تحولت مساكن الناصرية الجديدة من مسكن إلي معتقل يهدد جميع من بداخله بالموت فالسكان بالناصرية الجديدة يزيد عددهم علي 550 أسرة يعيشون جميعا تحت خط الفقر. ومازالوا ينتظرون العناية الإلهية ويقظة ضمائر المسئولين خاصة بعد اندلاع ثورة 25 يناير فبعد أن فرح سكان الناصرية بقرار محافظ الإسكندرية الأسبق بنقل كل من ليس له مأوي إلي مساكن الناصرية الجديدة. ثم بدأت تظهر مشاكل وكانت بدايتها الصرف الصحي والذي يعتبر كارثة حقيقية فالمنطقة بكامل شوارعها ومنازلها غارقة في بحور مياه المجاري والتي تصيب أهالي المنطقة بأمراض خطيرة وأبرزها فيروسات الكبد والتيفود وهشاشة العظام. توجهت "المساء" لرصد مأساة هؤلاء السكان.. وفي البداية يقول الحاج "حسن جابر حسنين" والشهير بحسن شكاوي لكثرة الشكاوي التي تقدم بها للمسئولين دون فائدة إن الأهالي تعيش في برك من مياه الصرف الصحي داخل منازلهم. وسوء حالتهم المادية أجبرتهم علي التكيف مع الوضع وكأنه جزء من حياتهم اليومية لعدم استطاعتهم توفير مساكن بديلة فبالرغم من حداثة مساكن الناصرية الجديدة إلا أنه سرعان ما تهالكت شبكات الصرف الصحي بها وأصبحت المنازل تعوم فوق بحيرات من مياه الصرف الصحي. وهذا ما يؤكد بأن مواسير الصرف كانت غير مناسبة لعدد وحدات المنطقة التي بنيت عن طريق المحافظة. يضيف حسنين أن أهالي المنطقة عانوا من كثرة الشكاوي التي قدموها خلال الفترة السابقة للمسئولين دون رد وبعد ثورة 25 يناير التي جاءت لتخفيف أعباء الأفراد وشعورهم بالحياة الآدمية تقدمنا بالعديد من الشكاوي لجميع الجهات المعنية دون رد أيضا. ويشكو سعيد عبدالعزيز - 42 سنة - من كثرة الحشرات التي تطارد أهالي المنطقة ليلا ونهارا وتنقل العدوي والأمراض الخطيرة إلي الأفراد وبعضهم موضحا أن لديه ثلاثة أطفال جميعهم لديهم أمراض جلدية ومنهم من تسببت هذه الأمراض بتشوه جسده فضلا عن الروائح الكريهة التي تسببها مياه الصرف الصحي والتي تتسبب في مضايقات كثيرة لمرضي الصدر وتفاقم حالتهم الصحية. يلتقط الحديث محمد سعيد عبدالرازق أحد سكان المنطقة قائلا إننا نعيش حياة غير آدمية موضحا أنه لا يستطيع الخروج أو الدخول من بيته إلا بالقفز من طوبة لأخري لتجنب السير وسط مياه الصرف الصحي الملوثة مؤكدا أن كثرة مياه الصرف بالطرق وداخل المنازل تهدد بانهيار مساكن المنطقة بالكامل بعد أن تسببت في تصدع الكثير من المنازل بالمنطقة وحدوث ميل لكثير من المنازل بالمنطقة فضلا عن مشكلة عدم وجود أغطية للبالوعات التي تتسبب في حدوث الكثير من الكوارث وسقوط الأطفال بها بشكل دائم. تحدثت "سهيلة عبدالرحمن" عن مشكلة التعليم فالمدرسة الوحيدة الإعدادية بالمنطقة بها نقص كبير في أعداد المدرسين. موضحة أنه بسبب بعد المنطقة عن وسط المدينة يعتبرها المدرسون عقابا لهم إذا تم تعيين أحدهم بها فضلا عن مشكلة مركز الصحة الذي يعمل أقل من ثلاث ساعات.