ثورة تصحيح عندما يحتدم الخلاف وتكثُر الآراء فليس هناك أحكم من الله لنرجع إليه وليصمت بعده الجميع "وإن تنازعتم في شيء فردوه إلي الله ورسوله" وقد خص سبحانه وتعالي نعمتي الإطعام من جوع والأمان من الخوف لوجوب العبادة في سورة قريش لما لهما من أهمية بالغة لحياة الإنسان وبقائه يأتي بعدما أي مطلب آخر حرية عدالة إلخ فالجائع لا يقدر أن يفكر أو حتي يعيش ومن افتقد الأمان لن يحلم بغيره وهذان المطلبان لن يتحققا في هذا الجو المشتعل لأن الكل منشغل بإطفاء الحرائق. هذا من جانب ومن جانب آخر فإن رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام يأمرنا بألا نخرج علي الحاكم طالما يقيم شعائر الله حتي لا نتحول إلي فوضي لا تحمد عقباها ولا يمكن تداركها. فقال صلي الله عليه وسلم "شرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم قالوا أفلا ننابذهم قال صلي الله عليه وسلم لا ما أقاموا فيكم الصلاة". كما قال صلي الله عليه وسلم : "ستكون بعدي أمور تنكرونها قالوا كيف تأمر من أدرك منا ذلك قال: تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون الله الذي لكم" هذا ليس كلامي بل كلام من لا ينطق عن الهوي لذا فحاشا لله أن تكون دعوة للسلبية أو التواكل بل هو منتهي التوكل بأن نأخذ بالأسباب ونؤدي ما علينا ثم نختار من نري أنه سيصلح ونترك الباقي علي من أمره بين الكاف والنون فوالله ما نجحت الثورة إلا بفضله ولن تؤتي بثمارها سوي به سبحانه وتعالي ولكن إذا أخلصنا النوايا وانتقلنا من الغضب إلي هدوء العقل.. "إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم" . فكيف نحرِّك الحكومة والقضاة بكرابيج السرعة وكأن معهم عصا سحرية تنفذ كل المطالب وترضي كل الأذواق وفي التو واللحظة لقد قتل المئات من الشهداء ظلماً والمتهمون بالقتل منهم المدان ومنهم المظلوم فيجب أن نترك العدل يأخذ مجراه حتي لا نقع نحن في هوة ظلم جديد. دعونا نتفق أن أي مسئول خادم عند الشعب يجب عليه أن يوفر الطلبات المشروعة في حدود المتاح ولكن ليس من المنطقي أن يأخذ الأوامر والتعليمات لحظة بلحظة منه فالشعب ليس كله من المثقفين القادرين علي الرؤية الثاقبة والموضوعية وإصدار أحكام صحيحة فضلاً عن أنه من المستحيل أن يجتمع الناس علي رأي واحد. فمصر ليست المعتصمين في التحرير فقط والذين أخرجوا الموظفين من مجمع التحرير بالقوة ويهددون بوقف حركة المترو ومحاصرة ماسبيرو ويرتفع سقف مطالبهم كل يوم وما حدث من الباعة الجائلين سيناريو مصغر لما يمكن أن يحدث من باقي الفئات فمن لا يملك قوت يومه أو نفقات علاج فلذة كبده سيحارب من يظنهم سبباً في وقف حاله لابد أن ندرك أن إعلان المطالب سهل ولكن التنفيذ علي أرض الواقع يواجهه الكثير من العثرات يجب أن نذللها بالحكمة والصبر والمتابعة ونأخذ هدنة نلتقط فيها أنفاسنا ونترك أولي الأمر للقيام بواجبهم قبل فوات الأوان هذا رأيي الخاص لا أنافق فيه مسئولاً ولا ثواراً وأدعو من يتفق معي للقيام بثورة تصحيح للثورات السابقة ولكن ثورة عمل وعلم.