يبدو أن معركة تصفية الحسابات السياسية بالاسكندرية قد بدأت مبكرا بالاسكندرية استعدادا لانتخابات مجلسي الشعب والشوري القادمين لضمان عدم خوض اعضاء الحزب الوطني المنحل من نواب المجالس النيابية السابقة الانتخابات خاصة ممن يملكون منهم شعبية بين ابناء دوائرهم سواء كانوا ضمن حزب أو مستقلين.. ولعل خير دليل علي ذلك ما شهدته دائرة العطارين واللبان علي وجه التحديد منذ أيام قليلة من هجوم من بعض البلطجية علي معتصمي حديقة سعد زغلول بميدان محطة الرمل مدعين أن عضو مجلس الشعب السابق عن الدائرة التي تقع بها الحديقة "خالد خيري" هو من قام باستئجارهم نظير "200 ألف جنيه" وذلك لاجبار المعتصمين علي الرحيل وبالرغم من أن البلطجية لم يستطيعوا أن يدلوا بأوصاف "خالد خيري" الصحيحة بالاضافة إلي تغييرهم لاقوالهم في النيابة وعدم ذكر اسمه الا ان موقفهم كان غريبا وأعقبه بعد ذلك عدة محاولات متفرقة لتكرار نفس السيناريه بدعوي أيضا أن "خالد خيري" من ارسلهم ثم بدأت حملة المنشورات ضد النائب السابق بالدائرة لحث المواطنين علي مهاجمة نشاطه الملاحي. والواقع ان الهجوم علي خالد خيري كان متوقعا لقيامه مؤخرا بتسفير ما يقرب من مائة معتمر من ابناء دائرته علي نفقته الخاصة لينفذ وعده لهم كآخر نشاط خيري وسياسي بالدائرة بعد أن كان قد سحب القرعة علي رحلات العمرة قبل قيام الثورة وهو ما جن جنون منافسيه في الدائرة وسارعوا بمطاردة أي نشاط خيري لجمعيته المعروفة بالدائرة. وبوجه العموم فقد أعلن نائب الوطني السابق انه لن يخوض أي عمل سياسي ولن يشارك في أي انتخابات برلمانية قادمة وسيعتزل العمل العام مؤكدا تفرغه لعمله ولأسرته ولكن لم ينجو من الهجوم لرفض اعدائه الاقتناع وبالرغم من عدم وجود أي فائدة مادية أو معنوية أو سياسية ستعود لخالد خيري حتي يعتدي علي شباب الثورة الا ان فكرة استئجار بلطجية لترديد اسم عضو مجلس شعب سابق اصبحت الهاجس الذي يطارد رجال الأعمال من النواب السابقين بالاسكندرية الذين اعلنوا انهم لن يخوضوا الانتخابات القادمة وسيبتعدون تماما عن الساحة السياسية منهم محمد مصيلحي وعبدالمنعم راغب وأحمد الزهيري والصافي عبدالعال وغيرهم من أسماء ستختفي خوفا علي اعمالها وسمعتها من الساحة السياسية بعد أن اصبحت لعبة الابتزاز السياسي هي الأشهر علي الساحة السياسية بالاسكندرية من خلال استخدام أسلوب البلطجة والتشهير ولعل الأهم انعكاس الضغوط النفسية علي النواب السابقين واعضاء المجالس المحلية وغيرهم هي خلو شوارع الثغر والمقاطعة الشعبية من القوافل الطبية والتبرع بالدم والاسواق الخيرية المنخفضة وحتي صناديق الخير الرمضانية وانفراد جماعة الإخوان المسلمين في الساحة السكندرية دون منافسة حقيقية تذكر.