وسط حالة هيستيرية من البكاء والنحيب شيعت وزارة الداخلية أمس ثلاثة من فرسانها وأبطالها إلي مثواهم الأخير في جنازات عسكرية مهيبة أكد المشاركون فيها علي بشاعة ما ارتكب عناصر الشر والإجرام الذين يدعون أنهم يرتكبون تلك الأعمال الوحشية باسم الإسلام والدين الحنيف برئ منهم والمولي عز وجل أعلم بما تخلفه تلك الأعمال الوحشية من تمزيق في قلوب أولياء أمور الشهداء ويتركون أطفالاً صغاراً بلا عائل وأحياناً أطفالاً يخرجون للدنيا بعد استشهاد آبائهم. في أكاديمية الشرطة الجديدة بالتجمع احتشد عدة آلاف من أقارب وأصدقاء شهيد الشرطة العقيد شريف حجاج مناع محمد والنقيب أحمد جمال عبدالفتاح اللذان لقيا ربهما إثر الحادث الإرهابي الخسيس الذي استهدف قسم شرطة ثالث العريش وكان في مقدمة المشيعين المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء واللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية وكبار مساعديه وقيادات أكاديمية الشرطة ولفيف من المسئولين بالدولة حيث أقيمت الصلاة عليهما في مسجد الأكاديمية. والدا الشهيدين ووالدتهما لا ينطقان سوي ب "حسبنا الله ونعم الوكيل" اللهم أرنا عدلك يا الله فيمن حرمونا من أبنائنا وحرموا أبنائهم منهم أما الأخوات والأخوال والأعمام وباقي الأقارب فقد طالبوا بالقصاص من تلك العناصر الإرهابية. الشهيد العقيد شريف حجاج مناع محمد ترك ثلاثة أبناء بنتان الكبيرة 16 عاماً والصغري 14 عاماً وطفل هاني "7 سنوات" وهو الذي سار في جنازة والده إلي جوار رئيس الوزراء ووزير الداخلية مرتدياً بدلة سوداء وهو لا يدرك شيئاً عما يدور حوله ولكن هذه الصور واللقطات وما يحدث الآن سيكون بمثابة الذكري الأليمة التي ستترسخ في وجدانه. أما الشهيد الثاني النقيب أحمد جمال عبدالفتاح فإن الجرح الغائر في القلوب الذي أصاب الأسرة كما قال خاله هشام فاضل لن يندمل لأن تلك العناصر الإجرامية الإرهابية لا يعرفون شيئاً عن الدين. أشار خال الشهيد إلي أن النقيب أحمد جمال ليس له سوي شقيقة واحدة تدعي فاطمة وأنها ووالديه مصابون بحالة فقدان وعي وحالة هيستيرية غير مصدقين ما حدث وأمسكت ألسنتهم علي "لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله" و"حسبنا الله ونعم الوكيل" ونريد القصاص أما الزوجة المكلومة فلا تنطق وعيناها زائغتان وغير مصدقة لما حدث وتقول أنها تنتظره سيعود إليها في الإجازة. من جانبه قرر اللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية بترقية أسماء الشهيدين والشهيد عمر شكري إلي الرتبة الأعلي وشمول أسرهم بكامل الرعاية الصحية والاجتماعية وتحمل الوزارة نفقات تعليم الأبناء حتي الانتهاء من كافة المراحل التعليمية.