أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي انتقال السلطة التشريعية الي البرلمان المنتخب بارادة حرة بعد ان احتفظ بها رئيس السلطة التنفيذية كإجراء استثنائي فرضه الظرف السياسي معربا عن تمنياته من الله سبحانه وتعالي ان يوفق أعضاء البرلمان الي ما فيه الصالح لهذه الامة العظيمة وهذا الشعب الذي يعلق عليهم آمالا كبيرة. وفيما يلي نص خطاب السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية امام مجلس النواب. بسم الله الرحمن الرحيم.. الإخوة والأخوات نواب ونائبات شعب مصر العظيم في بداية كلمتي اليكم اتقدم لكم جميعا بخالص التهنئة علي الثقة الغالية التي منحكم اياها الشعب المصري وتمتزج التهنئة بكل امنياتي القلبية لكم جميعا بالسداد والتوفيق في مهمتكم العظيمة ومسئوليتكم الجسيمة في هذه اللحظات الفارقة من تاريخ مصرنا الغالية وفي مستهل لقائنا اطلب من حضراتكم ان يحضر معنا بذاكره في هذه القاعة كل من دفع حياته ثمنا لأن نصل لهذه اللحظة التاريخية وادعوكم بأن نقف سويا دقيقة حدادا علي أرواح شهداء مصر جميعا. السيدات والسادة اننا نقف في لحظة دقيقة وفارقة من عمر أمتنا ولذلك فان صدق الكلمات فرض ودقتها ضرورة والحق انكم وصلتم الي مقاعدكم تلك نتيجة لانتخابات برلمانية تمت في مناخ آمن وأجواء شفافة شهد لها العالم كله بذلك وكانت نتائج هذه الانتخابات تعبيرا جليا عن ارادة الشعب المصري العظيم واستكملنا نحن المصريين خارطة المستقبل التي توافقنا عليها جميعا يوم قررنا استعادة الوطن ممن ارادوا اختطافه لحساب اهدافهم المنحرفة ومصالحهم الضيقة فكان رد المصريين عليهم ثورة وطنية شديدة النقاء نحصد ثمارها اليوم بهذه الكوكبة المحترمة من أبناء هذا الوطن ممثلين شعبه والمعبرين عن طموحه واماله. السيدات والسادة.. شعب مصر العظيم انني اعلن أمامكم ممثلي الشعب بانتقال السلطة التشريعية الي البرلمان المنتخب بارادة حرة بعد ان احتفظ بها رئيس السلطة التنفيذية كإجراء استثنائي فرضه علينا الظرف السياسي واتمني من الله سبحانه وتعالي ان يوفقكم الي ما فيه الصالح لهذه الامة العظيمة وهذا الشعب الذي يعلق عليكم امالا كبيرة. الاخوة والاخوات من هذا المكان من تحت قبة برلمان مصر يعلن شعبنا للعالم كله انه ارسي قواعد نظامه الديمقراطي واعاد بناء مؤسسات الدولة الدستورية.. لقد استطاع شعبنا العظيم ان ينتصر للحرية والديمقراطية.. لقد استطاع ان يستعيد حلمه للمستقبل في مواجهة دعاوي الردة ودعاة التخلف .. لقد استعادت الدولة المصرية بناء مؤسساتها الدستورية في اطار تتوازن فيه السلطات تحت مظلة الديمقراطية التي ناضلت من أجلها الجماهير وحصلت عليها كمكتسب لها لن تفرط فيه ابدا. أبناء وبنات مصر الابية العزيزة لقد اثبت هذا الشعب من جديد عظمته وعراقته وكبرياء وبرهن بلا ادني شك علي تفرده في صناعة الحضارة وكتابة التاريخ واكد علي صلابته واصالة معدنه وهو يواجه بكل جسارة المخاطر التي تحيق بدولته من الداخل والخارج. ان دولتنا تواجه اعتي التحديات وتجتاز اشق المصاعب وتقهرها ولقد قرر المصريون انفاذ ارادتهم ولن يثنيهم عن انفاذ ارادتهم كائن من كان اننا ماضون قدما في مشروع وطني لبناء الدولة الحديثة ولن نسمح لاحد ان يعرقل مسيرة الانطلاق نحو البناء السياسي والتقدم الاقتصادي والنهوض الاجتماعي والثقافي والمعرفي والتكنولوجي. المؤسسة العسكرية السيدات والسادة لقد انتميت الي المؤسسة العسكرية المصرية مقاتلا وتعلمت فيها المعاني الوطنية ومبادئ الشرف والاخلاص والتضحية وانكار الذات ومارست ذلك علي مدار اكثر من ثلاثين عاما كانت مصر هي الامل والرجاء كان طموحي ان أري وطني يحتل مكانته اللائقة بين الأمم لم اتقاعس يوما عن أداء مهمة أو تكليف ومن هذا المنطلق اجبت نداء بني وطني وتحملت التكليف الذي كلفونني به لاتولي معهم وبهم مسئولية ر وطن في مهمة انقاذ وبناء.. ومنذ اللحظة الاولي كنت علي دراية وعلي معرفة بحقائق الاوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد في مختلف المجالات سياسيا وأمنيا واقتصاديا واجتماعيا وكنت مدركا لدقائق الظروف الصعبة التي تحيط بمنطقتنا المضطربة وبأبعاد ما يحاك لوطننا.. ولم اخف عنكم شيئا.. لقد كنت صادقا معكم اذ اعلمتكم بصعوبة المهمة ووعورة الطريق الا ان ذلك لم يقطع يقيني وثقتي بأننا نحن المصريين قادرون علي تحدي التحدي ومجابهة المخاطر والعبور للمستقبل ما دمنا نمتلك الوعي الحقيقي والارادة الصلبة ومتمسكين بوحدة الصف الوطني.. ان ايماني لم يتزعزع ابدا في ان قدرات المصريين ستبلغهم الغايات وستحقق الامال وستظل راية هذا الوطن عالية خفاقة بأيدي ابنائه جميعا. السيدات والسادة ان الاوضاع الامنية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تحدق بمصر الآن تفرض علي الجميع مسئولية تاريخية واداء استثنائيا تتضافر فيه الجهود وتتكامل فيه السلطات كي يبقي البنيان قائما وشامخا.. ان المهام المنوط بها البرلمان تحتم عليه ان يكون برلمانا حرا وممثلا حقيقيا لرغبات الشعب وعليه ان يمارس هذه المهام في سياق الممارسة الديمقراطية السليمة دون استعراض اعلامي او تنافس سياسي لايضع مصالح الوطن العليا نصب عينيه.. لقد جابهنا معا موجة عاتية من ارهاب غاشم استهدفت الدولة المصرية بلا هوادة او رحمة وارادت ان تنشر الفوضي والخراب بين ربوع الوطن وفي صدارة المواجهة كان رجال جيشنا العظيم وشرطتنا البواسل يدفعون الدم ويقدمون الروح من اجل الحفاظ علي مقدسات هذا الوطن.. ولكن بفضل من الله وبإرادة وطنية لاتلين وبصمود شعبنا العظيم استطعنا ان نكسر شوكة تنظيمات الارهاب في الوادي وسيناء وعلي حدودنا الغربية ومازلنا نواصل هذه المعركة بلا تراخ أو ملل.