اعترف الشيخ جمال المراكبي عضو الجماعة السلفية ورئيس جمعية أنصار السُّنة السابقة في حوار له مع صحيفة "روزاليوسف" اليومية بتلقي التيار السلفي ممثلاً في هذه الجمعية أموالاً من كل من الكويت والإمارات العربية المتحدة وقطر عبر بعض الجمعيات الخيرية للإنفاق علي الأيتام وبناء المساجد. ونفي الشيخ جمال أن يكون التيار السلفي قد تلقي أموالاً من المملكة العربية السعودية تحت أي بند من البنود. وإذا كان كلام الشيخ المراكبي صحيحاً بتلقيه أموالاً من الدول الثلاث الشقيقة. فهل هذا يتم عبر قنوات شرعية بحيث تكون الحكومة المصرية علي علم بالمبالغ التي تصل والجهة التي تتلقاها. والمصارف التي تصرف فيها؟! إذا كان الأمر يتم بعلم الحكومة وتعرف كل صغيرة وكبيرة عن هذه الأموال. وتقوم الدول الثلاث الشقيقة بابلاغها. فلا يسعنا إلا أن نشكر هذه الدول للدور الأخوي الإنساني الذي تقوم به تجاه الشقيقة الكبري مصر.. انه عمل محمود بلاشك ويستحق الشكر. أما إذا كانت هذه الأموال تصل إلي هذه الجمعيات الخيرية وتذهب للتيار السلفي مباشرة دون علم الحكومة المصرية. فهذا أمر في منتهي الخطورة. ويعتبر قفزاً علي القنوات الشرعية ويؤدي إلي مهالك لا أحد يعرف عواقبها. في هذه الحالة لا أحد يعرف من الذي يستولي علي هذه الأموال.. بل لا أحد يعرف مقدارها. وهل تأتي بصورة مستمرة أو متقطعة؟! وما هي الطريقة التي تدخل بها؟! وهل تنفق فعلاً في بناء المساجد وكفالة اليتامي؟! أم يتم توجيهها إلي أغراض أخري؟! ثقتي كبيرة في أن المسئولين في الدول الثلاث الشقيقة الكويت والإمارات وقطر لديهم من القيم والمبادئ والأصول والأعراف ما يجعلهم يتسامون عن التصرفات التي تكون فيها شبهة التدخل في الشئون الداخلية لمصر. لأنهم في كل تصريحاتهم وتصرفاتهم يعرفون قدر هذا البلد. ويعرفون أن استقراره استقرار للدول العربية كافة. ولدول الخليج خاصة رغم بُعد المسافة.. كما أنهم يدركون أن علاقات الشعوب فوق علاقات الأفراد. وأنها هي الأبقي علي مر العصور. المطلوب من الدول الثلاث الشقيقة أن تعلن بوضوح إذا كان كلام الشيخ السلفي جمال المراكبي صحيحاً أم لا؟! وإذا لم يكن صحيحاً أو فيه لبس ما فالمطلوب التوضيح.. وإذا كان صحيحاً فهل يتم إرسال هذه الأموال بعلم الحكومة وبالطرق المشروعة؟! لأنه من المفروض أن تخضع هذه الأموال لرقابة الجهاز المركزي للمحاسبات. إن الأوضاع في مصر تمر بمرحلة حرجة.. ودخول أموال إلي فئات أو جماعات بعينها حتي ولو تحت غطاء عمل الخير يمكن أن تستغل في أمور أخري تزيد الموقف تعقيداً.. والدول الثلاث لا ترضي بهذا أبداً. ولذلك فإننا ننتظر جلاء للأمر من كل منها.