شن بعض الموتورين. حملة مستعرة. غير مبررة. علي فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر.. وطالبوه بتكفير "الدواعش". وفي ذلك جهل مَقِيت. يشير إلي عقول جامحة. بعيدة عن نور الوحي الإلهي ونصوصه الصحيحة الثابتة. ويؤدي حتمًا إلي استنساخ هؤلاء التكفيريين. وشرعنة القتل والعنف. واستباحة الدماء المعصومة. وانهمار شلالات الدم!! سُئل الإمام الأكبر. في لقائه بشباب الجامعات.: لماذا يرفض الأزهر تكفير "الدواعش"؟ رد د. أحمد الطيب: الأزهر بالطبع. لم يشأ لتنظيم "داعش" الإرهابي أن يسرح ويمرح. بل يؤكد دائمًا. أنه يجب علي ولاة الأمر قتال "الدواعش" ودحرهم وتخليص العالم من شرورهم. باعتبارهم بغاة. محاربين لله ورسوله. ومفسدين في الأرض. يزعمون زورًا وبهتانًا أنهم يحكمون بما أنزل الله. ويكفِّرون الحكام والشعوب. ويسعون في الأرض فسادًا. وحكمهم الشرعي قد حدده الله في قوله تعالي: "إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادًا أن يُقتَّلوا ...". فجزاؤهم حدده القرآن بالقتل في الدنيا. والعذاب العظيم في الآخرة. ويأبي الأزهر أن ينزلق إلي فتنة التكفير. ويؤكد شيخه الجليل. أن الإيمان لا يرتفع عن صاحبه إلا بإنكاره أحد هذه الأركان: "الإيمان بالله. وملائكته. وكتبه. ورسله. واليوم الآخر. والقدر خيره وشره". وإلا فهو لايزال في دائرة الإيمان حتي لو ارتكب الكبائر. ولا يُخرجه من هذه الدائرة إلا جحد ما أدخله فيها. وهذه الإجابة العلمية المبسطة. ليست وجهة نظر تستند علي العواطف. بل حكم شرعي. يصدع به الإمام الأكبر. لإنقاذ الأمة. انطلاقًا من العقيدة الصحيحة التي لا تُكفِّر أحدًا من المسلمين بذنب. حتي لو كان من الكبائر. إذ لا ينبغي أن نقع فيما وقع فيه تنظيم "داعش" الإرهابي وإخوته من تكفير المجتمع حكامًا ومحكومين. كم تساءلت في عتاب وارتياب: لماذا تعمد بعض الإعلاميين اجتزاء " الكلم الطيب" . وتحريف الحكم الشرعي. ليبدو للعامة أن شيخ الأزهر. يريد ل "داعش" أن يسرح ويمرح؟!! ولعل مما هو متواتر: أن الإمام الأكبر. الذين يشوهون أقواله. متصوف قد زهد الدنيا بما فيها. يتسم بعلم رصين يجمع بين التراث والحداثة. وعقل راجح. مستضيء بنور الوحي الإلهي ونصوصه الصحيحة الثابتة. يزن الأمور بميزان الحق والعدل. ويلتزم بقانون الشرع الإلهي. ويستمسك بالمذهب الأشعري. الذي يمد مظلة الإسلام لكل المسلمين. ثم. إنه يجب علي الكافة. الإصغاء بمنتهي الدقة. عندما يتحدث الأزهر. بتاريخه العريق. وثقله العلمي. ومنهجه القويم. الذي يعكس الفهم الحقيقي للإسلام. وأخيرًا: أطمئن الجميع بأن الأزهر عصي علي الانزلاق إلي مراسيم التكفير. وسيظل نبراسًا مضيئًا بالعلم الشرعي. الذي ينهل منه كل رواد الفكر المستنير. والباحثين عن صحيح الدين بمنهجه المعتدل.