بشق الأنفس وبصعوبة بالغة وبأقدام الرهيب ميسي انتزع برشلونة السوبر الأوروبي بالفوز علي العنيد والرائع إشبيلية 5/4 في نهائي تاريخي ومثير وممتع.. سارت أحداثه علي غير المتوقع سواء قبل اللقاء حيث كانت كل التوقعات تسير في اتجاه البارسا الذي لم يخسر من اشبيلية منذ عام 2006 كما ان برشلونة فاز 80 مرة مقابل 38 لمنافسه خلال مشوارهما معاً ولم يسبق لاوفاي ايري المدير الفني لاشبيليه الفوز علي برشلونة في 19 مواجهة سابقة بينهما بل خسر 13 مرة وتعادل 6 مرات.. ومع وجود ميسي الذي يعرف كيف يصنع الفارق لفريقه كان الفوز لفريقه أكثر قرباً من هنا جاء بالتوقع بفوز برشلونة وبشكل مريح باعتبار البارسا أيضاً الأفضل عالمياً. كادت كل التوقعات تذهب هباء مع تقدم إشبيليه بهدف بعد 3 دقائق عن طريق نجمه ايفيد باينجا وقبل ان يفرح اشبيليه رد البارسا برباعية كان بطلها ميسي من ضربتين حرتين في الدقيقتين 7 و15 وأضاف رافينيا الهدف الثالث في الدقيقة 44 ثم أحرز سواريز الهدف الرابع بعد 52 دقيقة. ومع هذه الرباعية ظن المشاهدون ان برشلونة سينصب السيرك ويحقق رقماً قياسياً ولكن العنيد اشبيليه رد أيضاً بثلاثية عبر لاعبيه خوسيه انطونيو وريس كيفين وكونوبليانكا في الدقائق 72 و75 و82 ليتعادل الفريقان 4/4 قبل ان يحسم بيدرو السباق بهدف خامس وظلت الأنفاس محبوسة حتي أطلق الحكم صافرة النهاية التي تنفس بعدها جمهور برشلونة الصعداء بعد ان احتبست في آخر خمس دقائق عندما أهدر اشبيليه التعادل مرتين. في النهاية حقق برشلونة لقبه الخامس علي مستوي السوبر الأوروبي متساويا مع الميلان والرابع له هذا الموسم وبات علي بعد خطوتين من تحقيق السداسية ولقباً واحداً لكي يعادل الأهلي بطل مصر في عدد الألقاب العالمية 20 بطولة بعد ان وصل للقب ال 19 متساوياً مع الميلان والريال. هذا الفوز ثأر به البارسا من اشبيليه الذي سبق وفاز علي البارسا في عام 2006 "3/صفر" وانتزع منه اللقب في الوقت نفسه حقق لويس انريكي رابع ألقابه في السوبر الأوروبي كلاعب ومدرب أسوة بما فعله جواريولا وانشيلوتي وسيموني. لم تلتقط الجماهير المتواجدة في المدرجات أنفاسها. حتي فاجأ إيفر بانيجا الجميع بركلة حرة سددها في المقص الأيمن للحارس الألماني مارك أندريه تير شتيجن بعد مرور 3 دقائق. ليربك حسابات لويس إنريكي مدرب برشلونة الذي أجري عدة تعديلات علي التشكيلة الأساسية بإشراك جيريمي ماثيو في الجبهة اليسري. واستبعاد بيدرو رودريجيز بوضعه علي مقاعد البدلاء. وأشرك ألكانتارا في مركز جديد بجوار ثنائي الهجوم ميسي ولويس سواريز.انتفض البارسا سريعاً. ونجح في إدراك التعادل بعدها بأربع دقائق بركلة حرة سددها ليونيل ميسي ببراعة في المقص الأيسر. ثم عاد البرغوث ليضيف الهدف الثاني بصورة كربونية من ركلة حرة أيضاً. ليرفع رصيده إلي 80 هدفاً متساوياً مع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو مهاجم ريال مدريد.انتقل الارتباك الخططي إلي أوناي إيمري مدرب إشبيلية. حيث تعطلت المفاتيح الهجومية له سواء كرون ديلي أو خوسيه أنطونيو ريس وفيتولو وكيفين جاميرو. بفضل الضغط العالي لفريق برشلونة في وسط الملعب.وتباري لاعبو برشلونة في إهدار الفرص السهلة بسبب رعونة راكيتيتش إنييستا وبيكيه ولويس سواريز الذي انفرد بالمرمي من وسط الملعب ولكنه سدد الكرة في جسد الحارس. لترد له مجدداً يمررها لألكانتارا مسجلاً الهدف الثالث قبل نهاية الشوط الأول بدقيقة. تواصلت صحوة برشلونة في الدقائق الأولي من الشوط الثاني. ومن خطأ دفاعي فادح. خطف بوسكيتس الكرة ليمررها إلي سواريز المنفرد بالمرمي ليضعها بين قدمي الحارس. مسجلاً الهدف الرابع. بعدها يضطر إنريكي لإشراك سيرجيو روبرتو مكان أندريس إنييستا الذي غادر الملعب متأثراً بإصابته. بعدها انقلبت الأمور رأساً علي عقب. حيث أهدر ألكانتارا فرصتين. تصدي بيتو لتسديدة قوية. ثم أخرجت العارضة محاولة أخري.لم يستسلم الفريق الأندلسي. واستغل نقطة الضعف الواضحة في بطء المدافع الفرنسي جيريمي ماثيو. الذي هرب منه أنطونيو رييس ليسجل الهدف الثاني. قبل أن يتسبب ماثيو في ركلة جزاء. سددها كيفين جاميرو بنجاح في الزاوية اليسري. تحرك إنريكي لإنقاذ فريقه بتبديل دفاعي بحت بنزول مارك بارترا مكان رافينيا. إلا أن تبديلات أوناي إيمري كانت الأكثر فاعلية. حيث دفع بالثنائي تشيرو إيموبيلي ويفين كونوبليناكا.واستغل بديلي إشبيلية خطأ فادح من بارترا. حيث خطف إيموبيلي الكرة منه. ليمررها إلي كونوبليناكا ليضعها بسهولة في المرمي الخالي. ليدرك إشبيلية التعادل 4/4 في ماراثون كروي مثير. تفوق فيه بدنياً علي برشلونة. كاد ميسي أن يقتل طموحات إشبيلية. بتسديد ركلة حرة ارتطمت في القائم الأيسر. لينتهي الوقت الأصلي بالتعادل بعد 3 دقائق وقت بدل ضائع. غامر إنريكي بتبديله الثالث بنزول بيدرو رودريجيز مكان خافيير ماسكيرانو. إلا أن الوقت الإضافي لم يشهد سوي سيطرة سلبية للبارسا واستحواذ علي الكرة دون خطورة علي المرمي. يقابله دفاع صلد لإشبيلية. حتي حصل ميسي علي ركلة حرة علي منطقة الجزاء سددها في الحائط. ثم ترتد له ليسددها مباشرة. أخرجها الحارس بيتو بصعوبة لتجد رودريجيز مسدداً الكرة في الشباك.وكاد كوكي أندوخار يدرك هدف التعادل الخامس بعدها بدقيقة بضربة رأس مرت بجوار القائم الأيمن. ثم توترت الأعصاب لينال بوسكيتس وكرون ديلي إنذارين للخشونة. قبل أن يهدر عادل رامي أسهل فرصة بوضع الكرة بركبته خارج المرمي ليقتنص البارسا اللقب بصعوبة بالغة.