خرج فريقا الأهلي وسموحة في مباراتهما المؤجلة معا من الجولة ال31 للدوري الممتاز بنتيجة التعادل ¢درو¢ ليصبح الزمالك هو البريمو رسميا ويستعيد الأبيض درع الدوري بعد غياب 11 عاما متصلة كان الأهلي خلالها هو البطل. أهدي الأهلي اللقب بأقدام لاعبيه بفشله في تحقيق الفوز علي ضيفه سموحة باستاد بتروسبورت وخرج متعادلا 1/1 والمثير أن هدف سموحة في شباك الأحمر جاء علي طريقة النيران الصديقة وتحديدا بقدم الظهير الأيمن محمد هاني.. ويبدو أن الأهلي جاب آخر هذا الموسم بعد فوزه الكبير علي الزمالك. ثم الفوز علي النجم الساحلي. مما أصاب اللاعبين بالإرهاق. ارتفع رصيد الأهلي إلي 78 نقطة بالمركز الثاني وخلف الزمالك المتصدر برصيد 83 نقطة والذي لم يعد في أي حاجة للمزيد من النقاط ليحسم لقب الدوري وباتت مباراتيه اليوم أمام طلائع الجيش والاثنين المقبل أمام وادي دجلة مجرد تحصيل حاصل وبمثابة احتفال للفريق الابيض بعد التتويج رسميا بلقب الدوري. جاءت المباراة في مجملها متوسطة المستوي لعب الأهلي مهاجما منذ اللحظة الاولي لادراك الفوز ومواصلة ملاحقة الزمالك بينما عاش سموحة بقيادة مديره الفني محمد يوسف الأمر الواقع رافضا المغامرة تماما معتمدا علي التأمين الدفاعي ورغبته في عدم الخسارة فقط ليرفع معنويات لاعبيه نسبيا بعد الخسارة الافريقية الاخيرة امام مازيمبي بالاسكندرية بهدفين للاشيء. رغم تفوق الأهلي الواضح طوال المباراة إلا أن الاداء في المجمل شابه التوتر والعصبية بسبب الضغط النفسي والجماهيري من خلال التمسك بالأمل الضعيف بامكانية اللحاق بالزمالك أو تأجيل إعلان تتويج الابيض باللقب لاطول فترة ممكنة ولكن جاءت النتيجة عكسية وقدم الأهلي الدرع للزمالك علي طبق من فضة. تباين أداء لاعبي الأهلي علي مدار الشوطين علي سبيل المثال ظهر وليد سليمان بصورة جيدة في الشوط الاول وطاشت كراته ومعظم تسديداته في الشوط الثاني علي العكس اختفي عبدالله السعيد في الشوط الاول وظهر في الثاني. حاول عماد متعب كثيرا علي حتي خروجه من الملعب في الشوط الثاني ولكن لازمه سوء حظ غريب في كل محاولاته لهز شباك المهدي سليمان فيما لم يكن حسام غالي بنفس مستواه الذي ظهر عليه في المباريات الماضية للأهلي. واشرك فتحي مبروك لاعبه محمود تريزيجيه في اللقاء أساسيا من البداية علي حساب مؤمن زكريا وهو تغيير غير مفهوم لاسيما وأن مؤمن منذ عودته للمشاركة اساسيا كان أهم ورقة رابحة للأهلي ولم يقدم شيئا بعد نزوله بديلا في الشوط الثاني. في المقابل تفوق معظم لاعبي سموحة في أداء الواجبات الدفاعية لكن وجودهم هجوميا كان محدودا للغاية باستثناء هاني العجيزي الذي حاول استغلال مهاراته الخاصة في ازعاج مدافعي الأهلي ومعه هيرمان كواو الذي ظهر في لقطتين فقط الاولي كانت عند انتظاره عرضية أحمد فوزي ولكن محمد هاني قام بالواجب وسددها في المرمي بدلا منه والثانية بعد هات وخد مع العجيزي ثم قيامه بالتسديد وانقذها شريف إكرامي ببراعة. بدأ فريق الأهلي الشوط الاول بنشاط هجومي واضح من جانبه في ظل تراجع لاعبي سموحة للخلف لتأمين الخطوط الدفاعية علي قدر الامكان تفاديا لحمي البداية وحتي لا تهتز شباك المهدي سليمان بسبب الحماس الواضح للاعبي الأهلي. يسيطر الأهلي علي مجريات اللعب مع الانتشار السريع من جانب ثلاثي خط الهجوم عبدالله السعيد ووليد سليمان وعماد متعب والمساندة الدائمة من جانب ثلاثي الوسط غالي وعاشور وتريزيجيه بحثا عن الهدف الأول. مع استمرار سموحة في الدفاع والاعتماد علي الهجمات المرتدة السريعة التي لم تتحقق للفريق السكندري بدأ مدافعي الأهلي في الزيادة للامام من أجل تدعيم الضغط الهجوم لذا شوهد محمد نجيب أكثر من مرة وهو يتخطي نصف ملعب سموحة. جاءت أولي فرص الأهلي للتهديف من ضربة رأس مخطوفة للاعب عماد متعب من عرضية محمد هاني لكنها خرجت بجوار القائم الأيمن وسط حراسة من دفاع سموحة وحارس المرمي المهدي سليمان. اختفي هجوم سموحة تماما بعدما انفصل هاني العجيزي وهيرمان كواو رأسا الحربة عن باقي الفريق لعدم وجود اي مساندة أو هجمات منظمة علي الاطلاق فغاب شريف إكرامي حارس الأهلي عن المباراة وكأنه غير موجود فلم يظهر سوي عند تسديد ضربات المرمي ولم يختبر تماما. بدت خطوط فريق سموحة مفككة تماما في الجانب الهجومي فلم يكن هناك أي رابط فيما بينها فقط تحركات فردية من جانب أحمد شكري واختفي أيمن أشرف في الجبهة اليمني واكتفي حمص ومانجا وإبراهيم عبدالخالق بأداء الأدوار الدفاعية فقط. تواصلت السيطرة الأهلاوية علي مجريات اللعب حيث بدأ واضحا أن سموحة يبحث في الشوط الأول عن الخروج متعادلا وعدم تلقيه أية أهداف حيث تركز أداء لاعبي الفريق السكندري علي امتصاص حماس لاعبي الأهلي. ضاعت من وليد سليمان أخطر فرصة للتهديف بالفعل قبل النهاية بحوالي خمس دقائق عندما لعب صبري رحيل عرضية وصلت إلي وليد سليمان أمام منطقة الست ياردات ليحولها برأسه لكن يقظة المهدي سليمان حارس سموحة ساعدته علي ابعاد الكرة والتصدي لها ببراعة ليمنع تسجيل هدف محقق للأهلي. يستمر الحال علي ما هو عليه في الدقائق المتبقية من الشوط الأول هجوم متواصل من الأهلي مفتقد للدقة في التنفيذ في اللقطة الأخيرة أمام دفاع سكندري متواصل للخروج بهذه النتيجة التي وضح أن محمد يوسف المدير الفني لا يريد أكثر منها مطلقا لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي. مع انطلاقة الشوط الثاني من اللقاء كاد عماد متعب أن يضع الأهلي في المقدمة بعد انفراد تام بالحارس المهدي سليمان لكن الأخير واصل التألق وتصدي باقتدار للكرة ومنع هدفا مؤكدا لأصحاب الأرض. بعد هذه الكرة بأقل من دقيقتين تقريبا فاجأ سموحة الجميع باحراز هدف في مرمي الأهلي من هجمة مرتدة سريعة لاول مرة تصل إلي هاني العجيزي امام منطقة الجزاء الحمراء يمررها في الجانب الأيمن إلي الظهير الأيمن أحمد فوزي ليلعبها عرضية وبدلا من ان يشتتها محمد هاني الذي وصل اليها قبل هيرمان كواو يضعها في شباك اكرامي ليتقدم سموحة بالنيران الصديقة. بعد الهدف يظهر التوتر والتسرع علي اداء لاعبي الأهلي الذين كانوا عادوا للخلف وبدلا من البحث عن هدف التقدم باتوا يتحركون من أجل ادراك التعادل اولا واعادة المباراة إلي نقطة الصفر من جديد بسبب خطأ محمد هاني. علي الفور يسحب المدير الفني للأهلي فتحي مبروك لاعبه محمد هاني بعد دقائق قليلة من الخطأ الذي ارتكبه ليحافظ علي اللاعب من جهة ويمنعه من أخطاء جديدة بعدما توترت أعصابه وتأثر نفسيا بالهدف الذي سجله في مرماه ونزل بدلا منه المهاجم عمرو جمال لزيادة القوة الهجومية. يكثف الأهلي من هجماته تجاه مرمي سموحة بحثا عن هدف التعادل ويلجأ لاعبوه إلي التسديد علي مرمي المهدي سليمان عن طريق وليد سليمان وعماد متعب الذي حول ايضا عرضية برأسه كادت ان تكون هدف التعادل لولا انها خرجت بجوار القائم الأيمن للحارس بياردات قليلة جدا. يلجأ المدير الفني لفريق سموحة محمد يوسف إلي تأمين دفاعاته عن طريق زيادة عدد لاعبيه في وسط الملعب فيسحب المهاجم هيرمان كواو ويلعب بدلا منه حسام غالي خاصة أن هجمات سموحة نادرة إلي حد ما علي مرمي شريف اكرامي ولا حاجة لوجود راسي حربة. يرد فتحي مبروك بسحب الظهير الايسر صبري رحيل ودفع باللاعب رمضان صبحي بدلا منه قبل ان يسرقه الوقت ويفشل حتي في تحقيق التعادل مع الفريق السكندري ولكن جاء ذلك علي حساب توقف الهجمات الأهلوية من علي الجانبين بالإضافة إلي توقف دعم ومساندة أي من المدافعين للهجوم الأحمر. ويعتمد الأهلي علي اللعب من العمق لاختراق دفاعات سموحة مع تحركات جانبية محدودة للثنائي رمضان صبحي وتريزيجيه احيانا ومع ذلك استمرت الخطورة الأهلوية قائمة وتهدد مرمي المهدي سليمان أكثر من مرة. قبل نهاية اللقاء بحوالي ثماني دقائق ينجح عمرو جمال في الحصول علي ضربة جزاء سليمة اثر قيام ياسر إبراهيم مدافع سموحة بجذبه من الفانلة داخل منطقة الجزاء يتصدي لها عبدالله السعيد ويضعها علي يمين المهدي سليمان. يكثف الأهلي من هجماته بعد عودته للقاء مرة أخري بحثا عن هدف التعزيز والخروج بالثلاث نقاط كاملة حتي يتمكن من تأجيل إعلان الزمالك بطلا للدوري ولكن استمر دفاع سموحة متماسكا ومن خلفه المهدي سليمان الذي كان موفقا للغاية في هذا اللقاء. في الدقيقة الاولي من الوقت بدل من الضائع يطرد الحكم امين عمر لاعب سموحة ياسر إبراهيم بعد حصوله علي البطاقة الصفراء الثانية ليستكمل الفريق السكندري المباراة بعشرة لاعبين وتصبح الفرصة أفضل للأهلي في امكانية احراز الهدف الثاني. لم يستطع لاعبو الأهلي الاستفادة من التفوق العددي بسبب ضيق الوقت في الوقت الذي زاد خلاله التوتر والشد العصبي مع قرب فقدان الفريق للقب الدوري الذي ظل حائزا عليه عشر سنوات متصلة لتمر الدقائق الاخيرة بلا جديد ويطلق الحكم صافرة النهاية معلنا انتهاء اللقاء بالتعادل ومعها اصبح الزمالك بطلا رسميا للدوري هذا الموسم.