تلقي النائب العام بلاغاً يتهم أحمد الفضالي رئيس حزب السلام الديمقراطي ومقرر لجنة السلطات التشريعية بمؤتمر الوفاق القومي بالتحريض علي قتل المتظاهرين في القضية المعروفة إعلاميا ب "موقعة الجمل". وأحمد الفضالي لمن لايعرفه مواطن بسيط لكنه طموح جدا.. وطموحه يفوق قدراته.. ظهر اسمه علي سطح الأحداث ربما لأول مرة عندما وضعه د.أحمد عمر هاشم الداعية والأزهري المعروف نائبا له عندما كان رئيسا لجمعية الشبان المسلمين.. ثم سرعان ما أزاح الفضالي الدكتور هاشم وجلس هو علي كرسي الرئاسة في جمعية الشبان المسلمين وأضاف إلي اسمه لقب "مستشار" دون ان يعرف احد ماذا يعني هذا المستشار. ومرة أخري ظهر اسمه علي سطح الاحداث عندما وافقت له لجنة الاحزاب "الميتة" علي انشاء حزب السلام الديمقراطي.. وكان هذا الحزب وصاحبه دائماً في عباءة الحزب الوطني.. وكان الحزب الوطني اقرب اليهما من حبل الوريد. وفي اعقاب نجاح ثورة 25 يناير تردد اسم الفضالي اكثر واكثر عندما علق العديد من اللافتات في شارع رمسيس وعلي مداخل الشوارع الجانبية التي تصب في ميدان التحرير لإعلان تأييد حزبه للثورة.. ودعوته للشباب الثائرين إلي الانضمام اليه.. واقامة الندوات والاحتفالات بالثورة. وأعترف بأنني كدت والله أصدق أن الفضالي صار ثورياً رغم أن هاتفا بداخلي كان يرفض ويعترض.. ثم جاءت دعوة الدكتور يحيي الجمل نائب رئيس الوزراء السابق لعقد مؤتمر الوفاق القومي ورأيت الفضالي يصول فيه ويجول.. يجلس علي المنصة ويخطب في المشاركين ناصحاً وموجها.. إلي أن تولي موقع "مقرر لجنة السلطات التشريعية في المؤتمر". ثم وقعت الواقعة.. وانفجرت قنبلة الحقيقة علي يد زميلنا الإعلامي البارز يسري فودة في برنامجه الشهير "آخر كلام" عندما استضاف الفضالي وترك له الفرصة في البداية ليتحدث عن امجاده الثورية ثم فاجأه بشريط فيديو يكشف تورطه في موقعة الجمل ووقوفه وسط البلطجية. ومع اعترافنا الكامل بأن المتهم يظل بريئا إلي أن تثبت ادانته فإن البلاغ الذي تلقاه النائب العام يصر علي ان الفضالي احضر البلطجية إلي ميدان عبدالمنعم رياض واعطاهم مبالغ مالية لتنفيذ مخطط يقضي بإخلاء ميدان التحرير. وبعد هذ التطورات الدرامية اعلنت ستة أحزاب كانت تشارك في مؤتمر الوفاق القومي انسحابها علي الفور احتجاجاً علي شغل الفضالي منصب مقرر لجنة السلطات التشريعية فيه. وما يهمنا في القصة ليس شخص الفضالي نفسه وانما النموذج الذي يمثله.. نموذج طموح الوصول إلي السلطة بأية وسيلة.. طموح الارتباط بدائرة صنع القرار أيا كانت.. لافرق في ذلك بين الحزب الوطني ولجنة السياسات وجمعية الشبان المسلمين وميدان التحرير.. فكلها وسائل توصل إلي الغاية المنشودة.. والغاية تبرر الوسيلة. وهناك كثيرون بلاشك لعبوا علي حبال الحزب الوطني ويلعبون اليوم علي حبال الثورة وميدان التحرير.. كثيرون يرتدون عباءة الثوار الآن وما كانوا ثواراً في يوم من الأيام.. ولم يعرف عنهم أنهم ثاروا أو اعترضوا علي شيء. الثوار الحقيقيون ليسوا انتهازيين ولا كذابين.. والذين ضحوا بأنفسهم من اجل الثورة هم افضل واشرف وزهور هذا البلد.. لكن المشكلة ان المدعين تكاثروا.. يروجون عن انفسهم ما ليس فيهم.. ويريدون ان يحمدوا بما لم يفعلوا.. وهؤلاء سوف تكشفهم الأيام تباعاً. الزيف لن يدوم.. والمزيفون لن يخدعونا طوال الوقت.. سوف تكشفهم السنتهم واقلامهم وما سجلوه علي انفسهم.. والتاريخ لايكذب.