منذ أن ظهرت التنظيمات المتشددة وبدأت في شن هجماتها الإرهابية التي تقتل الأبرياء وتسبي النساء وتنكل بمن لا ذنب لهم متعمدة توظيف الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة لتحقيق مصالحها وتزييف الثوابت الدينية بما يتوافق مع أفكارها الشاذة ودار الإفتاء المصرية تعكف علي فضح أكاذيبها ودحض أفكارها عن طريق تبصير المسلمين بأحكام الدين الصحيحة ومدي زيف الفتاوي المضللة التي تطلقها تلك الجماعات.. فقامت بإنشاء مرصد الفتاوي الشاذة والتكفيرية وأطلقت صفحات علي الانترنت للرد علي الشبهات إلي جانب الجولات التي قام بها فضيلة المفتي د. شوقي علام ومستشار فضيلته د. إبراهيم نجم في الخارج لتوضيح الصورة الحقيقية للدين الحنيف بالإضافة إلي العديد من الندوات والمحاضرات والمؤتمرات التي عقدت في دار الإفتاء للتصدي للأفكار المنحرفة. ومؤخرا أطلقت دار الإفتاء مبادرة عالمية جديدة للتصدي لظاهرة الإسلاموفوبيا في الغرب. عقب الهجمات الإرهابية الأخيرة التي طالت عددًا من دول العالم.. وأوضح مفتي الجمهورية أن الدار أخذت علي عاتقها مسئولية تصحيح الصورة الخاطئة عن الإسلام في الغرب في عقر دارهم حتي لا نظل نخاطب أنفسنا.. مشيرا إلي أن المبادرة تستهدف "غير العرب" من مختلف بلدان العالم عن طريق عدة آليات. سيتم من خلالها مواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا التي تجتاح أوروبا. وشرح تعاليم الإسلام الصحيحة. وتبيين الفرق بين الإسلام الحق والتصورات المشوهة التي تروجها الجماعات المتطرفة في الغرب. أكد فضيلة المفتي أننا نواجه العديد من التحديات الكبيرة في الداخل والخارج. وهو ما يتطلب مزيدًا من التعاون بين دول العالم علي كافة المستويات. لافتًا إلي أن مهمة الدار في ظل هذه الأحداث هي بيان الحكم الشرعي الذي يعد بيان حكم ما يقوم به الإنسان من أفعال وأقوال ومدي مشروعيتها. أشار فضيلة المفتي إلي أننا قمنا خلال الفترة الماضية بمجموعة من الجولات الأوربية لبيان صحيح الدين الإسلامي والتي تأتي ضمن مجهودات دار الإفتاء في مواجهة التطرف. وذلك من أجل توضيح أن ما تقوم به تلك الجماعات لا تمت للإسلام بصلة. قال المفتي أنه التقي كل أعضاء المفوضية الأوربية والبرلمان الأوربي من سفراء دول الاتحاد الأوروبي في مصر. لتوضيح موقف الإسلام من العمليات الإرهابية وتداعيات الهجوم الإرهابي الذي وقع في باريس منذ أيام.. وأكد لهم تضامن المسلمين الكامل مع فرنسا وغيرها من بلدان وشعوب العالم التي أصابتها ويلات العمليات الإرهابية. مؤكدًا أن الإرهاب لا يعرف دينًا ولا وطنًا. ودعا مفتي الجمهورية أعضاء البرلمان والمفوضية الأوربية وسفراء دول الاتحاد الأوروبي إلي احترام الوجود الإسلامي في أوروبا. لأنه وجود حيوي ومهم. والغالبية الكاسحة منهم هم مواطنون ملتزمون بقوانين بلادهم والقيم الإسلامية السمحة التي تحث علي التعايش والسلام والمحبة بين البشر جميعًا. وحذر فضيلة المفتي من خطورة استغلال أحزاب وجماعات اليمين المتطرف في أوروبا للأحداث الأخيرة في تأجيج مشاعر الكراهية. وانتهاك حقوق المسلمين والاعتداء عليهم وعلي مقدساتهم. وهو ما يصب في مصلحة التطرف. ويهدد أمن البلاد والعباد. وقد يولد عنفًا مضادًا لا يسلم منه الجميع. فلسفة التنظيمات الإرهابية من جانبه قال الدكتور إبراهيم نجم - مستشار مفتي الجمهورية - إن الفاشية الدينية أساس الموجات الإرهابية التي تواجه مصر والمجتمع الدولي. وصلب الفكر المتطرف الذي يتخذ من العنف والقتل والترويع والإرهاب منهجاً له. وأوضح نجم في محاضرة ألقاها أمس الأول أمام القيادات الدينية في مدينة نيويوركالأمريكية أن التكفير والتفجير يمثلان المرجعية الفلسفية لكافة التنظيمات الإرهابية القائمة علي القتل والترويع. أشار مستشار مفتي الجمهورية في محاضرته إلي أن العمليات الإرهابية التي شهدتها مصر وتونس ولبنان وفرنسا ونيجيريا تؤكد صحة ما سبق لمصر وأن حذرت منه بالنسبة لعالمية ظاهرة الإرهاب وأن كافة الدول ليست بمنأي أو معزل عنها. مشدداً أن تلك الحوادث الإرهابية تؤكد بأن هناك تنسيقاً لوجستياً بين كافة التنظيمات الإرهابية وأن محركها هو أيديولوجية التكفير والتفجير. مطالباً المجتمع الدولي باتخاذ الإجراءات الفاعلة والصارمة للتصدي لتلك التنظيمات علي حد سواء والقضاء علي الإرهاب أينما وجد. وأضاف أن مصر تقوم في هذا الإطار بدورها في الحرب علي الإرهاب. ووجه نجم حديثه للقيادات الدينية قائلاً: "إننا في حاجة لإشاعة روح التعاون فيما بيننا في هذا الوقت الحرج. فنحن نشعر بالقلق بشأن استغلال العواطف الهوجاء من قبل الجماعات والأحزاب المتعصبة في أمريكا لإلحاق الأذي بالمسلمين هناك. وإلقاء اللوم كله علي الإسلام. وكما نخشي من استهداف طائفة دينية كبيرة بسبب أعمال قلة منحرفة. وهو ما قد يولد عنفًا مضادًا مما ينتج عنه نتائج عكسية تعوق مجهوداتنا في مكافحة الإرهاب".