تصريح د.محب الرافعي بأن المجلس الأعلي للجامعات وافق علي ربط حصول طالب الجامعة علي شهادة التخرج بضرورة محو أمية 4 دارسين.. وأن هذا القرار سيتم تعميمه علي جميع الكليات "عملية ونظرية" علي مستوي الجمهور.. أثار ردود فعل واسعة وانقساما بين خبراء التربية والتعليم. المعارضون للقرار يرونه مخالفا لنص القانون والدستور ولاختصاص المجلس الأعلي للجامعات. وأنه بمثابة اعتراف بفشل "التربية والتعليم" في مهمتها. وأن اسناد المهمة لغير التربويين قرار خاطيء لأنهم غير مؤهلين لتلك المهمة وطالبوا بدراسة القرار بتأن وتحسين جودة العملية التعليمية من الأساس وان تتضافر جهود الوزارات والأجهزة الحكومية والاعلام لانجاز هذه المهمة بنجاح. بينما قال المؤيدون ان التجربة نفذت في دول عديدة مثل الصين واليابان وحققت نجاحا ملموسا كما أنه جري تنفيذها من قبل في بعض كليات التربية وطالبوا بتعميمه علي الصفوف الدراسية بالجامعات وليس الفرقة الرابعة فحسب. محذرين من لجوء البعض إلي التلاعب والتزوير لانجاز المهمة علي الورق فقط. يقول د.نبيل نور الدين رئيس جامعة سوهاج وعضو المجلس الأعلي للجامعات عقدنا اجتماعا مع الوزير خلال الجلسة الأخيرة التي عقدت الأربعاء الماضي وطالبنا بأن يقدم لنا الآليات التي تضمن نجاح هذا القرار وتنفيذه. حتي يناقشها المجلس في جلسته المقبلة. الاستعانة بخريجي الكليات لمحو الأمية بمثابة اعتراف بفشل وزارة التربية والتعليم في أداء مهمتها الأساسية وهي تعليم القراءة والكتابة للأميين وكذلك اعتراف بفشل هيئة محو الأمية وتعليم الكبار في القيام بمهمتها والوزير مرشح من تلك الهيئة التي اثبتت فشلها. بينما قال د.حسن شحاته "خبير تربوي" لا يوجد قانون بالجامعات أو مادة تشترط أن يقوم المتخرج بمحو أمية 4 أشخاص.. واذا كان هناك نص بهذا فإنه من الصعب تنفيذه أو تطبيقه. تساءل "شحاته" أين دور الهيئة العامة لتعليم الكبار والقوات المسلحة في محو الأمية؟! أضاف: إن الوزير مازال يعيش في إطار محو الأمية.. وأنه يجب أن يعرف محو الأمية يبدأ بتحسين جود التعليم في المرحلة الابتدائية وتأسيس الطالب من الصف الأول الابتدائي. قال د.صلاح عرفة استاذ ورئيس قسم المناهج وطرق التدريس بجامعة حلوان: "إن المدارس هي منبع الأمية. والطلبة يتخرجون فيها لا يعرفون القراءة ولا الكتابة". وانه قرار غير سليم ويجب أن نفكر بطريقة منطقية ونتعامل مع الأزمة بصورة عملية لنتمكن من حلها. قال د. مصطفي محمود "عميد كلية تربية عين شمس الأسبق": إن هذا الكلام يتردد منذ سنوات طويلة ولكنه لم ينفذ بطريقة سليمة حتي ينجح.. وأن هذا القرار عبء كبير علي الجامعات والطلبة.. وهذا من اختصاصات هيئة محو الأمية التي لم تنهض بدورها بطريقة جيدة وان القرار يحتاج إلي دراسة جيدة متأنية. بينما قالت د.عايدة أبو غريب "رئيس شعبة تطوير المناهج": إن هذا القرار خاطيء ويجب ان يكون له ضوابط.. واذا نفذ هذا القرار يجب أن ينفذ علي الطلبة من الفرقة الأولي وليس علي طالب الفرقة الرابعة لأن لديه خدمة وطنية تنتظره في الجيش وهذا سيؤدي إلي لجوء الطالب إلي التزوير أو التحاليل علي الوزارة. وعلي الجانب الآخر قال د.كمال مغيث "خبير تربوي": ان هذا القرار جيد جداً للقضاء علي مشكلة الأمية لأنها أصبحت مشكلة مستعصية وحسب التقارير الرسمية تعدت نسبة الأمية 60%. وأن هذه التجربة نفذت في الصين واليابان وحققت نجاحا كبيرا في خلال سنة. قال د.حسني السيد "خبير تربوي": القرار جيد ولكن اذا طبق بطريقة سليمة. فهناك دول كثيرة طبقت هذا القرار ونجحت في محو الأمية ومنها كوريا الجنوبية التي جعلت الطلبة وأساتذة الجامعات يتوقفون عن التعليم لمدة سنة. ويقومون بتعليم الأميين القراءة والكتابة. قال د.حسين ربيع "مدرس الصحافة بالمعهد الدولي العالي للاعلام بأكاديمية الشروق": اوافق علي القرار . وأن هذا القرار نفذ من قبل في بعض كليات التربية وكان يشترط علي المدرس قبل التخرج أن يعلم 10 أميين القراءة والكتابة.. ولكن ما كان يحدث أن يلجأ الطلاب للتحايل علي الوزارة بأن يأتوا بأشخاص متعلمين ويدعوا أنهم قاموا بمحو أميتهم بالفعل ويقوموا بتزوير شهادات لهم. يقول د.رامي عطا صديق رئيس قسم الانتاج الاخباري بالمعهد الدولي العالي للاعلام بأكاديمية الشروق: ان القرار قرار صائب للارتقاء بالتعليم والقضاء علي نسبة الأمية في مصر.. وأن الطلبة يجب عليهم أن يتقبلوا هذا القرار وأن يجتهدوا لتعليم أكثر من 4 أشخاص لكي يساعدوا علي النهوض والارتقاء بالبلد. قال د.محمد الطيب "خبير تربوي": ان هذا القرار سيؤدي إلي تقليل الأمية في مصر. ولكني يخشي أن ينشأ سوق لتزوير شهادات محو الأمية.. وأن هذا القرار مطبق في كليات التربية ولكنه يجب ألا يطبق علي كليات الاعلام أو الهندسية لأن هذه الكليات لا علاقة لها بالتدريس أو التعليم. قال د.رسمي عبدالملك أستاذ التخطيط التربوي والادارة بالمركز القومي للبحوث التربوية": انها فكرة مطلوبة في هذا الوقت ويجب تعميمها علي جميع الجامعات.. وهذا أقل شيء يقدمه الطالب لبلده لكي يرتقي به.