رفض خبراء التعليم في حالة من الغضب والاستياء قرار تفعيل مجموعات التقوية في المدارس.. وأكدوا أن القرار غير مدروس وغير مجد وتنفيذه من قبل لم يمنع الدروس الخصوصية. قالوا إن هذه المجموعات لا تعوض المعلم مادياً عما يتقاضاه من الدروس الخصوصية. كما أن الطالب لا يهتم بالمشاركة فيها لأنه من المستحيل أن يقضي اليوم بأكمله داخل الفصول. مشيرين إلي أنه من الصعب تطبيق القرار لأن المدارس غير مؤهلة والفصول بلا إضاءة أو تهوية. قال إبراهيم المصري مدرس لغة انجليزية إن هذا القرار غير مدروس وغير مجد للمعلم. وأنه نُفذ أكثر من مرة ولم يقض علي الدروس الخصوصية. مشيرا إلي أن مشكلة في نظام التعليم أو الإدارة أي نريد أن نصلح من الخارج ولدينا الداخل متهالك. أضاف أن فصول التقوية تكلف في الشهر 120 جنيهاً وأن تكلفة الدروس الخصوصية في مراكز الدروس الخصوصية بنفس التكلفة ولكنها في مكان جيد. فضلاً عن أن المعلمين الذين يعملون بها أو يعطون دروساً خاصة لم يعينوا حتي الآن. كما أنها لا تعوضهم عما يتقاضونه من الدروس الخصوصية. والطالب كذلك لا يهتم بمجموعات التقوية لأنه لديه فكرة سيئة عن المدرسة وطريقة التدريس بها وأن المعلم لم يشرح أو لم يذهب إلي المدرسة. أوضح عزت الخضرجي مدرس لغة عربية أنه من الصعب تنفيذ هذا القرار في المدارس لأن الطالب لا يريد أن يأخذ دروساً في المدرسة لأنه عنده نفور منها. وأنه يذهب إليها إجبارياً لكي يحصل علي ال 10 درجات سلوك وحضور. وأنه يجب علي الوزارة أن تعمل علي جلب الطلاب إلي المدرسة بطريقة جيدة وتجذب الطلاب إليها. مضيفاً أنه من المستحيل تفعيلها في الوقت الحالي لأن المدارس مازالت غير جاهزة وأنه لا يوجد بالفصول إضاءة أو تهوية أو سبورة نظيفة أو ديسكات جيدة يجلس عليها الطلاب. قال أشرف الجندي مدرس لغة فرنسية إن قرار تفعيل مجموعات التقوية لا يمنع الدروس الخصوصية ولكنه يفتح باباً آخر يشجع علي الدروس الخصوصية لأن ميدانها واحد. ولكنهم لم يعملوا علي تهيئة الجو بالمدارس الذي يساعد علي إعطاء دروس بها. ولابد علي الوزير إذا أراد أن يحد من الدروس الخصوصية أن يرفع راتب المعلم وأن يقوم بتعيين المعلمين المتخرجين منذ فترة ولم يعينوا حتي الآن. قال محمد علي مدرس لغة عربية إن هذا القرار غير مجد ولا يمنع الدروس الخصوصية.. لأنه لا يعوض المعلم عنها لأن المادة الواحدة في مجموعات التقوية ب 20 جنيهاً. وأن المجموعة يكون بها 20 فصلاً وأنه يجب أن يعطي مقابلاً مجزياً للمعلم إذا أراد تفعيل هذا القرار بشكل جيد. قال إيهاب علوفة مدرس لغة عربية: فكرة مجموعات التقوية شيء جيد لأنه سيساعد الطلاب الفقراء الذين لا يقدرون علي دفع مصروفات الدروس الخصوصية. ولكنها ليست الحل للقضاء علي الدروس الخصوصية لأنها تفتح باباً آخر لها. وأنه يجب أن يعطي الوزير المعلم حقه لكي يمتنع عن الدروس الخصوصية. قال محمد عبدالله أمين عام نقابة المعلمين: لن يتم القضاء علي الدروس الخصوصية إلا بإصلاح أحوال المعلم أولاً. وأن العلاوة الدورية التي يتقاضاها المعلم في يوليو لم يتقاضاها المعلمون حتي الآن. وأنه لولا ال 10% التي أمر بها الرئيس كعلاوة استثنائية لكان المعلم في خبر كان. وأنه الآن أصبح مرتب الإداري يفوق راتب المعلم. ويجب علي الوزير قبل محاربة الدروس الخصوصية الاهتمام بالمعلم لنجاح العملية التعليمية. قال أيمن البيلي مؤسس نقابة المعلمين المستقلة: مجموعات التقوية ستكون كارثة جديدة علي وزارة التربية والتعليم.. حيث ان الوزارة بهذا القرار تقنن الدروس الخصوصية وستتحول المدارس إلي مجموعات تقوية بإرغام أولياء الأمور علي إلحاق أبنائهم بمجموعات التقوية. حيث سيكون المدرس بيده 10 درجات يتحكم فيها كيفما يشاء. فيمكن أن يقوم المدرس بتصيد أي خطأ للطالب وطرده من الحصة واحتسابه كغياب. وأن هذا اعتراف من الوزارة علي فشلها في حل مشكلة الدروس الخصوصية. قال د.مصطفي محمود عميد كلية التربية جامعة عين شمس: إنها فكرة جيدة وإنه يجب أن يتم اختيار المعلمين الممتازين للعمل بمجموعات التقوية وإذا أراد تفعيلها بشكل جيد يجب أن يأتي بمعلمي المراكز الخاصة التي تجذب الطلاب إليها. وأنها إذا تم توزيعها علي المدرسين بشكل عشوائي ستفشل. وأنه يجب أن يعطي للمعلمين مكافآت مجزية تشجعهم علي العمل بالمجموعات. قال د.فاروق إسماعيل رئيس لجنة التعليم بمجلس الشوري سابقاً: إن هذه الفكرة كانت موجودة من قبل وهي فكرة جيدة تساعد الطلاب الفقراء وانها ستكون تحت رقابة المدرسة وستعمل علي القضاء علي الدروس الخصوصية. قال د.حسن شحاتة خبير تربوي وأستاذ تربية بعين شمس إن الدروس الخصوصية هي عرض لمرض أي عدم قدرة المدرسة علي واجبتها التعليمية. لذلك يلجأ أولياء الأمور إلي البديل وهي الدروس الخصوصية. وأنه إذا أراد أن يفعل مجموعات التقوية فعليه أن يهتم بالمدرسة وتقليل كثافة الفصول وتحسين المناهج الدراسية. وهذه العوامل ستجعل الطالب يذهب إلي المدرسة.