النمرة غريبة لكن مش عارف إيه خلاني أرُدْ ب لهفة وخوف "ألو .. أهلاَ يا آبا " "من غير ولا أهلاً ولا سهلاً .. عايز تنشق الأرض آلاقيك قدامي " !! وقَفلْ السِكة .. من قبل مايسمع حتي كلمة حاضر اللهجة اللي بيتكلم بيها .. كان ف ايديها القايش الميري بتاعه ... وبتهددني ! والنبرة اللي ف صوته .. بتقول ان انا داخل .. علي زعلة كبيره معاه وأبويا لما بيزعل الدنيا بتبقي أضيق من خرم الإبرة قصادي والخنقة بتعلق مشانقها لروحي ... لما يكون مش راضي وب احس ان الأيام الجاية ف عمري هتوقفني طابور الذنب المعتاد وان الخوف .. حيشد لحاف الونس اللي مغطيني .. ويسيبني بروح عريانة ف وسط الناس ما اعرفش ازاي غيرت هدومي بسرعة.. ونزلت الشارع ؟! ومخالب سؤالات من شرق وغرب ... بتهنش فيا إيه سبب الحدة اللي بيتكلم بيها معايا ؟! يمكن زعلان .. علشان ماحضرتش دُخلِة اخويا ؟! أويمكن ُكتر الغيبة عليه خلاه مضايق ؟! جايز حد من الأولاد .. طلبه عشان يشكيله.. إن انا زعلت مراتي ؟! معقولة يكون شاف ف إيديا سيجارة .. وانا قاعد ع القهوة ف وسط صحابي ؟! طلّعت لبان النعناع اللي ف جيبي .. وبسرعة أكلت تلاتة من مدة طويله ماوقفتش قدامه .. وانا مش قادر أرفع عيني ف عينه .. وهوبيسألني واقول : ماحصلش ! البيت بيقرّب ... وانا حاسس إن النفس الداخل مابيطلعش فاجأة اتسمرت مكاني .. بصيت حواليا زي التايه ركِّزت شوية وقلت لنفسي : طب أبويا ماعندوش تليفون ! وأخويا وفرحه الشهر الجاي !! وانا عمري ف يوم .. ماقعدت علي القهوة اللي ف نُص شارعنا من خوفي يشوفني ! دا انا حتي بطلت سجاير من أكتر من سنتين ! وقعدت اعيط وسط الشارع زي المجانين وكأني كنت ف غيبوبة وفوقت وندمت لاْني ظلمت ولادي.. اللي لايمكن يجروا عليه ... علشان يشكوله ف لحظة حزن ومحال يقدروا يروحوا له البيت .. وياخدهم بالحضن علشان البيت .. هدُّوه من ست سنين ! ومالوش ف الشارع علامات وأبويا أصلاً ... من عشرين سنة واكتر .. م ا ت !!