هذا كافر .. هذا ملحد وهذا ليبرالي يعني كافر. وهذا شيوعي. وهؤلاء عملاء قابضين من جهة أجنبية. وهؤلاء مندسون.. وهؤلاء.. وهؤلاء إلخ إلخ. من أنتم؟! من أعطاكم الحق في تصنيف الناس هكذا.. ومن منكم يمتلك صفاقة الحجر علي وطنية هذا أو ذاك تحت أي دعوة. أري "الصفاقة" تمشي مختالة الآن. وتطل من التليفزيون وأري جهات إعلامية تمنح من يتسلحون بها الأرض والوقت والميكرفون بل والحق في إصدار الأحكام! إنهم يتحركون في الميادين ويستولون علي المنصات. وينتزعون لأنفسهم أدوارا في كل اعتصام وكل احتشاد وفوق المنصات. وكلما أطلوا بوجوههم استبشرت سوءا ودعوت: اللهم أبعد هؤلاء عن المسار الذي إختاره الشعب ودفع ثمنه الشباب.. اللهم انقذنا منهم ولا تجعلهم يتولون منصبا أو يأتون الي سدة الحكم أبدا إنك قادر سبحانك.. لقد مر "ستة" شهور علي الثورة والمشهد مرتبك لماذا؟؟.. وسيناريوهات الإفساد والتخريب والتشويه تصنع أفلاما مثيرة والابطال مجهولون!! والتفاصيل تفتح أوسع الأبواب للشكوك وتستدعي مخزون النكد القديم وماسوف يستجد. أتذكر قول الشاعر: ومن نكد الدنيا علي المرء أن يري عدوا له مامن صداقته بدا. والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس.. ولكن من الغيظ درجات ومانراه في التفاصيل القريبة والبعيدة وماتثيره الوجوه من شكوك ومخاوف تخنق الانفاس وتضيق بها الصدور.. وبعض العفو مستحيل إذا ما انطوت الأمور علي تفاضل وتفويت لجرائم.. أو حماية للذين خربوا وقتلوا ومازالوا يفعلون. أموت غيظا كلما تخيلت الحوار الدائر بين "أقطاب" المساجين في طرة وهم يملأون أنفسهم بالأمل مع كل عدوان وضيع علي الثوار وميادين التحرير. أو أمام كل اتهام تافه ومع كل تسويف وتأجيل لاحكام القضاء. وأكاد أنهار حين أقرأ علي شريط الأخبار عن دعوي قضائية لإعادة حسني مبارك الي الحكم "!!" أي والله هذا حدث.. وليس الخبر المريع في حد ذاته وإنما العقلية والأجواء التي تسمح بنشره عبر قناة تليفزيونية ذائعة الصيت.. أو الغرض من بثه حتي ولو جاء عابرا.. لكنه بالقطع مقصود ووراؤه ماوراؤه. المحاولات إذن مستميتة وأعداء الثورة في الداخل والخارج يضخون الملايين ويعزفون علي أوتار الفقر والعوز والبطالة والجهل ونسبة وإن كانت قليلة من الشباب مستعدة لافشال الثورة بمقابل وقد رأينا منهم نماذج بشعة الهيئة والصوت والأداء وقد ظهرت علي مرأي ومسمع الجميع. والأكثر بشاعة أغنية "تمجيد لزعيم" خلعته الجماهير ورفعت الأحذية في وجهه وهو يطل عليها اغنية نسمعها عبر بعض الوسائل الإعلامية حتي لو كانت علي سبيل المسخرة. لأن مجرد سماعها يعتبر منتهي المسخرة. اللهم أجعل جمعة الغد بعثا لإرادة التصدي وانتصارا للأمل الذي نهفو الي تحقيقه!