أكد أساتذة النفس والاجتماع أن بعض أمناء الشرطة الذين يسيئون استخدام سلطتهم في التعامل مع المواطنين خارج نطاق عملهم يعتقدون خطأ أنهم في حماية جهاز الشرطة. أشار الخبراء إلي أن الانحراف السلوكي والانتهاكات ليس لها علاقة بمهنة أو وظيفة فأمين الشرطة مواطن عند ارتكابه لجريمة أو أعمال بلطجة لا ترتبط بالعمل الذي يلتحق به فالمهنة بريئة من قيامه بهذه الأفعال المشينة لكن الجريمة والانحراف يرتبطان بطبيعة الشخصية والسمات الفسيولوجية ونظراً لوجود السلاح معهم فإن ذلك يتطلب وضعهم تحت الإشراف وأن تقوم إدارة التفتيش بوزارة الداخلية بالإعلان عن الإجراءات التي تم اتخاذها وردة الفعل تجاه البلاغات والشكاوي التي يقدمها المواطنون ضد من يمارس البلطجة أو يرتكب جرائم من أمناء الشرطة. طبيعة الشخصية د.جبر محمد جبر أستاذ علم النفس الإكلينيكي بجامعة بورسعيد تجاوزات بعض أمناء الشرطة في تعاملاتهم اليومية خارج نطاق عملهم لا يعني بالضرورة أنهم يستخدمون نفوذهم ضد المدنيين وإنما يرجع لطبيعة الشخصية ذاتها والجو الأسري الذي نشأت فيه والقيم والأخلاقيات التي ترسخت فيها والتي أثرت علي سيكولوجية الفرد أو نفسيته ومع ذلك فلابد من الاهتمام بتوعية أمناء الشرطة بضرورة أن يكونوا مثلاً أعلي لباقي الأفراد وحتي لا يتوهم المدنيون أن الأمناء يستغلون سطوتهم في إساءة معاملة غيرهم حتي في خارج أوقات العمل. نوه د.جبر إلي ضرورة تخصيص جهاز مستقل يتولي التحقيق في أية تجاوزات يتم ارتكابها من قبل أمناء الشرطة وكذلك لابد من إعادة برمجة المواد الدراسية التي يتلقاها الأمناء أثناء فترات دراستهم بحيث تحتوي علي مواد تؤكد علي ضرورة احترام حقوق المواطنين والحفاظ علي كرامتهم ولابد أن يقوم بتدريس هذه المواد أساتذة علم النفس والاجتماع لأنهم الأقدر علي التأثير في نفسية الطلاب والمساهمة في توجيه سلوكياتهم وشخصياتهم. اعتقاد خاطئ د.سعيد صادق أستاذ علم اجتماع سياسي التجاوزات واستغلال النفوذ في ارتكاب الجرائم والبلطجة يرجع إلي عدم الانضباط المهني وشعور هؤلاء المنحرفون بأنهم لا يخضعون لرقابة أو إشراف علي أفعالهم وسلوكياتهم مما يجعلهم يعتقدون خطأ أنهم في حماية جهاز الشرطة لذلك يجب إعادة النظر في المتابعة والتفتيش علي أمناء الشرطة وبتر الفاسدين منهم وأن يتم اتخاذ موقف حازم ومعاقبتهم بشكل مضاعف حال التأكد من استغلال سلطتهم في استعراض نفوذهم أو تهديد أو تعنيف المواطنين. أشار د.صادق إلي أهمية إبلاغ المواطنين عن عناصر أمناء الشرطة المستغلين لسلطتهم خارج نطاق عملهم وفي المقابل علي الإدارات الخاصة بجهاز الشرطة أن تعرض ما يتم اتخاذه حيال الشكاوي ضد المتجاوزين ليعي الجمهور بأن الداخلية لن تتهاون في المحاسبة وليعرف أمناء الشرطة أن السلاح الميري لا يستعمل إلا في مهام رسمية وتحت إشراف مهني في حالات معينة وليس في وجه المواطنين. الإساءة لجهاز الشرطة د.سيد عفيفي أستاذ اجتماع بجامعة القاهرة يجب أن يدرك أمناء الشرطة أنهم يخضعون للقوانين التي تنظم علاقات أفراد المجتمع ببعضهم طالما أنهم خارج أوقات العمل الرسمية وبالتالي ينبغي أن يتم التركيز في الدورات التدريبية التي يتلقونها علي توجيههم وتوعيتهم بضرورة احترام وحسن استعمال سلطاتهم وقصر استخدامها علي أوقات العمل الرسمية مع المجرمين فقط وكذلك توعيتهم بأهمية احترام حقوق الغير وعدم التطاول عليهم وتوجيههم إلي مسئوليتهم في عدم الإساءة إلي جهاز الشرطة الذي ينتمون إليه. أضاف أن التجاوزات التي يرتكبونها ترجع إلي وجود انحرافات في شخصيات بعضهم أو سوء تربية البعض وذلك يمكن التغلب عليه من خلال التدريب والتوعية. تضخيم التجاوزات أضاف أنه ينبغي علي الإعلام ألا يقوم بتضخيم التجاوزات التي ترتكبها قلة قليلة من أمناء الشرطة ولابد ألا يقوم بإبراز السلبيات والتغاضي عن الإيجابيات لأن أمناء الشرطة يتحملون الكثير في سبيل حماية الشعب ومع ذلك فلابد أيضاً من ردع أي أمين شرطة تسول له نفسه استغلال نفوذه في غير أوقات عمله أو فرض سيطرته علي المدنيين وممارسة البلطجة عليهم وإذا تكررت التجاوزات من قبل أي أمين شرطة لابد من فصله نهائياً عن عمله وتطهير الجهاز منه ومن أفعاله المشينة التي تسيء إلي أمناء الشرطة برمتهم. وأكد علي ضرورة تلقينهم محاضرات عن حق المواطن في إبداء رأيه والاحتفاظ بكرامته ودورهم في كسب ولاء المواطنين للوطن واحترام الشرفاء منهم وذلك حتي لا يستغل أمناء الشرطة قوتهم في التعدي علي الأبرياء أو يغتروا بالبدلة والسلاح في البلطجة وفرض السيطرة. الإبلاغ عن المتجاوزين د.نادية رضوان أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة قناة السويس يجب علي أمناء الشرطة عدم استغلال السلطة خارج أوقات أعمالهم في تعاملاتهم اليومية مع البشر لأن أي تجاوزات يرتكبونها تشوه صورة جهاز الشرطة ككل وتتعارض مع حقوق الإنسان وتؤدي إلي احتقان العلاقة بين الشعب وبينهم وبالتالي لابد أن تقوم وزارة الداخلية بتوعية الشعب وتوجيهه والتأكيد له علي ضرورة الإسراع والإبلاغ عن أي أمناء شرطة يسيئون معاملة المواطنين دون وجه حق. أضاف أنه يجب إعلام الشعب بمهام إدارة التفتيش الموجودة بوزارة الداخلية والتي يتمثل دورها في تلقي الشكاوي من المواطنين ضد أمناء الشرطة كما يجب أن تعلن هذه الإدارة عن الإجراءات وردود الأفعال التي تتخذها تجاه الشكاوي علي الفور. المهنة بريئة د.محمد الرخاوي أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس الانحراف السلوكي لا علاقة له بالمهنة فالشخص الذي يتجاوز في تصرفاته وأفعاله حيال آخرين وفقاً لانفعال أو موقف طارئ يرجع لطبيعته الشخصية وليس لأنه أمين شرطة واستخدام السلاح في مثل هذه المواقف هو في النهاية مثل الشخص الذي يستخدم قوته كأداة للضرب والاعتداء البدني علي الآخر. أضاف أن علم النفس يتعامل مع أمين الشرطة ليس باعتباره جزءاً من منظومة الداخلية فيكون له تفسير خاص به بل يتم التعامل معه باعتباره مواطناً عادياً.. فالمهنة بريئة من التجاوزات.