انتهت الليلة الماضية فعاليات الدورة ال 42 لمهرجان جمعية الفيلم السنوي للسينما المصرية بحضور وزير الثقافة حلمي النمنم والفنانة بوسي التي تم اختيارها في هذه الدورة لتكون ضيف شرف المهرجان تقديرا لعطائها المتواصل في إثراء فن التمثيل.. والدورة نفسها تم اهداؤها للفنان الراحل نور الشريف أحد أهم الذين اهتموا بدور الفنان الممثل في تعميق الوعي وتحقيق رسالة السينما كرائد ثقافي وحضاري في حياة الشعوب فاستحق "النجومية" عن جدارة واستحقاق.. فالفنان سيرة ومسيرة نور الشريف تضيئها أعمال بارزة في تاريخ السينما المصرية. أفضل ما في مهرجان جمعية الفيلم جدية الحدث ومصداقية الجوائز التي يمنحها للفائزين وإصرار القائمين علي تحقيق عنصر الاستمرارية دون الاعتماد علي التمويل الخارجي والاكتفاء بدعم وزارة الثقافة. وفي كلمته بالأمس أشار رئيس المهرجان إلي هذا الموقف المبدأي باعتبار وزارة الثقافة "وزارتنا" حسب وصفه ومن ثم فإنه يرفض الجهات غير المعنية بالثقافة فقد استمر المهرجان رغم كل المعوقات وتوالت عليه مجالس إدارات مختلفة ولكن يظل مدير التصوير محمود عبدالسميع هو الدينامو المحرك والطاقة التي لا تهن ولا تتراجع لإيمانه بالدور المهم الذي يلعبه هذا الكيان الثقافي الذي بدأ عام 1957 مع بداية تأسيس المهرجان علي يد ثلاثة من الأعضاء المؤسسين للجمعية وهم سامي السلاموني ومحمود عبدالسميع وسمير فريد. واستمر المهرجان بالجهود المتواصلة والمخلصة الذي كان يبذلها زملاء مؤمنون بدور الجمعية ومنهم يعقوب وهبي الذي لم يعرف الكلل ولا الملل في توثيق الأفلام في دليل للسينما ستجده من جميع المهتمين بالفن السابع والناقد يوسف رزق الله ومحمد عبدالعزيز وآخرون من أعضاء الجمعية. ومن الملامح البارزة حماس الناس للمهرجان وحرص المهتمين بالإبداع السينمائي علي متابعة نشاط الجمعية وقد ظهر هذا في العدد الكبير الذي حضر بالأمس وشارك في فعاليات حفل الختام. بدأ الحفل بتكريم من وقع عليهم الاختيار هذا العام وهم: الفنانة الكبيرة سميحة أيوب "تقديرا لعطائها المتواصل في إثراء فن التمثيل العربي علي مدي أجيال متعاقبة ولتاريخها العريق الناصع وإصرارها علي أن يكون رسالة سامية عبر أدوارها التي لم تنفصل عن القيم والمبادئ الراقية واستحقت بذلك احترام وتقدير ملايين الناس". والفنان محيي إسماعيل "تقديرا لأدائه المتميز في العديد من الأعمال الفنية السينمائية وباعتباره من أهم الممثلين الذين أدوا الأدوار الصعبة في مجال التمثيل السينمائي. والمنتج السينمائي حسين القلا اعترافا وتقديرا لدوره المشرف والفعال والداعم للسينما المصرية إنتاجيا وفنيا وموضوعيا وإتاحة الفرص لأجيال متعافية من السينمائيين والفنانين المصريين أصبحوا من علامات السينما المصرية والمخرج علي عبدالخالق تقديرا لعطائه المتميز في مجال الإخراج السينمائي وباعتباره واحدا من الذين آثروا السينما المصرية بما قدمه من أفلام تعد علامات بارزة في تاريخ السينما المصرية موضوعيا وفنيا. وكاتب السيناريو محمد أبوزيد تقديرا لدوره في إثراء السينما المصرية بأعماله ذات القيمة الموضوعية التي تتناول قضايا المجتمع وهموم الوطن التي تعد أعماله من أبرز الأعمال وأهمها في تاريخ السينما المصرية. ومدير التصوير العالمي رمسيس مرزوق "تقديرا لعطائه المتواصل في إثراء فن التصوير السينمائي وباعتباره واحدا من أهم المبدعين بأعماله التي تعد علامات مميزة في مسيرته وتاريخه الإبداعي في السينما المصرية". والناقدة السينمائية خيرية البشلاوي "تقديرا لدورها في مجال النقد والثقافة السينمائية وباعتبارها أكثر النقاد السينمائيين التزاما بالنزاهة والموضوعية في كتاباتها التي تعد مرجعا لأجيال عديدة من الباحثين والنقاد السينمائيين. الباحث والمؤلف السينمائي د. مجدي عبدالرحمن تقديرا لجهوده المتميزة لحماية السينما وتراثها حيث أشرف علي ترميم العديد من كنوزها وقد وهب حياته للدراسات السينمائية ومازال يعمل في صمت من أجل الحفاظ علي أرشيف السينما. ومن المكرمين في هذه الدورة أيضا مهندس الصوت مجدي كامل تقديرا لعطائه المتميز في مجال الصوت من خلال أعماله التي تعد علامة بارزه في السينما المصرية. لجنة التحكيم ترأس لجنة التحكيم في هذه الدورة المخرج السينمائي محمد راضي وضمت في عضويتها المخرج هاني لاشين ومدير التصوير ورئيس جهاز السينما سابقا والأستاذ بالمعهد العالي للسينما الدكتور سمير فرج والدكتور حسن عطية عميد معهد الفنون المسرحية الأسبق والكاتبة والناقدة السينمائية ماجدة خير الله ورئيس مهرجان الإسكندرية ورئيس الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما الناقد الأمير أباظة وكاتب السيناريو ناصر عبدالرحمن ومهندس الصوت والأستاذ بالمعهد العالي للسينما الدكتور إبراهيم عبدالمجيد والناقد هشام لاشين. أهم جوائز الدورة 42 حصل الممثل أحمد الفيشاوي علي جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم "خارج الخدمة" وحصلت شيرين رضا علي جائزة أفضل ممثلة عن دورها في نفس الفيلم. وحصلت نسرين أمين عن جائزة ممثلة الدور الثاني عن فيلم "ولاد رزق" أما جائزة ممثل الدور الثاني فقد ذهبت للممثل محمد ممدوح عن دوره في نفس الفيلم وحصل محمود حميدة عن جائزة التمثيل الخاصة عن دوره في فيلم "قط وفار" وفاز فيلم "باب الوداع" للمخرج كريم حنفي بجائزة أحسن فيلم وحصلت الطفلة مريم تامر علي جائزة التمثيل الخاصة من لجنة التحكيم عن دورها في فيلم "قدرات خاصة" الذي حصل علي جائزة الجمهور وعن نفس الفيلم حصل الفنان أنس أبوسيف علي جائزة أحسن ديكور. وفاز بجائزة أحسن سيناريو وحيد حامد عن سيناريو فيلم "قط وفار" وأحسن إخراج كريم حنفي عن "باب الوداع" وأحسن موسيقي راجح داود عن فيلم "قدرات غير عادية" وأحسن تصوير زكي عارف عن فيلم "باب الوداع" بينما فازت بأحسن مونتاج هبة عثمان عن نفس الفيلم وأحسن صوت علاء الكاشف عن "باب الوداع" أيضا. وفاز محمد عطية بجائزة لجنة التحكيم الخاصة عن فيلمي "أسوار القمر" و"أولاد رزق" وجائزة أحسن مكياج فاز بها طارق مصطفي عن فيلم "باب الوداع" وفاز تيودور أمين بجائزة أحسن أفيش عن "باب الوداع" أيضا.