فتح فريق الزمالك مدرسة الفن والهندسة وأعاد إلي أذهان عشاقه وعشاق كرة القدم المصرية عصره الذهبي ونجح في تخطي سانجا الكونغولي والتأهل إلي دوري المجموعات برابطة الأبطال الأفريقية بعد مباراة شيقة. خاصة في شوطها الثاني الذي شهد أهداف الزمالك الثلاثة مقابل هدف وحيد لسانجا وسجل أهداف الزمالك نجومه أيمن حفني وعمر جابر وخالد قمر ليصبح فريق سانجا آخر ضحايا الزمالك السفاح الذي ارتاح بعبوره. أثبت الزمالك أنه فريق كبير وقادر علي العودة حتي وإن تأزمت المباراة في بعض فتراتها فهو قادر علي العودة وأثبت فيريرا المدير الفني أنه مدرب من العيار الثقيل ونجح في إدارة اللقاء حتي وإن اختلفت معه في البداية بالنسبة للتشكيل. وفي كل الأحوال فقد أكمل الزمالك فرحة الكرة المصرية استحق أن يحتفل مع جماهيره بالتأهل. الشوط الأول غابت خطورة فريق الزمالك منذ بداية الشوط الأول وفشل في تسجيل أي هدف طوال ال 45 دقيقة رغم بعض الفرص التي لاحت أمام نجومه أمثال أحمد عيد عبدالملك وباسم مرسي وعمر جابر. حاول الزمالك ولكن دون خطورة حقيقية وكانت جبهته اليسري التي يقودها عمر جابر ومحمد طلبة تمثل عبئاً علي الفريق ومنحت لاعبي سانجا فرصة للضغط من خلالها وذلك علي عكس الجبهة اليمني التي قادها أيمن حفني ويرجع ذلك لكون الثنائي جابر وطلبة لا يجيدان اللعب بالشمال. بالإضافة إلي أن تشكيل الزمالك الذي اعتمد عليه فيريرا المدير الفني مال بشكل كبير إلي الناحية الدفاعية رغم أنه مطالب بالفوز. وظهر الزمالك وكأنه يدافع بسبعة لاعبين. بالإضافة إلي رباعي الدفاعي كان هناك عمر جابر وتوفيق وإبراهيم صلاح ثلاثي الوسط المدافع. وضح من خلال هذه البداية حاجة الجهاز الفني إلي التدخل مع مرور الوقت دون خطورة حقيقية وعدم وجود زيادة هجومية علي مرمي سانجا الكونغولي الذي أجاد لاعبوه سرعة الارتداد والاعتماد علي الهجمات المرتدة وإن لم تشكل خطورة علي مرمي الزمالك. ولتنشيط الناحية الشمال يمتلك فيريرا أكثر من بديل مثل مصطفي فتحي ومعروف بالإضافة إلي امكانية نزول خالد قمر بدلاًَ من عمر جابر والاعتماد علي مهاجمين صريحين. وبعيداً عن ملاحظات التشكيل فقد كانت سيطرة ميدانية للاعبي الزمالك من البداية ووضح بعض التوتر علي أداء عدد من اللاعبين خاصة أحمد عيد عبدالملك وكانت أخطر هجمات الزمالك في هذا الشوط تسديدة أحمد عيد التي مرت بجوار القائم وعرضية مميزة من باسم مرسي تصل إلي عمر جابر الذي كان في مواجهة المرمي ولكنه لعبها عالية خارج المرمي وتضيع فرصة قوية للفريق الأبيض. وفرصة ثالثة من عمر جابر الذي راوغ مدافعي سانجا من داخل المنطقة ومرر لحمادة طلبة ومنه إلي أيمن حفني لأحمد عيد الذي سدد داخل منطقة الجزاء لكن الحارس أمسك بها وانتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي. استحق الشوط الثاني أن يسمي بالشوط المثير ليس لكونه شهد 4 أهداف وإنما للتحركات التي شهدها سواء داخل الملعب بين اللاعبين أو من خارج الملعب بين المديرين الفنيين ونجح فيريرا باقتدار في إدارة أحداث هذا الشوط والخروج بالنتيجة التي أرادها وهي الفوز. تدخل فيريرا مبكراً وأدرك حاجة الفريق إلي تغيير مهاري والبحث عن حلول خاصة في ظل محاولات لاعبي سانجا لتضييق المساحات وإيجاد كثافة عددية في مواجهة الزمالك وأجري تغييراً بنزول مصطفي فتحي بدلاً من أحمد توفيق وقام بتغيير طريقة اللعب إلي 4/1/4/1 وثبت إبراهيم صلاح أمام المساكين وزاد من الضغط الهجومي للفريق. وقد أسفرت هذه التغييرات عن الهدف الأول للزمالك عن طريق نجمه أيمن حفني وتحديداً بعد ثلاث دقائق من هذا الشوط بتسديدة جميلة من داخل المنطقة. واصل الزمالك ضغطه عن طريق باسم مرسي وكاد يزيد أهداف فريقه من تسديدة قوية مرت بجوار القائم وحاول مصطفي فتحي بعد أن راوغ مدافع سانجا وسدد لكن تم تحويلها إلي ضربة ركنية. وسط هذه المحاولات نجح عمر جابر في الاختراق وسدد كرة جميلة داخل شباك سانجا الكونغولي معلناً عن الهدف الثاني. لم يكد الزمالك يفرح حتي فوجئ أحمد الشناوي حارس الزمالك بهدف لفريق سانجا في مرماه من تسديدة قوية مباشرة في الشباك. ارتبك المشهد قليلاً لدي اللاعبين. خاصة أن هذه النتيجة تجعلهم يودعون البطولة. إلا أن فيريرا لم يكن مكتوف الأيدي. حيث أجري تغييراً جديداً فدفع بخالد قمر بدلاً من أحمد عيد وزاد من الضغط الهجومي وقام من جديد بتغيير طريقة اللعب لتصبح 4/4/2 وتسببت هذه التغييرات في إعادة التماسك داخل الفريق الذي عادت له السيطرة من جديد ونجح خالد قمر في أن يؤكد وجهة نظر مديره الفني وأضاف الهدف الثالث للزمالك عقب هذا الهدف لجأ فيريرا إلي إجراء تغييره الثالث بنزول طارق حامد في محاولة منه لتقليل المهاجمين وزيادة عدد المدافعين لتأمين الدقائق المتبقية والخروج بهذه النتيجة وعاد إلي نفس الطريقة التي بدأها وهي 4/3/2/1 وباءت كل المحاولات الكونغولية من جانب سانجا بالفشل لتنتهي المباراة بفوز الزمالك وتأهله.