* يسأل سعيد علي من الإسكندرية : اعترف لي أحد الاصدقاء بأنه ارتكب ذنوبا كثيرة لدرجة أنه وقع في الفاحشة وبعد كل هذا جاء يتقدم للزواج بأختي.. فهل بعد كل ما سمعته وعرفته منه أن أزوجها به .. أم لا؟! ** يجيب الشيخ كمال خضيري عبد الغفار امام وخطيب مسجد عمر بن عبد العزيز بالإسكندرية: كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون وليست العبرة في قيم الرجال بالتهرب من الخطأ وإنما العبرة بمعرفة الخطأ ولو بعد الوقوع فيه والحرص علي التباعد عنه بعد ذلك والندم علي ما حدث والعزم علي عدم العودة فلوا أن السائل وثق بصاحبه من هذه الناحية وانه لن يعاود هذه الناحية وانه لن يعاود هذه الخطيئة وان القرائن والملابسات أمامه تؤكد ان الماضي هفوة وسقطة لا تعود حق له أن يزوجه أخته إما لو رجح عنده انه لعوب يلعب بالافئدة والأهواء وانه لن يكون عفيفا مع أخته فالمسألة ليست مسألة العلم بوقوع صاحبه في معصية فكثير ممن يعصي الله ويقع في مثل هذه الخطايا أو أكثر لا يبوح بما وقع فيه وإذا باح بما وقع فيه باح عند من لا مصلحة له عنده. والظاهر من السؤال إن هذا الذي أعلن سره لصاحبه واثق به أو واثق بأنه سيغفر له زلته وسيقدر فيه صراحته لأن أخا المطلوب الزواج منها هذا الوقت سيكون له أشياء من الضمانات والحرص لان الذي يعرف سينتبه. ولنفرض إن الأخ لم يكن يعلم وعلم كثيرون غيره ولم يبلغوه الم يكن سيأخذ بالظاهر وبمدي علمه ويظن أن صاحبه عفيف وصالح وتقي فيزوجه عن غفلة وعن جهل أيهما خير؟ أن يتحرك مع العلم بمن يتحرك معه؟! أو يتحرك مع الجهل بمن يعامله؟! اعتقد ان علمه بحال صاحبه خير من جهله به.. وما أكثر المجهولين الساقطين وما اقل من يصرح بحقيقة أمره ويكشف لصاحبه عن سره. وانني أفضل أن يدرس هذا الأخ صاحبه دراسة وافية عن قرب حتي يتأكد أن كان قد أقلع عن معاصيه فيستحق إن يكافأ بالزواج من العفيفة أو أنه علي حاله لم يقلع عن المعاصي فلا يستحق هذا الزواج. ويجب أن ندرك أنه ليس كل ماضي يتابع صاحبه في المستقبل ولا لما تغير حال ولما صلح سيء والعبرج بالإحساس بالذنب والإقلاع عنه وليست بالوقوع فيه وكل ابن آدم خطاء. إما بخصوص الاعتراف فان المعترف إذا كان قد باح بمعصيته فخرا فقد ارتكب إثما مركبا بالمعصية والجهر بها وان من اكبر الكبائر ان يستر الله الرجل بالليل فيفضح نفسه بالنهار أما أن كان قد افشي سره لصاحبه طالبا النصح والعون علي محاربة الشيطان وصحبة الأخيار بالبعد عن الأشرار فهي ممدوحه وليست منقصة فالاعتراف باب الإقلاع والإخفاء باب الاستمرار وان كنت أفضل دائما. أن يكون الخطأ بين العبد وربه حتي إذا تاب الله عليه كان طاهر الذيل في نظر الناس وعلي ذلك فإن المجاهرين بمعاصيهم لن يتقبلهم المجتمع ويصبحون مثل الغرباء لأن احدا ليتعامل معهم أو لا يتعامل بصدق وعليهم ان يتوبوا ويعلنوا للناس حسن سلوكهم وبهذا وحده يمكن لهم أن يقيموا علاقات حسنة مع الناس ومن ثم يقبلونهم ولا يرفضونهم.