وسط حالة من القلق بشأن مصير اللعبة الأكثر شعبية علي مستوي العالم. وتزايد فضائح الفساد التي ضربت المنظمة المهيمنة علي هذه اللعبة. تتجه أنظار العالم كله اليوم صوب مدينة زيوريخ السويسرية. لمتابعة فعاليات اجتماع الجمعية العمومية "كونجرس" الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا". وتتصدر الانتخابات علي رئاسة الفيفا جدول أعمال كونجرس الفيفا بعد يومين فقط من فضيحة فساد جديدة وجهت صدمة قوية إلي الفيفا وإلي عالم كرة القدم وأنصار اللعبة في كل مكان بالعالم. ورغم الدعوات التي جاء معظمها من القارة الأوروبية بتأجيل الانتخابات وكذلك فعاليات هذه الجلسة لكونجرس الفيفا ومطالبة الاتحاد الأوروبي للعبة "يويفا" ورئيسه الفرنسي ميشيل بلاتيني إلي السويسري جوزيف بلاتر رئيس الفيفا بالتنحي وعدم خوض الانتخابات بعد هذه الفضيحة. تقام الانتخابات اليوم وسط أجواء مشحونة بالقلق من ناحية والغضب من ناحية أخري. ولطخت هذه الفضيحة الجديدة سمعة الفيفا التي تلقت أكثر من ضربة موجعة علي مدار السنوات الماضية ولكن بلاتر أصر علي موقفه بخوض الانتخابات اليوم غير مبال بالانتقادات الموجهة إليه وللفيفا من جهة والتوقعات الأوروبية بأن يتحول اجتماع كونجرس الفيفا إلي مهزلة. ودعا لتضافر جهود الجميع ضد الفساد. قال في افتتاح فعاليات الاجتماع الخامس والستين للجمعية العمومية "كونجرس" الفيفا في مدينة زيوريخ السويسرية "تتفقون معي أنه وقت عصيب وغير مسبوق للفيفا الأحداث ألقت بظلال هائلة علي كرة القدم وعلي اجتماع الكونجرس هذا الاسبوع". وافتتح بلاتر اجتماعات كونجرس الفيفا بحضور مندوبين من الاتحادات ال209 الأعضاء بالفيفا وكذلك بعض الضيوف. أوضح "تصرفات أفراد تجلب الخزي والاهانة لكرة القدم والمطالبات بتغيير الجميع.. يجب أن أتحمل المسئولية وأبحث عن سبل لتصحيح الأوضاع". أضاف "لا يجب ان يكون هناك مكان للفساد من أي نوع. أثق في أن المزيد من الأنباء السيئة ستتوالي ولكن من الضروري ان نستعيد الثقة في منظمتنا. ويمكننا ان نبدأ طريقاً طويلاً وصعباً لاستعادة الثقة. وتراجع بلاتر في وقت سابق عن تصريحاته السابقة حول ترك المنصب وقرر خوض الصراع من أجل الاستمرار لفترة خامسة رئيسا للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا". وللمرة الأولي منذ 13 عاما. سيواجه بلاتر "79 عاما" معارضة في الانتخابات خلال الاجتماع الذي يحضره 209 اتحادات أعضاء. حيث رفع الأمير الأردني علي بن الحسين راية التحدي في وجهه. وبات الأمير علي المنافس الوحيد لبلاتر في المعركة الانتخابية بعدما انسحب مايكل فان براج رئيس الاتحاد الهولندي لكرة القدم والنجم البرتغالي السابق لويس فيجو من السباق. وكان الفرنسيان جيروم شامبين وديفيد جينولا خرجا مبكرا من سباق رئاسة الفيفا. ولم ينسحب فيغو بهدوء حيث شن هجوما عنيفا عبر موقع شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" قائلا إن الفيفا يقع "تحت ديكتاتورية". وأضاف "رأيت بعيني رؤساء اتحادات. كانوا قد شبهوا قادة الفيفا بالشيطان يوما. ثم صعدوا بعدها علي المنصة وشبهوا نفس الأشخاص بيسوع المسيح". وفيما بدا التغيير غير محتمل حيث يحظي بلاتر بدعم العديد من الاتحادات وتأتي المعارضة بشكل أساسي من أوروبا واليويفا. جاءت الفضيحة لتغير علي الأقل من شكل وسيناريو المنافسة المتوقعة غدا بين بلاتر والأمير علي وإن ظلت التوقعات لصالح بلاتر. واختار بلاتيني نفسه عدم خوض المنافسة مع بلاتر. لكنه قد يكون جاهزا للترشح في 2019 كما أنه أكد مساندته واليويفا ممثلة بالعديد من الاتحادات الأهلية الأعضاء باليويفا للأمير علي في الانتخابات إضافة إلي تأييد اتحادات أخري للأمير علي منها الاتحاد الأسترالي بخلاف الاتحاد الأردني بطبيعة الحال. وتولي بلاتر رئاسة الفيفا عام 1998 بعد 17 عاما قضاها في منصب الأمين العام. وتفوق حينذاك علي السويدي لينارت يوهانسون رئيس اليويفا وقتها حيث حصل بلاتر علي 111 صوتا مقابل 80 ليوهانسون. في انتخابات شابتها مزاعم الرشوة. وانتخب بلاتر للفترة الثانية في 2002 متفوقا علي الكاميروني عيسي حياتو 56-139 في التصويت. ثم انتخب بالتزكية في 2007 وتولي المنصب لفترة رابعة في 2011 بعد أن حصل علي 186 صوتا من إجمالي 203 اتحادات شاركوا في التصويت. وكان بلاتر المرشح الوحيد في الانتخابات السابقة بعدما خرج القطري محمد بن همام من ساحة المنافسة وأقصي من الفيفا قبل أيام قليلة من الانتخابات بسبب ادعاءات الفساد. وربما لا يقل حجما عن تلك القضية. الضجة التي أثيرت حول عملية التصويت للبلدين المنظمين لبطولتي كأس العالم 2018 و2022 والتي أسفرت عن بعض الإصلاحات في الفيفا لكن بلاتر كان فوق مستوي الحساب. ولا تزال معظم الاتحادات الأعضاء في الفيفا مؤيدة بلاتر لأسباب منها أنه نجح في تحويل الفيفا إلي منظمة ثرية تنتفع منها كل الاتحادات الأعضاء. ومن بين أوجه الانتفاع يأتي حصول كل اتحاد علي مليون دولار من عائدات كأس العالم 2014 سواء كان المنتخب الألماني البطل أو منتخب مغمور لم يتأهل للبطولة. وقد تقلص فضيحة من عدد الأصوات التي يحصل عليها بلاتر في انتخابات اليوم ولكن من الصعب التكهن بأنها ستمنح مقعد الرئاسة للأمير علي. وكان بلاتر فسر سبب تراجعه عن فكرة الرحيل عن الفيفا بانتهاء الفترة الرابعة. خلال مؤتمر عقد في ساو باولو العام الماضي. قائلا: "مهمتي لم تنته بعد وأقول لكم إننا سنبني فيفا جديداً.. إنني مستعد أن أمضي بكم قدما". ولم ينشر بلاتر بيانا. وإنما قال إن العقود الأربعة التي قضاها في العمل بالفيفا تتحدث عن نفسها. ورغم هذا. اضطر بلاتر أمس إلي إصدار بيان أكد فيه دعمه للتحقيقات الأمريكية والسويسرية واستمرار الفيفا في مكافحة الفساد مشيرا إلي أن المتورطين في هذه القضايا الخاصة بالفساد لن يكون لهم أي مكان بالفيفا. كما أصدرت لجنة القيم بالفيفا قرارا طارئا أمس بإيقاف 11 من المتورطين في هذه الفضيحة بشكل مؤقت عن ممارسة أي أنشطة تتعلق باللعبة محليا ودوليا انتظارا لنتائج التحقيقات. وسبق لبلاتر أن ألمح إلي خططه في أوائل مايو في خطاب إلي جميع الاتحادات الأعضاء في الفيفا. نادي فيه بالتماسك والتضامن بين الجميع. وفي الوقت الذي حصل فيه بلاتر علي فرصة تقديم نفسه كرئيس للفيفا في مؤتمر أربعة اتحادات قارية هذا العام. لم يحصل منافسوه علي أي وقت للتعامل مع المندوبين وهو ما دفع فيجو لإبداء غضبه من عدم وجود فرصة للنقاش العام.