كان يعمل بالأجر اليومي يكفي بالكاد احتياجات اسرته المكونة من زوجة وثلاثة ابناء ظل يحلم باليوم الذي يصبح معه من المال ما يرفع مستواه ويريحه من عناء تدبير قوته يوما بيوم. حاول الحصول علي فرص لعمل مشروع صغير ولكنه فشل لعدم قدرته علي توفير الضمانات المطلوبة ولم يجد من بين معارفه من يقرضه ولو رأسمال بسيطا يبدأ به. عاش حالة احباط شديدة حتي قرأ في احدي الصحف اعلان عن طلب متبرع بكلي نظير مبلغ مالي مغر فلم يتردد محمد حسنين علي في الاتصال بالمعلن وفي ايام قليلة كان قد اجري التحاليل المطلوبة والتي تطابقت مع المريض واتفقا علي ان يكون الثمن 15 ألف جنيه. تمت الجراحة بنجاح ولم ينتظر محمد ان يسترد صحته ويتعافي ليبدأ تنفيذ مشروعه فكان طموحه وحماسه لا يقبلان الصبر فقرر ان يفتح محل صغير للمنظفات وضع جزءا من المبلغ في مقدم المحل والباقي في البضاعة وسارت الأمور في البداية كما خطط لهاتماما حتي بدأ يشعر بتدهور في صحته وكانت الصدمة القاسية عندما اجري الفحوص التي طلبها منه الطبيب واثبتت اصابته بفشل كامل في الكلي الوحيدة التي يعيش بها وذلك بعد الجراحة بعام واحد فقط. أوكل مهمة ادارة المحل لأحد اصدقائه بعد ان تم حجزه بالمستشفي اكثر من شهر حيث اكد الاطباء انه سيعيش علي جلسات الغسيل الكلوي أو يجري عملية زرع كلي خرج من المستشفي محطما نفسيا ليتلقي الصدمة الثانية بخيانة صديقه له والذي استولي علي كل البضاعة وهرب. هنا شعر محمد ان ما يحدث له عقاب من الله لأنه باع جزء من جسده في وقت كان يتصور ان المال يمكنه حل كل مشاكله ولكنه تعلم ان الصحة نعمة غالية لا تقدر بثمن ولو كان يتبرع بالكلي لوجه الله لاختلف الأمر. جاءنا في حالة احباط يبحث عمن يمد له يد العون فرصدنا له من تبرعات اهل الخير ما اشتري به بضاعة جديدة بما يوفر له واسرته دخلا ثابتا وحياة كريمة.