اعتصم بضعة مئات من المتظاهرين من القوي السياسية والأحزاب الليلة الماضية عقب انتهاء جمعة "لم الشمل" بالميدان حتي تحقيق المطالب.. بينما انسحب أعضاء التيارات الإسلامية مثل السلفيين والإخوان مؤكدين علي تحقيق هدفهم الأساسي من هذه الجمعة وهو التأييد علي مطالب ثوار الميدان بإجراء محاكمات عاجلة وعلنية لقتلة الشهداء ورفضهم للمبادئ فوق الدستورية. أشارت بعض القوي السياسية والحركات والأحزاب مثل "حزب التجمع والجبهة وحركة من أجل مصر" استعدادها لإقامة إفطار جماعي للمعتصمين في الميدان يوم الجمعة القادمة تحت شعار "جمعة إفطار الوحدة الوطنية" ويضم أنصار المسلمين منهم والأقباط للتأكيد علي الوحدة الوطنية ورداً علي بعض التيارات الإسلامية الذين رددوا هتافات "ارفع رأسك فوق انت مسلم". شهد الميدان ليلاً اختفاء المنصات التي أقيمت صباحاً ما عدا المنصة الرئيسية فقط التي لاتزال موجودة لترديد كل البيانات والهتافات من مختلف القوي والتيارات السياسية وتحدث أحد أعضاء السلفيين من عليها في محاولة منه لتهدئة بعض المعتصمين الذين ظلوا يهتفون "مدنية.. مدنية". "ليست إسلامية".. وحاول السلفي من علي المنصة توضيح ان الدولة المدنية أساسها الشريعة الإسلامية ولا يوجد هناك اختلاف في الرأي معهم. استغلت حركة 6 أبريل مليونية أمس التي اعتبرها ثوار التحرير أكبر مليونية في تاريخ الثورة المصرية في الترويج للحركة وتعرفة المعتصمين الشباب بها وأهدافها وكذلك عرض الانضمام إلي الحركة. أكد أعضاء حركة 6 أبريل "الجبهة الديمقراطية" انهم سوف يعقدون اجتماعاً اليوم لتحديد موقفهم من الاستمرار في الاعتصام بالتحرير أو فضه. يقول شريف الروبي ومنة الله شومان ورويدا بدر من أعضاء الحركة ان جبهة أحمد ماهر فضت اعتصامها بالتحرير وانهم ينتظرون اجتماع المكتب السياسي بالحركة اليوم لتحديد موقفهم خاصة بعد توحيد مطالب الميدان والتفاؤل الذي يسوده حول استجابة المجلس العسكري للمطالب المحددة والمحاكمات السريعة لقلة المتظاهرين والعدالة الاجتماعية. وفي لافتة تدل علي الوحدة الوطنية في الميدان.. رفع المعتصموم المسلمون المصاحف بجوار المعتصمون الأقباط الذين رفعوا الصليب للتأكيد علي وحدة الصف وعدم التفرقة في المطالب. يقول بخيت حليم وهاني أبوليلة "من الأقباط".. إن الميدان يسع كل الأطياف الدينية السياسية ونحن جئنا إلي الميدان لنمثل أقباط مصر ولنعلن تأييدنا الكامل لمطالب ثوار التحرير لأننا جميعاً نعيش في دولة واحدة ورفعنا خلال المليونية الصليب بجوار المصحف للتأكيد علي عدم فئوية مطالب الأقباط وانتمائهم للتحرير. يقول مهدي السكري وخالد عبدالله من السلفيين جمعة اليوم تمت بسلام ونحقق المقصود منها وأكدت ان الشعب المصري يجمع الحب أطيافه المختلفة وانه لا فرق بين الجماعة المدنية والإسلامية لأنه في كلتا الدولتين يتم تطبيق شرع الله الذي يعبر عن جميع الديانات. أضاف انه رغم حالة التوحد التي شملت المليونية إلا أن هناك بعض الليبراليين حاولوا افسادها بهتافاتهم وشعاراتهم التي رددوا خلالها "مدنية مدنية" وليست "إسلامية" وتناسوا ان المعني واحد ولكننا كتيارات إسلامية نصحنا إخواننا بضبط النفس إلي أبعد درجة وعدم الانجراف وراء قلة قد تفسد هذا اليوم. أكد محمد فهمي ومحمود العربي من عيادة ثوار التحرير ان جمعة التوحد لم تخل من الاصابة بضربات الشمس بسبب درجة حرارة الجو وتردد الكثير من المعتصمين الذين تعرضوا لهبوط في ضغط الدم والسكر لكنها حالات بسيطة لا تدعو إلي القلق. نظم ائتلاف صحفيي الثورة ندوة بعنوان "مشروع نهضة مصر" وقام أعضاؤها بتوزيع نشرات تتضمن خطة النهوض بمصر في الوقت الحالي. يقول ثروت شديد وصابرين حسين وأحمد مؤيد وصالح محمد أعضاء لجنة اعتصام 8 يوليو والمجلس الثوري واتحاد ثوار مصر.. إن هناك بعض التيارات الإسلامية حاولت الخروج عن النص المتفق عليه قبل الجمعة عن طريق الهتافات والشعارات وكذلك المنصة إلا أننا استطعنا السيطرة عليهم حتي التزموا وأزالوا اللافتات المسيئة التي علقوها. وقال ماهر الجندي المتحدث الرسمي للجنة اعتصام 8 يوليو ان أمس هو أنجح أيام الثورة بسبب توحد الميدان وتوافق جميع القوي السياسية والحزبية والإسلامية علي هدف واحد من أجل تحقيق مطالب الثوار. * مجدي أحمد عضو لجنة اعتصام 8 يوليو ان هشام أبوالنصر المتحدث الرسمي باسم الجماعة السلفية قد طاف الميدان وأعلن انضمام الجماعة الكامل لمطالب الثوار واحترامهم لمبادئ المتظاهرين وهو ما أحدث نوعاً من الطمأنينة في نفوس المعتصمين بالميدان. وشهد ميدان التحرير أمس ميلاد حركة جديدة أطلق عليها "حركة حاول تفهم" هدفها الرئيسي توعية المواطنين بمضمون وأهداف الثورة ونشر روح المساواة والعدل بين أفراد المجتمع. تقول نورهان منصور "عضو الحركة" نحن مجموعة من الشباب نعمل سوياً علي توعية المواطن بأهداف الثورة والارتقاء بثقافة المجتمع اجتماعيا وسياسيا. أضافت ان الحركة تحاول أن تبعد المتظاهرين عن الدخول في الجدل السياسي للبعد عن المهاترات. مازن السباعي مؤسس الحركة ان الحركة ليست حركة سياسية أو تنتمي لأي حزب وإنما هي حركة تهدف في الأساس إلي الصالح العام. قال خالد الرفاعي عضو جماعة الإخوان المسلمين اننا أتينا إلي الميدان لنأكد أمام الجميع اننا علي قلب رجل واحد.