أنقرة- وكالات الأنباء: خرجت مظاهرات حاشدة الليلة الماضية في أنحاء متفرقة داخل تركيا وخارجها. تنديدا بالتفجيرات الإرهابية التي استهدفت تجمعا للمعارضة التركية من أجل السلام في انقرة. وأسفر عن مصرع 86 شخصا علي الأقل. وإصابة 186 آخرين. وذلك قبل ثلاثة أسابيع من الانتخابات التشريعية المبكرة المقررة في الأول من الشهر القادم. وفي حين أعلنت الحكومة التركية الحداد الوطني ثلاثة أيام علي ضحايا التفجيرات. تظاهر الآلاف الليلة الماضية في اسطنبول محملين حكومة أنقرة مسئولية الاعتداء المزدوج. وخلف لافتة كبيرة كتب عليها ¢نعرف القتلة¢. هاجم المتظاهرون الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وحزبه العدالة والتنمية الحاكم منذ 2002. وهتف هؤلاء في ساحة الاستقلال في قلب الشطر الاوروبي من اسطنبول "اردوغان قاتل" و"السلام سينتصر". وخرج المئات في تظاهرات مماثلة بعد الظهر وخصوصا في دياربكر. كبري مدن الجنوب الشرقي ذي الغالبية الكردية حيث اندلعت حوادث بين المتظاهرين والشرطة التي استخدمت الغاز المسيل للدموع وفق مصور آخر لفرانس برس. واندلعت تظاهرات احتجاج اخري في ازمير وبتمان واورفا وفان. وفي العاصمة الفرنسية باريس. تظاهر المئات من الأكراد للتنديد بالتفجيرين الإرهابيين. واحتشد المتظاهرون بساحة "لا ربوبليك" بباريس. وحملوا أعلاما لحزب "الشعوب الديمقراطي" التركي المعارض "غالبية أعضائه من الأكراد".. وأدان المجلس الكردي الديمقراطي بفرنسا - في بيان - هذا الحادث "الجبان والخسيس". مؤكدا أن الأتراك لن ترهبهم هذه الاعتداءات التي تستهدف أولئك الذين يناضلون من أجل السلام. و ندد المجلس "بالحرب القذرة وبارهاب الدولة في تركيا". وقد هز انفجاران قويان محيط محطة القطارات الرئيسية في أنقرة حيث جاء آلاف الناشطين من كل انحاء تركيا بدعوة من مختلف النقابات ومنظمات غير حكومية واحزاب اليسار للتجمع تنديدا باستئناف النزاع بين أنقرة والمتمردين الاكراد. وسرعان ما حول الانفجاران المنطقة الي ساحة حرب حيث كانت العديد من الجثث ممددة علي الارض وسط لافتات "عمل. سلام وديمقراطية" ما أدي الي حالة من الهلع بين المتواجدين.. وبحسب حصيلة لا تزال موقتة اوردها وزير الصحة محمد مؤذن اوغلو فان 86 شخصا علي الاقل لقوا مصرعهم واصيب 186 آخرين بجروح. وأعلنت تركيا الحداد الوطني ثلاثة أيام. ودعت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني تركيا إلي "البقاء موحدة".. وقالت موغيريني: "علي الشعب التركي وكل القوي السياسية البقاء موحدة لمواجهة الارهابيين وجميع الذين يحاولون تقويض استقرار البلاد التي تواجه عددا كبيرا من التهديدات". من جهته ندد البيت الابيض بما وصفه اعتداء "ارهابيا مروعا" في العاصمة التركية.. وقال المتحدث باسم مجلس الامن القومي الامريكي نيد برايس في بيان: "الحقيقة ان هذا الهجوم الذي وقع قبل تجمع حاشد للسلام يؤكد الانحطاط الاخلاقي لاولئك الذين يقفون وراءه. وهو بمثابة تذكير جديد بضرورة مواجهة التحديات الامنية المشتركة في المنطقة". بدورها. نددت الخارجية الامريكية بالاعتداء "المشين". وقال المتحدث جون كيربي "في ضوء استمرار العنف في تركيا والمنطقة. من الاهمية بمكان في الوقت الراهن ان يلتزم جميع المواطنين الأتراك السلام ويتوحدوا ضد الارهاب". كما ندد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند "بهجوم ارهابي شنيع" فيما قدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعازيه للرئيس التركي. وأعلنت المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل انها تلقت هذا النبأ ببالغ الحزن والصدمة معتبرة ان الهجوم ضد الحقوق المدنية والديمقراطية والسلام.