علي مدي مئات السنين ظلت الجلابية البلدي رمزا للاناقة والشياكة ومظهرا من مظاهر الثراء والطبقية وفي كل الأحوال كانت هي الزي الرسمي والشعبي لأبناء قنا والآن تغيرت الأحوال واصبحنا لا نجد من يلبس الجلباب في شوارع المدن إلا قليلا وعندما سألنا الشباب عن رأيه في الجلابية الكفافة التي كانت مظهرا للوجاهة والثراء ضحك بعضهم ظنا انها نكتة وغضب آخرون ظنا اننا نسخر منهم واستفسر آخرون عن معني السؤال كل هذا يدق جرس انذار يعلن ان الجلابية البلدي كادت تصبح مثل الحيوانات والطيور النادرة في سبيلها إلي الانقراض. الجلابية البلدي لم تنقرض ولن تموت هكذا اكد راهب جرجس احد اقدم ترزية الجلاليب البلدي بمحافظة قنا حيث يري ان الجلابية البلدي زي شعبي مازال يرتديه الملايين سواء في الصعيد أو الوجه البحري وحتي في بعض الدول العربية التي اعجب الكثير من ابنائها بالجلابية الصعيدي. اضاف لا شك فإن الكثيرين انصرفوا عن ارتداء الجلابية البلدي خاصة في المدن التي انحسرت فيها الجلابية بشكل كبير والدليل علي ذلك انه رغم الزيادة السكانية الكبيرة الا انه يقابله زيادة في الزبائن وهو ما ادي إلي انخفاض عدد الترزية عما كان منذ 20 عاما كما تأثرت مهنة الترزي العربي بعد انتشار الجلاليب الافرنجي الجاهزة وبأسعار أقل كثيرا. اضاف نادر لطيف ترزي عربي ان الجلاليب البلدي انواع منها الكفافة وهي التي يتم خياطتها يدويا وقماشها من الصوف وهي أغلي الأنواع من حيث القماش أو تكلفة الخياطة التي تتعدي مائة جنيه والجلابية العادية التي يتم خياطتها بماكينة الخياطة وهي الأكثر انتشارا. قال عبدالرحيم سلامة موظف بالمعاش تغيرت الأمور كثيرا عما كانت عليه الجلابية منذ سنوات حيث كانت محلات الترزية تزدحم بالزبائن دائما وخاصة خلال الاعياد حيث يتم تسليم الترزي القماش قبلها بشهر أو أكثر والآن تغيرت اذواق الشباب واصبح البنطلون والترينج والبدل هي الزي الأكثر انتشارا وأصبح ارتداء الجلابية خاصة في المدن مقتصرا علي يوم الجمعة أوفي واجبات العزاءوالأغلب يرتدي الجلابية الافرنجي التي انتشرت عقب ذهاب المواطنين للعمل في دول الخليج وعادوا يرتدون الجلاليب البيضاء بنصف لياقة. يتذكر نصر الناظر مدير عام بالتربية والتعليم عندما كانت الجلابية البلدي هي الزي الأكثر انتشارا في القري والمدن وعندما بدأ انتشار الجلابية الافرنجي كان يرتديها فقط الاطفال والصبية ويتعرض من يرتديها من الكبار لسخرية لاذعة. يشير إلي أن من الذكريات الجميلة ان الجلابية الصوف الكفافة كانت تستخدم غالبا ليلة زفاف العريس مثلما يحدث حاليا مع بدلة الزفاف ولم يكن يستطيع تحمل تكلفة اقمشة وخياطة الجلابية الكفافة الا عدد قليل من الاثرياء وملاك الأراضي وكانوا يقدمونها لبقية ابناء القرية لارتدائها ليلة زفافهم مثلما يحدث حاليا في بدل الزفاف. يقول ان من اسباب انحسار الجلابية البلدي هو منع ارتدائها في المصالح الحكومية وانتشار الجلايب الافرنجي الجاهزة والمستوردة بأسعار أقل بالاضافة إلي تغيير الذوق العام خاصة بين الشباب الذي يري ان الجلابية ليست عملية في الحركة كما ان للاعلام وسخريته ممن يرتدي الجلابية دورا كبيرا في ابتعاد الشباب عن ارتداء الجلابية.