أمس السبت تم توقيع "وثيقة التزام صناع الدراما بشأن تناول ظاهرة التدخين وتعاطي المخدرات وذلك في مؤتمر صحفي كبير نظمته وزارة التضامن الاجتماعي وحضره المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء والدكتورة غادة والي وعدد من الوزراء إلي جانب مجموعة من الفنانين اعضاء اللجنة الفنية التي اعدت الوثيقة ومنهم محمد صبحي سفير النوايا الحسنة لصندوق مكافحة وعلاج الادمان والتعاطي والمخرج عمر عبدالعزيز وكيل أول نقابة السينمائيين وعبدالستار فتحي رئيس جهاز الرقابة علي المصنفات الفنية والاب بطرس دانيال مدير المركز الكاثوليكي للسينما والدكتور سامي عبدالعزيز الاستاذ بكلية الاعلام واعلاميون منهم الزميلة ماجدة موريس نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية والناقدة الفنية وعضو اللجنة التي شاركت في اعداد الوثيقة. تقع الوثيقة التي تم التوقيع عليها في عشرين صفحة وتتضمن مقدمة تؤكد الاهمية القصوي للدراما بكل صورها باعتبارها أكثر اشكال القوالب الفنية والاعلامية جذبا ومن ثم تأثيرا في المجتمع بكل فئاته وحسب ما اكدت العديد من الدراسات الدولية والمحلية فان هناك ارتباطا وثيقا بين اسلوب التناول الدرامي لمشاهد التدخين وتعاطي المواد المخدرة بكل انواعها وبين اتجاهات وسلوك المتلقي وخاصة شرائح الشباب وعلي المستوي الدولي أوضحت دراسات المعهد الوطني للسرطان بالولايات المتحدةالأمريكية أن هناك علاقة سببية واضحة بين رؤية مشاهد التدخين في الأفلام وشروع الشباب في التدخين وهو ما اكدت عليه منظمة الصحة العالمية في اطار سلسلة من الابحاث والاصدارات كما قامت مؤخرا مؤسسة ديزني باصدار قرار يحظر التدخين في جميع أفلامها القادمة نظرا لتأثيرها المباشر لاسيما علي الاطفال. وقد اشارت المقدمة الي تقرير المرصد الاعلامي لصندوق علاج ومكافحة الادمان والتعاطي ان 88% من الاعمال الدرامية خلال الفترة من عام 2010 وحتي 2014 عمدت لعرض مشاهد للتدخين وتعاطي المواد المخدرة دون التطرق لعرض التداعيات السلبية ووصلت نسبة هذه المشاهد الي 16% من المساحة الزمنية لمشاهد الدراما المصرية خلال تلك الفترة. وقد استندت الوثيقة التي تم التوقيع عليها وبدء الالتزام ببنودها الي سلسلة من الدراسات التي أعدها الصندوق لرصد وتحليل جميع مشاهد التدخين والمخدرات بالدراما المصرية خلال الفترة من 2010 الي 2014 كما اعتمدت علي توصيات ورش العمل التشاورية التي نظمها الصندوق لعرض ومناقشة نتائج هذه الدراسات بمشاركة صناع الدراما من الكتاب والمخرجين والفنانين والنقاد والخبراء والجهات الحكومية والأهلية المعنية. كما تم اعداد الوثيقة بالتوافق الكامل مع نقابتي المهن التمثيلية والسينمائية وهيئة الرقابة علي المصنفات الفنية بما يضمن مشاركتها في رصد وتفعيل بنودها. وتنطلق الوثيقة من أطر تشريعية ومجتمعية علي النحو التالي حرية الابداع الفني والادبي ودور النقابات المهنية في تنفيذ مواثيق الشرف الاخلاقية والمهنية. حماية حقوق الطفل وانعكاس الحماية الدولية لحقوق الطفل علي القانون المصري والالتزام الدولي بمنع الترويج والاعلان ورعاية منتجات التبغ ومكافحة التبغ في القانون المصري. وتحدد الوثيقة المصطلحات والمفاهيم المرتبطة بالتناول الدرامي وصناع الدراما والتناول الرشيد لمشكلة التدخين والتعاطي في الاعمال الدرامية. ويتضمن "الكتاب الوثيقة" الذي تم توزيعه في المؤتمر المواد الخاصة بكتاب الدراما والمخرجين وهي الاربعة مواد التي تكفل تحقيق التوازن الايجابي في مشكلة التدخين وتعاطي المواد المخدرة. مثلما تكفل تجنب المعالجة الدرامية التي تتضمن مشاهد التدخين والمواد المخدرة باستفاضة بما يحقق آثارا سلبية تؤدي الي زيادة حب الاستطلاع والفضول لدي النشء بما يدفعهم الي التجربة. وكذلك تضمنت الوثيقة بنودا تخص ابطال الاعمال الدرامية والمنتجين والقنوات الفضائية وشركات التوزيع السينمائي. في البداية عرض المؤتمر الذي يدخل ضمن الحملة القومية لمكافحة المخدرات التي تتم تحت رعاية رئيس الجمهورية. فيلما تسجيليا حول طبيعة الوثيقة واهدافها كما تضمن كلمة للفنان محمد صبحي حول القيمة التي تضيفها الوثيقة وكذلك كلمة لاحد الشباب المتعافين بفضل صندوق مكافحة المخدرات. وفي الجلسة الثانية تحدث الاستاذ عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة وعلاج الادمان عن اهداف الخطة ونتائجها المتوقعة واليات متابعتها كذلك تولي المهندس ابراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء الاعلان عن الخطة القومية لمكافحة المخدرات واصرار الحكومة علي شن الحرب علي المخدرات باعتبارها بنفس خطورة الارهاب. وفي النهاية دعت الوزيرة غادة والي اعضاء النقابات الفنية والشركاء المشاركين فيها للتوقيع علي الوثيقة وبدء العمل بها فورا. وفي المؤتمر تم اطلاق "بداية جديدة" لتوفير قروض لمتعافي الخط الساخن بصندوق مكافحة وعلاج الادمان بدعم من بنك ناصر الاجتماعي. ** الادمان والارهاب آفتان تلزم الجميع بالتصدي لهما.. مثلما تلزم صناع الدراما بالدخول الي ميدان المعركة بالادوات الفنية التي يملكوها.