لمن يقرأ في الشعر الانجليزي وخاصة وليم شكسبير وأنا من أشد المعجبين به وفلسفته الواقعية يقرأ خطبة مارك أنطونيو في رواية يوليوس قيصر عندما جاء لتأبين القيصر بعد قتله علي يد المتآمرين وقال في خطابه وهنا أحاول الترجمة لعلها تكون مقنعة ولكن أصل الخطاب طبعا أوقع. المهم قال في خطابه الطويل عدة نقاط متوافق مع الزمن الحالي الغريب الذي فرض نفسه بالقوة والكثرة واختفاء الكثيرين وسوف أركز علي نقطتين فقط في خطاب أنطونيو. * وقال أن الشر يعيش بعد الإنسان وموته أما ما فعله من خير يدفن مع عظامه نعم هذا صحيح الشارع الآن ينسي أي عمل طيب قام به أي شخص ويذكر له أي خطأ ويضخم ويذكر دوماً بل ويطالب الناس بذبحه حتي لو أعماله الطيبة وبصماته الشريفة تملأ الدنيا واستفاد منها الناس لكن الشر يبقي والخير يموت أليس هذا ما يحدث الآن ويستجاب له مجرد الإرضاء. * امتدح أنطونيو قيصر في بعض أعماله لكن كان يكرر مقطع أن بروتس صديق قيصر والذي شارك في قتله يكرر أنطونيو أن بروتس قال عكس ذلك وبروتس حتما رجل صالح ومصدق لدي الشارع إذن كلامه صح والواقع خطأ وأكذوبة أنا طبعا لا أتحدث عن أشخاص محددة حتي لايحور كلامي ولا أدافع عن أحد لأن اعتراضي علي النظام السابق كان قائما ومسجلا في مقالاتي وكتبي الثلاثة لكني أتكلم عن مبدأ عام وهو يقيم الأعمال وإعطاء كل ذي حق حقه بعيدا عن الانتقام والتشفي والصياح والاسلوب غير المقبول الذي يؤيده الحاقدون ودعاة الشهرة وراكبو الأمواج الذين أصبحوا يحركون الأمور اعلاميا وفعليا وهو أمر جد خطير ونحن نعرفهم ونعرف تاريخهم المهم أني أقول لأهل هذا البلد نتقي الله في مصر ورجالها ونذكر الفضل لأصحابه ونعطي لكل ذي حق حقه نذكر الخير ونذكر الشر ونكافيء هذا ونحاسب ذاك لكن محاولة مسح الماضي وعطائه شيئا لا يمكن حدوثه فالتاريخ لايمكن تعديله وهل نستجيب للصياح وطلبات البعض بغرض تصفية حسابات وغير مأجور إنما صادق تماما طوال الزمن. التواصل للصحيح هو الطريق الوحيد لضمان الاستمرار. أما قطع الأوصال وتجريف التربة كما قال أحد أدعياء السياسة فأمر خطير والله لو تعلمون ان هذا يدفع مصر الي الهاوية لتوقفتم فورا عن التظاهرات وكيف يمكن أن نطلب من أي أحد العمل والانتاج والعطاء وهو يري من سبقه قدم وضحي وأعطي يعامل بهذا الاسلوب المهين في محاولة لذبحه كيف سيعطي أو يعمل. مجرد سؤال أنا فقط قفز لذهني هذا الخطاب الشهير في تأبين الشرفاء والله يهدي من يشاء وأعلموا أن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم فهل سنغير ما بأنفسنا أم لا من أجل مصر وأبنائنا وأحفادنا نحن في محطة النزول ويعلم الله أننا نريد الانطواء وكفانا ما قدمناه لهذا البلد والحمد لله. والتاريخ سوف يذكره حتي لو كره الحاقدون وأن هذا الزمن لم يعد زمننا ولكل عصر رجاله لكن يارب يحسن اختيارهم بمعايير محددة فيها الكفاءة والشرف والاحترام من أجل مصر فقط وليس أجندات خاصة أو تصفية حسابات وانتقام شخصي.