استبشرنا خيراً عندما جاءت حكومة د.عصام شرف واعتبرناها حكومة إنقاذ.. حكومة ثورة تم تكليفها من ميدان التحرير. يوماً بعد آخر.. فقدت الحكومة بريقها وانجذاب الناس لها والتعاطف معها نتيجة البطء في اتخاذ القرار وتسويف المطالب واللف والدوران حول الأساسيات وفي أحيان كثيرة وضع الأيدي في المياه المثلجة والسير في الطريق المعاكس لاتجاهات الناس.. وهي نفس الآفات التي كانت تتصف بها حكومة أحمد نظيف "الغبية" حتي أن الكثيرين اتهموا حكومة شرف بأنها بالفعل امتداد لسابقتها. *** هذا ليس كلاماً انفعالياً.. بل واقعياً يؤيده الوضع علي الأرض والسيناريو الحياتي الذي نعيش فيه.. أولاً: نؤكد حقيقة مهمة.. أننا عندما نقول حكومة شرف فليس معني ذلك أننا نتهم رئيس الحكومة نفسه بشيء.. بل نتهم معظم أعضاء حكومته الذين مازالوا أسري التفكير القديم البالي للحكومات السابقة. بدليل.. أن الناس يتهمون الحكومة باتهامات كثيرة وصحيحة ويطالبون برحيلها.. لكنهم يستثنون مجموعة قليلة من الوزراء وعصام شرف نفسه وإن جرحوه بقسوة عندما طالبوه إما النزول معهم إلي ميدان التحرير في جمعة القصاص أو الاستقالة. *** الواقع يؤكد أن حكومة شرف لم تفعل شيئاً حتي الآن ولم تقدم خطوة لتحقيق مطالب الناس.. فقط تتحرك بعد ضغط "المليونيات".. ولذلك فإن البعض يتهم هذه الحكومة بأنها حكومة رد الفعل وانها السبب في تلك المليونيات.. وحتي ما حققته نتيجة المليونيات لا يلبي طموحات الناس. هل كانت الحكومة تنتظر مليونية القصاص لتعلن مجرد إعلان لم ينفذ بعد عن إنهاء خدمة كافة القيادات الأمنية المتهمة بقتل المتظاهرين. أو اتخاذ إجراءات فورية لسرعة الفصل في القضايا بتخصيص دوائر متفرغة دون التقيد بإجازة القضاء. أو صرف حقوق الشهداء والمصابين بلا تأخير أو تباطؤ. أو الطعن علي أحكام البراءة الصادرة لصالح قتلة المتظاهرين ورموز الفساد والتي دفع ثمنها من حياته النقيب الشاب محمد علي زين. أو اتخاذ إجراءات عاجلة لتحقيق العدالة الاجتماعية وضبط الأسعار وتوفير فرص العمل والعلاج والشقق. أو تكليف وزير الداخلية بالإسراع في تحقيق الأمن ومراعاة كرامة المواطن؟! وهل تحتاج الحكومة إلي مليونية أخري لاتخاذ الإجراءات الفعلية لأن تكون محاكمة رموز الفساد عاجلة وعلنية أو يتم القصاص العادل لدماء الشهداء أو إلغاء المحاكمات العسكرية للمدنيين أو تطهير الجهات الحكومية والقضاء؟! *** يا سادة.. هذه المطالب عادلة وعاجلة وليست في حاجة أبداً إلي مليونيات لتحقيقها.. بل إلي قرار سياسي وفكر ثوري يتسم بالسرعة والحسم. وانطلاقاً من قاعدة "الحسنة تخص والسيئة تعم".. أقول لوزراء حكومة شرف: كفاية حرام.. ارحلوا جميعاً اليوم قبل الغد.. واتركوا الرجل يختار حكومة ثورة تحقق مطالب الناس.. بدون صراخ أو انفعالات أو ضغوط أو مليونيات تربك البلد.