التصريحات المستفزة التي أعلنها مرشح الرئاسة الأمريكية الجمهوري دونالد ترامب مؤخراً تدل علي ما يتمتع به من عنصرية بغيضة حيث طالب دولته بمنع المسلمين من دخول أمريكا بشكل تام سواء زيارة أو هجرة.. وبالنسبة للمسلمين الذين يقيمون هناك فعليهم وضع شارة توضح ديانتهم وإعداد قاعدة بيانات خاصة بهم ودعا إلي مراقبة المساجد معللا ذلك بأن المسلمين لايحبون الأمريكان بدليل أن هناك أناسا متطرفين أضروا كثيراً بالولايات المتحدة منذ أحداث 11 سبتمبر. إن تصريحات ترامب تذكرنا بالأيام السوداء التي اعتلي فيها جورج بوش الابن مقاليد الحكم في بلاده ومافعله بالمسلمين في كل مكان من حروب استباقية وعلي رأسها غزو العراق والتي تسببت بشكل مباشر في ظهور الإرهاب في المنطقة والذي استشري وطفح خارج الحدود العربية ليطال البلاد الأجنبية أيضاً. إن ترامب يعتبر هتلر العصر الحديث فقد طالب النازي السابق اليهود بارتداء شارات تحمل نجمة داوود ليسهل التعرف عليهم ومعرفة ديانتهم.. كما حمل هتلر اليهود مسئولية المشاكل التي عانت منها ألمانيا وكذلك ترامب يري أن جميع المسلمين سبب الإرهاب في العالم وهو ما يجعلنا نتساءل هل سنري محرقة أمريكية حديثة علي يد ترامب يضع فيها المسلمين - إذا لا قدر الله - ونجح في الانتخابات الرئاسية المقبلة ووصل للبيت الأبيض؟ تصريحات المرشح الرئاسي تحض علي الكراهية وتهدد الأمن الأمريكي نفسه قبل غيره لأنه سوف يساعد بتصرفاته الهوجاء علي زيادة الاحتقان بين أفراد مجتمعه فالمسلمون في أمريكا لهم دور فعال في تنمية ونهضة البلاد وعلي أكتافهم وأكتاف غيرهم من الديانات الأخري أصبحت أمريكا علي ما هي عليه الآن من تقدم ورقي واقتصاد قوي بالاضافة إلي أنه بهذه التصريحات المستفزة جلب استعداء الدول العربية والإسلامية له قبل أن يتولي منصب الرئاسة. للأسف الشديد ليس مستبعداً أن يفوز هذا ال"ترامب" في الانتخابات الرئاسية القادمة لأن هناك نسبة كبيرة من الأمريكان يؤيدونه بسبب تصاعد مؤشر الإسلاموفوبيا من جهة وسلطة المال التي يمتلكها من جهة أخري حيث إنه ملياردير ويستطيع شراء الأصوات بفلوسه. علي أية حال هذه هي السياسة الأمريكية التي تعودنا عليها والتي دائما ما تتسم بالعنجهية والعنصرية ولا يهمها سوي مصالحها الشخصية ومصلحة ربيبتها المدللة إسرائيل. إشارة حمراء التحالف الإسلامي الذي أعلنت عنه السعودية أمس كان مفاجأة من العيار الثقيل لدي معظم الناس.. ففي الوقت الذي كانوا ينتظرون فيه قرار دخول القوة العربية المشتركة حيز التنفيذ فوجئوا بهذا التحالف.. نحن لا يهمنا المسميات المهم أن ننجح في القضاء علي الإرهاب الأسود في منطقتنا وأي مكان ولكن كل ما نخشاه إننا نفاجأ في يوم من الأيام بأننا نحارب بعضنا البعض.