أمس الأول ارتاح فصيل كبير من جماهير الزمالك لاحتساب الحكم جهاد جريشة سبع دقائق وقتا محتسبا بدلا من الضائع في مباراة الزمالك والمقاصة.. وخلال هذا الوقت الاضافي نجح العقرب مصطفي فتحي في خطف هدف غال للزمالك حقق به التعادل ومنع الزمالك من الخسارة الثانية هذا الموسم.. علي الجانب الآخر ثار فصيل من جماهير الأهلي علي السبع دقائق وقالوا ان جريشة جامل الزمالك ورئيسه ولعب حتي اطمأن لتعادل الأبيض وكان يتمني فوز الزمالك حتي انه امتد بالوقت لسبع دقائق ونصف الدقيقة. وبالأمس فرح الفصيل الأحمر بالست دقائق التي احتسبها الحكم محمد معروف وأحرز خلالها الأهلي هدف الفوز علي الإنتاج عن طريق الرهيب المنقذ عماد متعب.. وفي الجانب الآخر غضب الفصيل الأبيض من كل هذا الوقت الضائع ورأوا ان الحكم جامل الأهلي.. كل فصيل يري ان فريقه هو من يستحق الوقت الذي احتسب له وان الحكم جامل الآخر.. الزمالك يري ان الست دقائق أطول من السبع.. والأهلي يري ان فارق الدقيقة هو قمة المجاملة. الحقيقة ان هذا الحوار هو قمة التعصب بين الجماهير العادية وهو المرض الحقيقي الذي نعاني منه منذ سنوات طوال ولم نتخلص منه.. هذا التعصب الأعمي الذي نعيشه قبل ظهور الألتراس أكثر خطرا من بعض سلوكيات الألتراس.. فسلوك الألتراس الذي لا يعجب البعض هو سلوك شكلي من السهل التخلص منه لأنه مجموعة من المواقف والقرارات التي تأتي كرد فعل علي مواقف بعينها وتنتهي بنهاية الموقف الذي يحرك هذه الجماهير.. أما الجماهير العادية فالتعصب يتمكن منها كالوباء ولا يخرج إلا بخروج الروح.. وكلنا يعرف عبر التاريخ كيف كان لغضب الجماهير العديد من المشاكل في كل مكان وزمان.. ليس بين الأندية فحسب.. بل بين أفراد الأسرة الواحدة.. فالتاريخ مليء بكوارث جراء هذا التعصب. وإذا كان المسئولون في مصر يسعون لعلاج مشاكل جماهير الألتراس فعليهم أيضا أن يعالجوا التعصب الأعمي والأكثر خطورة.. وان يعلموا الجماهير ألا تتدخل في كل كبيرة وصغيرة مما يحدث في الملعب وأن لكل فعل رد فعل.. فالحكم عندما يحتسب سبع دقائق أو ست دقائق هذا قراره والاعتراض يكون مناسبا بهتاف يلفت نظر الحكم إلي تجاوزه دون تجاوز في حق الحكم نفسه.. ولو كان هناك قرار خاطئ يكون رد الفعل هادئا المهم أن يصل للحكم الشعور بأنه أخطأ دون أن يتسبب ذلك في وضع الحكم تحت ضغط يدفعه لمزيد من الأخطاء.. ومن يخطئ سيحاول التعويض فتزداد أخطاؤه.. ويكون التعصب أخطر عندما يأتي من مسئول ويوجه للحكم مباشرة وهو داخل الملعب أثناء إدارته للقاء. أخطاء الحكام واردة.. ولا يجب أن يتعامل معها سوي إدارات الأندية وبشكل محترم وقانوني.. وكذلك لجنة الحكام التي يجب أن تحسن اختيار من يدير المباريات وتعاقب المخطئ.. وقبل أن تعاقبه تتأكد ان خطأه جاء بحسن نية وليس بترتيب.. جاء دون قصد وليس عن عمد للمجاملة أو الخوف أو المنظرة.