من الذي له مصلحة في الدخول في صدام مع جيش مصر العظيم.. من الذي يريد تحييد الجيش وبمعني أدق اقصاؤه عن إدارة شئون البلاد في الوقت الذي تتربص فيه قوي وتيارات داخلية وخارجية عديدة لافشال ثورة الخامس والعشرين من يناير.. من يحمي تلك الثورة العظيمة من ابنائها أو اعدائها معاً؟! ما هي المبررات بل ما هي الدوافع التي تدفع المعتصمين في ميدان التحرير إلي السير باتجاه العباسية للوصول إلي مقر وزارة الدفاع للاحتكاك بالساهرين علي حماية مصر من المتربصين وهم كثر؟!! وهل التباطؤ في تحقيق مطالب الثورة مبرر قوي للدخول في معركة مع المجلس العسكري حامي الثورة والذي تعهد منذ اليوم الأول الذي خرج فيه من ثكناته بالوقوف بجانب الشعب وثورته العظيمة؟! وعن أي تباطؤ يتحدثون ومطالب الثورة تتحقق تباعاً.. وهل إطلاق شائعة مغلوطة وإن كانت مقصودة بأن الجيش فتح نيرانه علي المتظاهرين في السويس والإسكندرية الجمعة الماضية دون التيقن من هذا الأمر دافعاً ليزحف الآلاف من ميدان التحرير إلي العباسية للتنديد بالمجلس الأعلي للقوات المسلحة رغم أن الثوار هم أول من يعلمون جيداً أن الجيش لم يصوب سلاحه تجاه أي ثائر منذ اليوم الأول لنزوله ميادين وشوارع مصر يوم جمعة الغضب 28 يناير. إن الدخول في مواجهة مع الجيش خط أحمر.. لأنه لا يعني فشل ثورة 25 يناير فحسب بل ضياع مصر كلها.. فالجيش هو رمانة الميزان والحامي الأول والأخير لهذه الثورة وهو الوحيد الذي يدرك حجم المخاطر والتهديدات التي تحيط بمصر من الداخل ومن الخارج.. فهناك العديد من الأطراف التي تحاول اختطاف مصر كل يوم.. والجيش يتصدي لكل تلك التهديدات الداخلية والخارجية أو المدعومة من الخارج. كثيرون هم أعداء ثورة 25 يناير الذين لا يريدون لها النجاح لأنهم يدركون جيداً أن نجاحها سيغير وجه المنطقة وسيقلب موازين القوي بها وبالتالي فاطلاق الشائعات والدسائس والوقيعة بين الجيش والشعب هي أقصر الطرق لافشال واجهاد هذه الثورة. ويبدو أن هؤلاء الأعداء.. اعداء الثورة.. بعد احباط مخططاتهم المرة تلو الأخري للوقيعة بين الجيش والشعب يحاولون الآن الوقيعة بين أفراد الشعب نفسه عن طريق تقسيمهم إلي إسلاميين وعلمانيين لتدخل البلاد في حرب أهلية لا يعلم مداها أحد. ***** كلمة أخيرة أقولها للمعتصمين في ميدان التحرير.. لا تجعلوا مبارك ورموز نظامه المحبوسين في مزرعة ليمان طره يشمتون فينا وفي ثورة 25 يناير.. فالثورة هي ملك لكل المصريين وليس فقط للمتواجدين في الميادين.. وعلينا جميعاً حمايتها من الأيادي العابثة التي تريد أن تشعلها ناراً.. واحذروا مصر تتعرض للاختطاف.