والدائم في منطقة الشرق الأوسط.. السلام الذي يقضي علي أحد أهم الذرائع التي تستند إليها التنظيمات الإرهابية ليس فقط لتبرير أفعالها ولكن أيضاً لاستقطاب عناصر جديدة إلي صفوفها.. السلام الذي يفتح أبواب الأمل ويدعم تحقيق التنمية وإرساء الأمن والاستقرار للأجيال القادمة. الأخوة والأخوات لقد آن الأوان لتنعم أرض سيناء المباركة بثمار تحريرها وأن تشهد حضارةً ونمواً وعمراناً يحقق آمال أهل سيناء الشرفاء.. ولقد بدأت الدولة في تنفيذ برنامج طموح لتنمية سيناء يشمل إنشاء منطقة اقتصادية حرة وسبعة عشر تجمعاً سكنياً, وثلاثة عشر تجمعاً زراعياً, بالإضافة إلي توفير المياه اللازمة للري بكافة الوسائل الممكنة. كما تواصل الدولة تنفيذ العديد من المشروعات ومنها استكمال شبكة الطرق, وإنشاء أنفاق أسفل قناة السويس تربط سيناء بالوادي, ومشروعات أخري في مجالات التعدين والزراعة والثروة السمكية, بما يوفر فرص عمل لشباب سيناء ومدن القناة, ويساهم بشكل فعال في تنمية الوطن كجزء عزيز منه ولا يتجزأ عنه. أبناء مصر إننا نعيش في منطقة صعبة تموج بالأزمات والتحديات والمخاطر, لا نملك الانعزال عن قضاياها أو تجاهل انعكاساتها علي الأمن القومي المصري, نعي ارتباط أمن مصر القومي بأمن واستقرار الشرق الأوسط وبأمن الخليج العربي والبحر الأحمر ومنطقة المتوسط والأوضاع في الدول الإفريقية لاسيما دول حوض النيل.. ولن تقبل مصر بتهديد أمنها القومي, ولن تسمح لأية قوي تسعي لبسط نفوذها أو مخططاتها علي العالم العربي بأن تحقق مآربها. ان علينا أن نستلهم من تلك الذكري دروساً وعِبَر.. أهمها الإيمان والأخذ بأسباب العلم والعمل.. والتغلب علي دعاوي التشكيك والإحباط و محاولات زعزعة الثقة في الدولة ومؤسساتها الوطنية.. وستظل مصر بأبنائها يداً واحدة وقلباً واحداً.. صفاً واحداً يواجه التحديات.. يبني ويعمر.. ويسعي لتحقيق التنمية الشاملة.. وستبقي ذكري تحرير سيناء بإذن الله يوم عيد لكل المصريين, تخليداً لذكري النصر والسلام القائم علي الحق والعدل, وبرهاناً علي قوة العسكرية المصرية, وبراعة الدبلوماسية المصرية في الحفاظ علي تراب هذا الوطن وصون كرامته. شعب مصر العظيم اسمحوا لي في نهاية هذه الكلمة أن اتحدث إليكم باختصار في بعض الموضوعات, أولها موضوع ارتفاع أسعار السلع الاساسية وتأثيرها علي الفئات محدودة الدخل. قد طالبت الحكومة والقوات المسلحة ببذل الجهود للحفاظ علي استقرار أسعار السلع الأساسية وعدم ارتفاعها رغم تذبذب وارتفاع أسعار العملات الأجنبية. قد كلفت الحكومة بأن تقوم بحساب الفرق في أسعار السلع الأساسية, وأن تقوم اعتباراً من الشهر القادم بإضافة نقاط من خلال منظومة التموين لصالح الفئات محدودة الدخل تعادل أو تزيد عن حجم ما شهدته الأسعار من ارتفاع. كما قمت بتكليف القوات المسلحة بتوزيع 2 مليون مجموعة من السلع الأساسية علي الفئات محدودة الدخل بمختلف المناطق والمحافظات. الموضوع الثاني خاص بالجهود الكبيرة التي بُذلت خلال السنوات الماضية لتحقيق الأمن والاستقرار, وقد بدأنا بالشعور بثمار تلك الجهود, إلا أننا نلاحظ سعي البعض للتأثير علي ما تحقق من أمن واستقرار. أؤكد للشعب المصري بأن المحافظة علي أمن البلاد واستقرارها وعدم ترويع الآمنين هي مسئولية مشتركة للجميع. الموضوع الثالث يتعلق بما شهدته البلاد خلال السنوات الماضية من إعادة بناء مؤسسات الدولة, حيث تم إقرار الدستور وانتخاب مجلس النواب بنزاهة وشفافية, إلي جانب وجود الحكومة ومؤسسة الرئاسة. فلابد من المحافظة علي تلك المؤسسات بما يصون الدولة المصرية, فبقاء هذه المؤسسات يعني بقاء الدولة المصرية, ولن تنجح قوي الشر في مساعيها للنيل من مصر أمام اصطفافنا جميعاً من أجل الحفاظ عليها. قد قمنا بالتأكيد علي إعلاء دولة القانون ودولة المؤسسات, ومعاً سنستطيع الحفاظ عليها, ولن نسمح بأن يتم المساس بأمن مصر واستقرارها. تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.