أكد د. محيي الدين عفيفي عميد كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر بالقاهرة انه لا يؤيد تنازل أسر شهداء ثورة 25 يناير عن قضاياهم المنظورة أمام المحاكم مقابل حصولهم علي "الدية". أشار في حواره ل "المساء" إلي أن المظاهرات "المليونية" التي تشهدها الميادين بالقاهرة والأقاليم تشكل في جملتها أداة ضغط إيجابية علي الحكومة لتنفيذ أهداف الثورة.. ولكن حان وقت العمل والإنتاج.. ولابد من التركيز علي "لم الشمل" وتوحيد الصف.. فكثرة الرايات ليست في صالح الأمة. * سألناه: ما رأيك في الخطاب الديني بمصر في أعقاب ثورة 25 يناير؟ ** أجاب د. عفيفي: يحتاج الخطاب الديني في الفترة الراهنة إلي توحيد صف كافة العاملين في الحقل الدعوي.. فكثرة الرايات ليست في صالح يجسد صحيح الدين ويرتكز علي الدعوة الذي يعتمد.. مع الوضع في الاعتبار ان الأزهر الشريف هو المرجعية الأساسية في العالم الإسلامي بمنهجه المعتدل الحوار والتعددية الفكرية وقبول الآخر ينبغي التركيز في الخطاب الديني الآن علي "لم شمل" الأمة وتوحيد الصف بما يؤدي إلي النهوض بالوطن في ظل المرحلة الحاسمة التي يعيشها في أعقاب ثورة 25 يناير المباركة بحيث تأتي كل الأعمال ملبية لأهدافها. * كيف يتم تأهيل الدعاة؟ ** لابد من إعادة النظر في المناهج الدراسية.. بحيث يتم التركيز علي العلوم الشرعية من التراث وعدم إغفال العلوم المساعدة في مجال التخصص "الدعوة" بما بمكن الدارسين من إجادة فن التواصل مع الجماهير وامتلاك آليات الحوارالمثمر مع الآخرين ومهارات الاقناع. يجب أن يساهم الدعاة في حل مشاكل المجتمع ولا يكونوا بمعزل عن آلام وآمال وطموحات الجماهير.. وينبغي علي الدعاة أيضاً الانفتاح الرشيد علي الآخرين.. وألا يتجاهلوا القضايا المهمة إيثارا للسلامة كما كان يحدث من قبل. * ماذا عن الحراك السياسي الذي تشهده مصر الآن؟ ** الحراك السياسي الذي تشهده مصر في أعقاب ثورة يناير في جملته ظاهرة صحية.. لكنه يحتاج إلي نوع من الترشيد والوعي بحيث نصل في النهاية بسفينة الوطن إلي بر الأمان. ينبغي أن يتعاون الجميع لتوحيد الصف.. من خلال اليقين بالتعددية الفكرية والمذهبية.. والالتقاء حول القواسم المشتركة بعيدا عن الفرعيات والنقاط الخلافية.. وإدراك طبيعة المجتمع المصري الذي يتسم بتنوع الثقافات. الاقصاء أو النفي أوالاستبعاد لأي فئة.. لا يخدم المصلحة العامة للوطن. * ماذا عن وثيقة الأزهر حول مستقبل مصر؟ ** وثيقة الأزهر تلبي طموحات المرحلة التي تشهدها مصر الآن.. خاصة انه قد شارك فيها مختلف التيارات.. وعكست صحيح الإسلام.. والأزهر قد طرحها للحوار المجتمعي ويرحب بكل الآراء حولها.. من منطلق إيمانه بالتعددية الفكرية.. وحرصه علي المصلحة العليا للوطن. * هل تؤيد اختيار شيخ الأزهر بالانتخاب من عامة الناس؟ ** هذا لا يجوز أبداً.. لأنه لا يليق بالمنصب الرفيع.. وانني أؤيد مبادرة فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر بتعديل القانون 103 لسنة 1961 قانون بما يحقق الاستقلال التام للأزهر ويضمن تطوير الأزهر وإعادة هيئة كبار العلماء لتختار شيخ الأزهر بالأسلوب الذي ترتضيه سواء كان الانتخاب أو غيره. أداء رسالة تلك المؤسسة الدينية العريقة علي أكمل وجه محليا وإقليميا وعالميا. * هل تؤيد اختيار القيادات الجامعية بالانتخاب؟ ** أؤيد أي صيغة توافقية للاختيار تحظي باجماع أساتذة الجامعات.. فالانتخاب قد لا يفرز الأفضل علميا وإداريا.. كما أن التعيين له سلبيات.. فالأمر يحتاج إلي دراسة كي نصل إلي الأسلوب الأمثل للاختيار. * ما رأيك في المظاهرات "المليونية" التي تشهدها الميادين بالقاهرة والأقاليم؟ ** المظاهرات "المليونية" التي شهدتها مصر.. لا شك انها في جملتها إيجابية وانها تشكل أداة ضغط علي الحكومة لتنفيذ أهداف الثورة.. لكننا في حاجة الآن إلي العمل والإنتاج.. فليجتهد كل في مجاله كي نبني مصر. * هل تؤيد قبول أسر الشهداء للدية.. مقابل التنازل عن القضايا؟ ** لا أؤيد تنازل أسر الشهداء عن القضايا المنظورة أمام المحاكم مقابل الدية.. المسألة أكبر من ذلك. * كيف تقضي يومك في شهر رمضان؟ ** أقضي جزءا كبيرا من اليوم في العمل.. وأحرص علي الصلاة في المسجد والورد القرآني.. بالإضافة للقراءات المتعددة في مختلف المجالات مع التركيز علي الكتب الشرعية.