مازال المثقف المبدع واقعا في بؤرة التجاهل والاجحاف من قبل مؤسسات الدولة المعنية بالثقافة والإعلام من شأن هذا الموقف الخاطئ ان يصيب المثقف المبدع بنوع من الاحباط والجدب الفكري وفقدان الحماس وتزعزع الانتماء.. مما يعطل دفة الاستنارة الواعية في ان تقوم بدورها الأساسي في توجيه المجتمع نحو التقدم وإثبات الذات.. وهذه زاوية مهمة يجب ان يتنبه لها مؤتمر الثقافة القادم. وتتمثل مواقع التجاهل والإجحاف في الآتي: * هروب وسائل الإعلامي المقروءة والمرئية من إبداء الحماس نحو حق المبدع الأدبي في الوصول إلي المتلقي بدرجة تقترب ""حتي" من حق لاعب الكرة أو الممثل أو شبه الفنان! وأصبح حق المبدع الأدبي في هذا المجال هزيلا مباحا للسطو عليه عند أول بادرة إعلان في الجريدة أو إلغاء برنامج إذاعي أو تليلفزيوني.. الفرق هائل بين مساحة الرياضة والفن في وسائل الإعلام كلها. ومساحة الإبداع الفكري المتعلقة بشكل مطرد! * المثقف المبدع يكاد لا يتقاضي أجراً علي إبداعه.. فهو ليس ككل صاحب محصنة يستحق مقابلا مرضيا.. القليل من الصحف تعطي مقابلا تافها يخجل من ذكره كل متعفف.. وحتي عندما تحل البركة ويؤخذ العمل القصصي في بناء دراما مسموعة أو مرئية. فإن أجر كاتب القصة يأتي في ذيل قائمة أجور المشاركين في هذا العمل. * يشعر المثقف المبدع بنوع من الغبن النفسي نتيجة عدم التقدير المعنوي لأصالته الفنية ولدرجة مستواه الحقيقي بين قرنائه.. ويرجع ذلك لانفلات المصداقية في منح جوائز الإبداع الأدبي بشكل عام. وجوائز الدولة بشكل خاص! وبحيث أباح مناخ الانفلات هذا لأصحاب الإمكانيات الخاصة أن يتسللوا إلي السطح في سهولة! * إحساس المثقف المبدع بتجاهل الجهات المعنية بالمؤتمرات والقضايا الفكرية والثقافية ومنابر الإعلام والضوء.. تجاهلها بأحقية الجمعيات الأهلية النشطة. والتجمعات الإبداعية وأدباء الأقاليم النائبة من المشاركة الفعالة لطرح القضايا المزمنة والمعاصرة. عند وضع التصور الحقيقي لأي مشروع ثقافي عام تسعي له الدولة.