الشيخ د. سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة.. حدوتة عربية في الكرم الحاتمي والإخلاص والانتماء لوطنه وأمته.. هذا الشيخ العالم ضرب المثل والقدوة في حب مصر.. إنه إماراتي المولد والمنشأ.. مصري الحب والعطاء.. عربي القومية والمواطنة.. عالمي الفكر والتنوير. هذا الرجل ساهم في مشروعات مهمة علي أرض الكنانة.. وفي ظروف حالكة.. منها: إعادة تطوير دار الوثائق المصرية والمجمع العلمي مع مده بكافة الكتب التي تم حرقها أثناء الثورة من قبل البلطجية.. بجانب قيامه بإنشاء أكبر مكتبة مركزية بجامعة القاهرة وكذلك معامل ومكتبات كلية الزراعة التي تخرج فيها ويعتز دائما بها.. بالإضافة إلي مشروعات أخري كثيرة. التقيت بالشيخ القاسمي ثلاث مرات.. مرتين خلال احتفال جامعة القاهرة بمرور مائة عام علي إنشائها "2008" بحكم عملي كمسئول إعلامي عن المئوية وقيامي بإعداد صفحتين عن المئوية بجريدتي "المساء والجمهورية" ومرة ثالثة يوم الثلاثاء 12/5/2015 خلال منحه الدكتوراة الفخرية من جامعته الأم. المهم أن الشيخ العالم كان من نجوم احتفالية جامعة القاهرة بمئويتها الأولي.. حيث كان يقدم كل الدعم والعون لنجاحها دون أن يطلب منه أحد ذلك. أكتب هذا الكلام بمناسبة قيام مجلس الجامعة بمنحه الدكتوراة الفخرية التي لا تمنح إلا للشخصيات المرموقة محليا وعربيا وعالميا.. كما أوضح الفارق الكبير بين هذا الرجل العاشق لمصر والمصريين وبين كثير من خريجي كلية الزراعة بشكل خاص وكليات الجامعة الأخري بشكل عام والذين تبوأوا مناصب كبيرة وجلسوا علي عرش النجومية لسنوات طويلة.. إلا أنهم لم يقدموا شيئا يذكر للجامعة سواء خلال الاحتفال بالمئوية أو قبل أو بعد ذلك. أذكر من عشرات المواقف التي عشتها ولمستها خلال المئوية موقفا واحدا.. كان بطله الفنان الكبير عادل إمام خريج كلية الزراعة ودفعة الشيخ القاسمي - علي ما أذكر - الذي استجاب لدعوة لجنة المئوية برئاسة د. علي عبدالرحمن رئيس الجامعة آنذاك ومحافظ الجيزة السابق ود. عبدالله التطاوي نائب رئيس الجامعة لشئون البيئة والمجتمع آنذاك أيضا.. وحضر الفنان الكبير وكان يوم عيد في الجامعة.. وحضرت اجتماعه مع د. علي عبدالرحمن ود. عبدالله التطاوي حيث تحدث معه رئيس الجامعة في إمكانية تخصيص دخل حفلة من مسرحياته للمساهمة في المئوية أو بأي صورة يراها الفنان الكبير.. وكان الرد بالإيجاب.. لكن مرت الأيام وانتهت المئوية وتلتها سبع سنوات عجاف ولم يحدث أي شيء. وهذا الموقف ليس للمقارنة بين الفنان الكبير وبعض زملائه من خريجي الكلية أمثال صلاح السعدني وسعيد صالح والمنتصر بالله.. وبين الشيخ القاسمي.. ولكن للتوضيح بأن من يريد العطاء يسارع به كرما وحبا وعطاء. كلمة هامة: الشيخ د. سلطان بن محمد القاسمي.. امتداد رائع لجذور الخير والعطاء الإماراتية.. التي غرسها حبيب المصريين الشيخ زايد رحمه الله.