جاء يوم الحساب.. ظن الثوار انهم عندما يعودون إلي التحرير سوف يدوسون بأرجلهم الفساد والبلطجة والمحسوبية.. ويكون في انتظارهم عند مدخل الميدان الديمقراطية أمامهم والعدل علي يمينهم والاصلاح علي يسارهم. المتظاهرون تركوا الثورة بمفردها تبكي علي أرواح شهدائها ظنا منهم انها ستكون تحت حراسة مشددة وأيد أمينة.. لكن للأسف حراسها تركوها تبكي بدون طعام وبدون شراب طوال 5 شهور حتي ذبلت وضعفت وضربها الهوان في كل أنحاء جسدها. جاء الثوار اليوم إلي الميدان يتساءلون ماذا حققت ثورتهم؟!هل حقا قضت علي الفساد؟.. هل قضت علي البلطجية؟.. لا أعتقد.. هل حاكمت قتلة المتظاهرين الثوار؟.. لم يحدث. لكن الذي حدث هو محاكم عسكرية للمدنيين أما قتلة المتظاهرين ورموز النظام السابق فلهم محاكمات مدنية بطيئة لامتصاص الغضب ليس إلا شيئا فشيئا حتي ينشغل الناس في شئونهم الخاصة. جاء الثوار إلي الميدان يتساءلون لماذا تركنا المتهمين من رموز النظام السابق خارج السجن أكثر من شهرين حتي تمكنوا من اخفاء ما يدينهم وتهريب ما يكفيهم من الأموال؟! وهل قتل المتظاهرين العزل يحتاج إلي دليل وهل سرقة مصر تحت مسمي الخصخصة يحتاج دليلا وعلينا أن نكون في منتهي اليقظة والحفاظ علي مكتسبات الثورة القليلة. اليوم يجب أن نسترجع روح ثورة 25 يناير ونفعل ما كان يجب أن نفعله من 5 شهور وهو تكوين مجلس قيادة للثورة وذلك للتفاوض والتحدث باسم الثورة وأيضا محاكمة رموز الفساد في قلب ميدان التحرير.