* يسأل أيمن عبدالمنجي بشركة الكهرباء: هل أرسل الله تعالي أنبياءه للناس بدين واحد؟ أم أن الأديان متعددة. وأن كل نبي بعث بدين لأمته أو للناس في زمانه؟ وما معني خيرية أمة النبي محمد "صلي الله عليه وسلم"؟ * يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن مستشار العلوم الشرعية بالأزهر: الدين واحد والشرائع شتي وهذا ما أكد عليه المولي عز وجل بقوله: "شرع لكم من الدين ما وصي به نوحاً والذي أوحينا إليك. وما وصينا به إبراهيم وموسي وعيسي أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه" "الشوري: 13". كما أن الإسلام في معناه العام لم يكن هو دين النبي محمد "صلي الله عليه وسلم" فحسب. ولكن الإسلام هو دين الأنبياء والمرسلين جميعاً. حيث إن المعني الاجمالي لكلمة إسلام. الاستسلام لأمر ونهي الإله المعبود. ولما كان الأنبياء والمرسلون هم أكثر الناس استسلاماً لأمر الله ونواهيه. فقد كانوا بذلك هم أول المسلمين انقياداً ومتابعة لإبلاغ الدعوة. ولقد أكد الله تعالي في كتابه علي أن الإسلام هو دين الأنبياء والمرسلين. فيقول: "وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم. ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم" "البقرة: الآيتان 127 128". وعلي لسان يعقوب في وصيته لأولاده يقول الله تعالي: "ووصي بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفي لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون" "البقرة: الآية 132". وفي معرض حديث القرآن عن التوراة ذكر أن النبيين الذين سيحكمون بالتوراة هم الذين أسلموا من لدن موسي إلي زمان المسيح "عليه السلام" فيقول: "إنا أنزلنا التوراة فيها هدي ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا" "المائدة: 44". وذكر علي لسان حواريي عيسي في معرض دعائهم بأنهم مسلمون. يقول: "فلما أحس عيسي منهم الكفر قال من أنصاري إلي الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله وأشهد بأنا مسلمون" "آل عمران: آية 52". فالإسلام في معناه الأعم الاستسلام لأمر الله ونهيه وحكمه. وبدون ذلك الاستسلام فلا إسلام. ومن ثم كانت الدعوة الإسلامية مع الاعتراف بالتعددية تقوم علي الاعتدال والوسطية حتي في ذروة مجدها وسيادتها علي العالم. وفي الحديث الشريف يعبر الرسول الكريم عن وحدة الدين وتعدد الشرائع في إطار الدين الواحد وان الأنبياء هم أبناء أسرة واحدة.. دينهم واحد وشرائعهم شتي.. فقال صلي الله عليه وسلم: "أنا أولي الناس بعيسي ابن مريم في الدنيا والآخرة. والأنبياء أولاد الدنيا والآخرة. الأنبياء أولاد علات. أمهاتهم شتي. ودينهم واحد. وليس بيننا نبي" "رواه البخاري ومسلم وأبو داود والإمام أحمد". وفي رواية أخري يقول: "نحن معاشر الأنبياء أخوة لعلات ديننا واحد وشرائعنا شتي". فاعلم أخي الكريم ان دين الله تعالي دين واحد وهو دين الإسلام الذي لا يقبل الله تعالي غيره. وهو الدين الذي جاء به الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من أولهم إلي آخرهم. فكان كلما بدا الضلال أن يظهر أرسل الله رسولاً لهداية الناس. وان جميع ما جاءوا به من الدين متفق في كلياته. ولكن قد تختلف الشرائع في بعض الأحكام. ثم كانت خاتمة الرسالات رسالة نبينا محمد صلي الله عليه وسلم. أما خيرية الأمة فهي لا تؤسس علي عنصرية وإنما الخيرية مشروطة بتقوي الله والنهوض برسالة الإنسان في عمران هذه الحياة: "إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير" "الحجرات: 13". ويقول: "ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءاً يجز به ولا يجد له من دون الله ولياً ولا نصيرا" "النساء: 123". فكل المؤمنين علي اختلاف شرائعهم أسرة للتدين بالدين الإلهي الواحد. وان أكرمهم عند الله أتقاهم لله. وان الله يحكم بينهم في أرض المحشر فيما كانوا فيه يختلفون. يقول الله تعالي: "الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون" "الحج: 69".