عقد "هاني المسيري" محافظ الاسكندرية مؤتمرا صحفيا علي طريقة عصابات شيكاغو في تجربة غريبة توضح مدي خوفه من الالتحام بالمواطنين الغاضبين من مشاكل الثغر المتزايدة. فوجئ الصحفيون بالرغم من اعلان المحافظة عن عقد مؤتمر "المسيري" بمركز الابداع المجاور لقسم شرطة العطارين والذي شهد العديد من ندوات "طارق المهدي" المحافظ السابق. في مكان آخر بحجة أن القاعة الرئيسية بمركز الابداع غير مجهزة وهو ما نفته تماماً إدارة المركز وأكدت أن "المسيري" لم يبلغ الإدارة بموعد الندوة إلا في ساعة متأخرة ثم قام بإلغائها من تلقاء نفسه. الطريف ان محافظة الاسكندرية والعاملين بها قاموا بتوجيه الصحفيين إلي أتوبيسات تقف في بداية شارع فؤاد تقريباً ليستقلوها إلي جهة غير معلومة بعد أنه تم تسجيل أسمائهم والجهة التي يعملون بها وظل الجميع لايعلمون جهة انعقاد المؤتمر حيث تبين أخيراً أنه بمجلس الوزراء مقر المحافظة المؤقت!! لتبدأ مشكلة أخري بوضع أمن مكثف خلف أسوار قصر رئاسة الوزراء يمنع دخول الصحفيين سوي من تم تسجيل أسمائهم فقط فيما امتنع أعداد كبيرة من النقابين من الحضور للاجتماع ورؤساء المكاتب الصحفية بعد وصف "المسيري" السابق للغالبية العظمي من الصحف بأنها غير محترمة. "المسيري" في بداية اجتماعه الذي استمر ما يزيد علي الثلاث ساعات أكد أن سرية مكان الاجتماع لعلم "المغرضين به"!! ولدواع أمنية!! أما الأغرب فهو تواجد النائبة "سعاد الخولي" بالاجتماع لمدة ربع ساعة فقط لم يذكرها فيها "المسيري" بكلمة واحدة سوي عندما غادرت القاعة مؤكداً أن النائبة لديها عمل آخر!!! وبدا واضحاً تجاهله لاهمية تواجدها. تصريحات "المسيري" الصحفية احتوت علي الكثير من الغرائب والمتناقصات حيث أكد أنه فوجئ بمئات المشروعات الخاصة بالاسكندرية حبيسة الادراج منذ عشرات السنوات وسيقوم هو بتنفيذها!! ولم يذكر لماذا لم يقم المحافظون قبله علي مدار تلك السنوات بتنفيذها. وقال.. إن المحافظ غير مطلوب منه التواجد في كل أزمة ولكن دوره هو رسم السياسات الاستراتيجية والتدخل في الامور عند الحاجة ولذلك وزعت سلطاتي علي رؤساء الاحياء.. ثم عاد وقال إنه من حسن الحظ أنه من الاسكندرية وأقاربه منتشرون في جميع الاحياء وعند حدوث مشكلة يتصلون به لإخباره فيتواجد علي الفور!! وأكد "المسيري" بصورة غير مباشرة كل ما نشرته "المساء" حيث اوضح انه استعان بخبير في التنمية البشرية وهو الافضل علي مستوي الشرق الاوسط وذلك لإعادة تأهيل وتوزيع موظفي المحافظة الذين يزيد عددهم علي 12 ألف موظف لرفع مستوي كفاءة العاملين بالمحافظة. وقال ان القنصلية الامريكية أكدت له علي سابق طلبها بتخصيص أرض لها من المحافظ السابق فكتبت ملاحظة في أوراقي الشخصية عن طلب الارض ومساحتها التي تريدها القنصلية ففوجئت بنشرها بالصحف!! أوضح "المسيري" انه سيقوم بمشروع كبير يوازي مشروع قناة السويس وقام بعرض رسم هندسي له وذلك بإقامة أربعة شواطئ يضم كل شاطئ "فندقاً" ابتداء من منطقة "مصطفي كامل" وحتي منطقة الشاطئ بطول أربعة كيلو مترات إلا انه لم يجد تمويلاً للمشروع حتي الآن والذي يتكلف ملياراً و300 مليون جنيه. وقال المحافظ إنه سيقوم بتوفير "20" جراجاً للسيارات لحل أزمة المرور بأنحاء الاسكندرية كبداية بالتنسيق مع كبري الشركات العالمية للتنفيذ ولم يذكر أين هي الاراضي المتوفرة بالمحافظة لإقامة هذه الجراجات ولا من سيقوم بتمويل المشروع!!. وأكد انه سيعيد فتح نفق محطة الرمل الذي قام بتطويره "طارق المهدي" ليعمل كمجمع استهلاكي كما كان من قبل كما سيقوم بتفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني لأنها هي التي ستقوم بتطوير الدولة وليس الحكومة- موضحاً ان دور الدولة اصبح الاشراف والتنظيم فقط بينما تقوم مؤسسات التجمع المدني والهيئات الخاصة بتحسين الخدمات. قال "المسيري" إنه سيقوم بإجراء توأمة بين المدارس الخاصة والحكومية لتتولي المدارس الخاصة الانفاق علي تطوير المدارس الحكومية.. كما ستقوم المستشفيات الخاصة بالانفاق علي المستشفيات الحكومية وبالتالي لاتكلف الدولة أي نفقات. وفجر "هاني المسيري" مفاجأة بأنه قد تلقي فكرة عبقرية من طفل عمره "12 سنة" هو معجب بأفكاره وهي أن "الأسر" ليست في حاجة للحصول علي بونات لصرف زجاجة زيت أو "سكر" كمكافأة لها لفصل القمامة من المنبع لأنها قد تكون تستعمل انواعاً خاصة بها ولذلك سيتم منح كوبونات للأسرة من مطاعم "الوجبات السريعة" وأن من يستفيد من صرف الزيت أو السكر هو الام أو الاب وليس الطفل!! موضحاً أن علاقته بالشركات ستجعلهم يوافقون علي صرف البونات كل خمسة أيام من كل شهر.. ولم يذكر مدي أهمية زجاجة الزيت أو السكر لمحدودي الدخل وأبناء المناطق الشعبية والعشوائية.