جوبا- رويترز: في أجواء احتفالية باهرة رقص عشرات الآلاف من مواطني جنوب السودان ورددوا الهتافات احتفالا بإعلان دولتهم الجديدة استقلالها وتحقق الانفصال عن الشمال بشق الأنفس. ولكنه يدخل المنطقة في فترة جديدة من عدم اليقين. وقف رئيس جنوب السودان سلفاكير إلي جوار خصمه القديم في الحرب الأهلية الرئيس عمر حسن البشير الذي أضحي رئيسا للشمال فقط الآن في الاحتفال بإعلان ميلاد الدولة الجديدة. حصل جنوب السودان علي الاستقلال في استفتاء أجري في يناير الماضي تتويجا لاتفاق سلام أنهي عقودا من الحرب الأهلية مع الشمال. في البداية حاولت قوات الأمن السيطرة علي الشوارع الترابية في جوبا عاصمة الجنوب ولكنها تراجعت أمام حركة الحشود المبتهجة التي لوحت بالإعلام ورقصت وتغنت بالحرية. فقد بعض المحتفلين الوعي وسط الحر الشديد بينما تلا رئيس برلمان جنوب السودان الإعلان الرسمي لاستقلال جمهورية السودان. قال الإعلان الرسمي للاستقلال الذي قرأه رئيس جيمس وإني ايجا "نحن الممثلون المنتخبون ديمقراطيا للشعب نعلن هنا جنوب السودان دولة مستقلة وذات سيادة". فيما أنزل علم السودان ورفع علم جنوب السودان وعزف السلام الوطني للدولة الوليدة. وأدي سلفاكير اليمين الدستورية. رفع المحتشدون أيديهم في الهواء وتعانقوا وبكوا وقال رجل وهو يعانق امرأة "نلناه. نلناه". وجود البشير الذي دعا لبقاء أكبر دولة أفريقية من حيث المساحة موحدة مؤشر مهم علي النوايا الحسنة. لكنه يسبب إحراجا لبعض الدبلوماسيين الغربيين نظرا لأن المحكمة الجنائية الدولية أصدرت مذكرة اعتقال بحق البشير لاتهامه بارتكاب جرائم حرب في دارفور. ضمن الشخصيات البارزة التي حضرت الاحتفال الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة بان كي مون وزعماء نحو 30 دولة أفريقية. أعلن سلفا كير رئيس جمهورية جنوب السودان العفو عن جماعات مسلحة تقاتل حكومته وتعهد بإحلال السلام في المناطق الحدودية المضطربة فور إعلان استقلال جنوب السودان عن الشمال. قال: أنه يود ان ينتهز هذه الفرصة لإعلان العفو عن كل هؤلاء الذين حملوا السلاح ضد السودان. أضاف سلفا كير: أنه يوكد لمواطني أبيي ودارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان ان الجنوب لم ينسهم وعندما يبكي الجنوب معهم. وعندما ينزفون ينزف مهم وتعهد سلفا كير بأنه سيعمل علي التوصل إلي سلام عادل للجميع مضيفا أنه سيعمل مع الرئيس السوداني عمر حسن البشير لتحقيق ذلك. هنأ الرئيس السوداني عمر حسن البشير جنوب السودان بالاستقلال ودعا إلي علاقات جوار طيبة في الاحتفال الذي اقيم بمناسبة انفصال جنوب السودان عن شماله. اصبح السودان أول دولة تعترف بالجنوب يوم الجمعة قبل ساعات من مولد الدولة الجديدة في لمحة لحسن النية من الشمال الذي حارب قوي الانفصال علي مدي عدة عقود. قال البشير أمام آلاف الجنوبيين الذين عبروا عن بهجتهم بعد كلمته: أنه يهنئ الاشقاء في الجنوب علي قيام دولتهم الجديدة. أضاف: أنه يشاركهم ابتهاجهم واحتفالهم قائلا "إن أرادة شعب الجنوب يجب ان تحترم". قال البشير: "رغم إيماننا بأن وحدة السودان كانت الأفضل والأجدي والأنفع لأهلها في الجنوب. فأنه يجب حماية المكاسب التي تحققت خلال السنوات الأخيرة نتيجة للاقتناع المشترك بجدوي السلام. قال رئيس السودان الذي خسر ثلث أراضيه ونحو ثلاثة أرباع احتياطياته النفطية نتيجة الانفصال: إنه يجب المحافظة علي علاقات "إيجابية" من خلال الحفاظ علي المصالح الاقتصادية والتجارية المشتركة. طالب المجتمع الدولي بتقديم المساندة وقال: "ندعو الرئيس الأمريكي باراك اوباما إلي ان يفي بالتزامه الذي أعلنه برفع العقوبات الأحادية عن السودان بما يفتح المجال لتطبيع علاقة بلاده بالسودان". أعترف اوباما بجنوب السودان في بيان في وقت سابق لكنه لم يصل إلي حد الإعلان عن أي تغيير فوري في العقوبات الأمريكية المستمرة منذ فترة طويلة علي السودان والتي تأمل الخرطوم في رفعها. لم يتفق زعماء الشمال والجنوب بعد علي قائمة من القضايا أهمها خط الحدود وتبعية إقليم أبيي المتنازع عليه وكيفية اقتسام عائدات النفط عصب الاقتصاد للجانبين.