غيرت الثورة النظام الحاكم وقضت علي القيود التي حرمت الأحزاب السياسية من ممارسة نشاط سياسي حقيقي طوال عهد النظام السابق ومع هذا لم يختلف الوضع داخل حزب الوفد بعد الثورة عما قبلها فلا تزال الخلافات والصراعات بين قيادات وأعضاء الحزب السمة الغالبة للوفد التي أدت لحدوث انشقاقات واستقالات فردية وجماعية. ففي الوقت الذي كان يستعد فيه الحزب لممارسة دور سياسي قوي بعد الثورة خاصة في ظل تصريحات وتأكيدات الدكتور السيد البدوي رئيس الحزب بأن الوفد شارك ودعم الثورة منذ لحظتها الأولي الا أن ظهور مستندات بعد اقتحام المتظاهرين لجهاز أمن الدولة أشارت إلي وجود علاقة قوية بين البدوي واللواء حسن عبدالرحمن الرئيس الاسبق لجهاز أمن الدولة وانهما شريكان في قناة الحياة كانت ضربة قوية للحزب بعد الثورة جاءت أول ضربة قوية للبدوي من رامي لكح رجل الأعمال وأحد أقوي انصار البدوي الذي انضم للوفد بعد تولي البدوي رئاسة الحزب واستقال لكح من الحزب بعد رفض البدوي تعينه نائبا لرئيس الحزب بدلاً من فؤاد بدراوي الذي تولي منصب السكرتير العام بعد اختيار منير فخري عبدالنور السكرتير العام السابق لمنصب وزير السياحة وأثار تحالف الوفد مع جماعة الاخوان المسلمين غضب عدد من قيادات الوفد خاصة الذين يريدون الدولة المدنية فهؤلاء ينظرون الي الاخوان علي انهم يسعون للدولة الدينية وان تحالف الوفد معهم يعطي دفعة قوية لتحقيق هدفهم وأول المنشقين عن الوفد بعد التحالف مع الجماعة سامح مكرم عبيد الذي تقدم باستقالة وبررها بأن التحالف مع الاخوان سيقضي علي هوية الحزب وقال سامح عبيد ل "المساء الاسوعية" إن تحالف الوفد مع الاخوان يهدد بانصهار الحزب في الجماعة ويجعل الحزب يفقد 90 عاما من الكفاح من أجل ارساء الدولة المدنية مشيراً إلي أنه لا يعارض التحالف لكونه مسيحياً ولكن باعتباره من الباحثين عن الدولة المدنية وكثير من اعضاء الحزب المسلمين فهذا الامر لا يوجد فرقاً بين مسيحي ومسلم فالجميع يخشي علي وجود الوفد.