يلتقي اليوم فريق النادي الأهلي بطل الكرة المصرية مع الجونة في المباراة المؤجلة بينهما منذ الأسبوع الرابع لمسابقة الدوري العام لكرة القدم والتي تمثل أحد المحطات المهمة لكلا الفريقين لكنها تمثل خطوة نحو تحقيق أهدافهما بعد ان دخلت المسابقة مرحلة الجد وأصبح للنقطة أهمية كبيرة لكل أطرافها سواء الباحثة عن القمة أو طوق النجاح من الغرق في بحر الظلمات .. وتنطلق أحداث تلك المواجهة والتي يحتضنها استاد الجونة بمدينة الغردقة في الثانية والنصف ظهراً ولكن من حسن طالع الفريقين ان فصل الشتاء بدأ يطل علينا بعد تأخر وطول انتظار .. ومع قدومه بدأت درجات الحرارة تنخفض وهو ما سوف يتيح الفرصة أمام لاعبي الفريقين لبذل الجهد وتقديم مباراة قوية. عندما نتحدث بشئ من التفصيل عن تلك المواجهة المهمة والتي نتوقع أن تحمل كل مظاهره القوة والإثارة والتشويق بسبب الظروف التي يخوض بها كل من الفريقين هذه المباراة المرتقبة فلابد أن نبدأ بالنادي الأهلي صاحب الشعبية الطاغية وحامل لقب درع الدوري والذي يري في هذا اللقاء انه خطوة مهمة علي الطريق ليس فقط للدفاع عن اللقب .. بل الانطلاق نحو قمة الدوري هذا العام واستعادتها بعد ان غاب عنها الأهلي بسبب انشغاله بالاشتراك في البطولة الأفريقية والتي خرج منها بلمسة يد .. ولأن مباراة الجونة تمثل أولي المؤجلات الثلاث فإنها تحظي بأهمية بالغة للاعبين ولجهازهم الفني بقيادة بقيادة حسام البدري حيث يتفق الجميع انها أصبحت بداية الأهلي لاسترداد القمة حيث يدخل الفريق هذه المواجهة أمام الجونة ورصيده 17 نقطة جمعها من الفوز في خمس مباريات والتعادل في مباراتين ولم يخسر الفريق أي مباراة ويتبقي له مباراتان مؤجلتان. من الملاحظ هو انخفاض نسبة التهديف حيث لم يسجل الأهلي سوي تسعة أهداف ومني مرماه بأربعة أهداف ولكن تلك الأرقام تعكس لنا حجم مشكلة الهجوم التي يعاني من الفريق لعدم وجود هداف من العيار الثقيل بجانب تعرض مهاجميه للإصابات مثلما هو الحال لأسامة حسني ومحمد فضل وفرانسيس الليبيري مما أدي لعدم استقرار خط الهجوم لمباراتين متتاليتين علي الأقل. والمثير لددهشة أن نجوم الأهلي أصبحوا فريسة للإصابات التي باتت تطاردهم وتلاحقهم دوماً منذ بداية الموسم ولذلك بات هناك سؤال يفرض نفسه حول أسباب تلك الإصابات. في نفس الوقت فإنه رغم تلك العقبات التي تواجه حسام البدري أحياناً غير أن امتلاك الفريق لمجموعة كبيرة من البدائل المتميزة والتي لا يختلف مستواها عن النجوم الأساسيين يجعل الأهلي مؤهلاً دائماً لتخطي مثل هذه العقبات فقد غاب أبوتريكة وسيد معوض علي سبيل المثال في لقاء إنبي رغم ذلك حقق الأهلي فوزاً رائعاً وغالياً 3/2 رغم شراسة فريق إنبي ومقاومته الشديدة وتقدمه قبل النهاية بربع ساعة 2/1 ولكن نجوم الأهلي الصاعدين والكبار بقيادة محمد بركات أدركوا التعادل ثم حققوا الفوز .. وأعتقد ان مباراة إنبي تمثل نقطة تحول مهمة في مسار فريق الأهلي هذا الموسم لأنه يمكن القول ان الأهلي بتاع زمان عاد من جديد ليكشر عن أنيابه بقوة وانه مازال أسد الكرة المصرية وكبير عائلتها لأن لاعبيه امتلكوا في هذا اللقاء إرادة الانتصار التي انعكست علي تسلح اللاعبين بأعلي معدلات التركيز وبذل الجهد والجري وسرعة التحرك فتوافرت للفريق الفاعلية والقوة في الملعب وهو ما افتقده الأهلي في مباريات كثيرة ماضية.. ولعل حرص حسام البدري علي الزج بعنصر الشباب في المباراة كان وراء نجاح لاعبي الأهلي في مجاراة معدلات السرعة التي يتمتع بها شباب إنبي. انطلاقاً من هذا النجاح للدفاع بعنصر الشباب أمثال لاعبيه أحمد شكري وشهاب الدين أحمد وأمير سعيود سيفرض نفسه علي واقع الفريق في المرحلة المقبلة بجانب النجوم أصحاب الخبرة أمثال وائل جمعة وأحمد فتحي وحسام عاشور وحسام غالي كابتن الأهلي وشريف إكرامي الحارس المتألق. غياب بركات وأبو تريكة في الوقت الذي يرفع فيه الأهلي شعار لا بديل عن الفوز لأنه يعني استرداد القمة حتي اشعار آخر برفع رصيده ل 20 نقطة سيتخطي بها الزمالك بفارق نقطتين فإنه سيخوض هذه المواجهة في ظل غياب أربعة من نجومه الكبار محمد بركات ومحمد أبوتريكة وسيد معوض وفرانسيس لأنه تم استبعادهم من قائمة المباراة وبالتالي من السفر للغردقة .. بسبب الإصابات ورغم ذلك فإن الأهلي يمتلك من العناصر الأخري القادرة علي تعويض غيابهم خاصة وانه تأكد قيادة حسام غالي للفريق وفي الهجوم يعود محمد طلعت بينما تستمر قيادة شريف عبدالفضيل للجبهة اليسري والتي تألق فيها أمام إنبي وهناك معتز إينو وعاشور في خط الوسط .. بينما سيتحمل جدو هداف الفريق مسئولية خط الهجوم وهناك عبدالحميد شبانة جاهز لتحمل المسئولية في هذا اللقاء الذي يسعي فيه الأهلي لحصد نقاط المباراة الثلاث مستفيدا من عودة الرو ح القتالية للفانلة الحمراء وإرادة الانتصار للاعبيه بحثاً عن القمة أمام الجونة وحتي لو كانت في عقر داره بالغردقة والتي سوف ينفرد بها الأهلي لأول مرة هذا الموسم .. وقد عودنا الأهلي انه عندما يعتلي القمة فإنه لا يتخلي عنها حتي يتوج بطلاً لدرع الدوري. وفي الوقت الذي يخوض فيه الأهلي هذه المواجهة في ظل غياب أربعة من نجومه الأساسيين فإن القدر شاء له ان يواجه الجونة وهو يعيش صحوة جديدة وقوية بقيادة مديره الفني المخضرم أنور سلامة منذ توليه المسئولية حيث استطاع ان يترك بصمة واضحة علي الأداء العام للفريق قادت الجونة لتحقيق واحدة من أهم مفاجآت هذا الموسم بالفوز علي الإنتاج الحربي باستاد السلام ووسط جماهيره ليؤكد انور سلامة مع لاعبيه أن الجونة استعاد توازنه وقدرته علي تقديم عروض قوية ونتائج طيبة بعد أن كان الفريق قد انهار تماماً مع مدربه إسماعيل يوسف وأصبح مهدداً بالهبوط ولكن أنور سلامة أثبت علي أرض الواقع انه في الطريق لوضع الفريق علي الطريق الصحيح وقيادته للتخلص من شبح الهبوط الذي بات يهدد الجونة منذ بداية الموسم حيث يخوض الفريق لقاء اليوم أمام الأهلي وهو يحتل المركز ال 13 برصيد 9 نقاط جمعها من الفوز في مباراتين فقط والتعادل في ثلاث والخسارة في أربع ولعل استعادة لاعبي الجونة لثقتهم في أنفسهم بعد فوزهم الكبير علي الإنتاج الحربي في عقر داره سيكون سلاحهم في مواجهة الأهلي حامل اللقب في محاولة تتحقق مفاجأة من العيار الثقيل وعلي أمل الاستفادة من تعرض الأهلي لغياب عدد من نجومه الكبار أصحاب الخبرة ..