أحبطت قوات الشرطة العسكرية محاولة لاقتحام مبني وزارة الداخلية الليلة الماضية.. حاول مئات المتظاهرين المعتصمين في ميدان التحرير منذ مشاركتهم في "جمعة القصاص للشهداء" الوصول إلي مبني الوزارة بعد سريان شائعة أن قوات الأمن المركزي ستحاول فض اعتصامهم بالتحرير بالقوة. أطلقت أجهزة الأمن أعيرة نارية في الهواء قبل وصول المتظاهرين إلي باب الوزارة الخلفي. فيما تبادل المتظاهرون وأفراد الأمن علي سطح المبني الرشق بالحجارة. قال شهود عيان في ميدان التحرير إن الأحداث بدأت عقب صلاة المغرب عندما حذر أحد المعتصمين زملاؤه من أن سيارات الأمن المركزي قادمة إليهم. فقاموا برشق مبني مجلس الشعب الموجود بشارع قصر العيني بالحجارة أولاً. وفي رواية لوزارة الداخلية .. شهد ميدان التحرير وشارع قصر العيني الليلة الماضية أحداثاً مؤسفة أدت إلي إصابة 23 من المتظاهرين اشتبكوا معاً.. في الوقت الذي كان فيه رجال الشرطة والجيش خارج المشهد تماماً. تم نقل المصابين عبر السيارات الملاكي والدراجات البخارية قبل حضور سيارات الإسعاف للمستشفيات وقد تم علاج 17 مصاباً في مستشفيات قصر العيني والمنيرة من إصابات سطحية وجروح بسيطة فيما بقي 6 مصابين تحت الملاحظة. كان عدد من المتظاهرين قد تجمعوا عقب صلاة المغرب وتوجهوا إلي شارع محمد محمود قادمين من ناحية شارع قصر العيني في محاولة منهم للتوجه إلي مبني وزارة الداخلية للمطالبة بالقصاص للشهداء والمحاكمة السريعة لقيادات الشرطة وتطهير أجهزة الأمن. قام رجال القوات المسلحة بعمل حاجز لمنع عبور التقاطع المؤدي للوزارة إلا أن الجميع فوجئوا بعدد من الشباب يرشقون مبني الوزارة بالحجارة ويتصدي لهم مجموعة من المتظاهرين مما أدي إلي حدوث الإصابات. أثارت الدراجات النارية التي ظهرت في ميدان التحرير قبل وقوع تلك الأحداث دهشة الكثيرين من المتواجدين في الميدان من المتظاهرين. وأكد الكثيرون منهم أن هناك ارتباطاً كبيراً بين ما حدث وتحرك تلك الدراجات التي لا تحمل لوحات معدنية. وتحمل علي متنها اثنين من الركاب لا يتوقفان عن الحديث في أجهزة التليفون المحمول. وبعد المشاركة في "جمعة القصاص للشهداء" بميدان التحرير أمس نام العشرات داخل الخيام التي نصبوها داخل الحديقة في قلب الميدان حيث قضوا ليلتهم بها. أصر المتظاهرون علي تنفيذ مطالبهم قبل فض اعتصامهم. وقالوا إنهم يستعدون ل"جمعة الحساب" يوم الجمعة المقبلة. طالبوا بإسقاط منصور العيسوي وزير الداخلية علي خلفية الأحداث الدامية التي شهدتها ليلة الثلاثاء الماضي. ورددوا هتافات "الداخلية.. هُمَ البلطجية". أقام المتظاهرون مسارح كبيرة لإلقاء خطبهم علي الجماهير موضحين الأسباب التي جعلتهم يعودون إلي الاعتصام في الميدان ومنها التباطؤ الشديد من الحكومة في محاكمة رموز الفساد في النظام السابق. وكذلك إحساسهم بأن البلد يسير من سييء إلي أسوأ في ظل القيادة الحالية. وأن سياسة الضغط هي السياسة الأنجح لتحقيق مطالب الثورة التي تأخرت علي مدار أكثر من أربعة أشهر كاملة. شهد الميدان قطع المتظاهرين لطريق الدخول إلي التحرير بواسطة بعض الشباب الذين جلسوا علي الأرض ومعهم الأسلاك الشائكة باستثناء طريقي مسجد عمر مكرم وجامعة الدول العربية. في الوقت الذي حاول فيه بعض الشباب المتظاهرين قطع جميع الطرق المؤدية إلي ميدان التحرير. وزع المتظاهرون البيان رقم 12 للدعوة إلي الاعتصام يوم الجمعة القادم 8 يوليو. وأسموها "جمعة الحساب" والتي يطالبون فيها بتحديد الحد الأدني للأجور بواقع 1200 جنيه. وحد أقصي للأجور مع مراقبة الأسعار حتي تتوافق مع محدودي الدخل. وكذلك المحاكمة العلنية والسريعة لمبارك وولديه ووزرائه وحاشيته الفاسدة وتكريم الشهداء وتعويض أهاليهم وعلاج المصابين علي نفقة الدولة. حمل المتظاهرون علماً كبيراً لدولة سوريا أثناء تظاهرهم وتجولهم ما بين ماسبيرو وميدان التحرير. أكد الشيخ مظهر شاهين إمام وخطيب مسجد عمر مكرم في خطبة الجمعة أن ما حدث يوم 28 يونيه أعاد إلي أذهانهم ما حدث في جمعة الغضب يوم 28 يناير الماضي. خاطب الثوار وبث فيهم روح العزيمة والجهاد من أجل إتمام ما بدأوه معاً حتي تتحقق مطالب الثورة. أضاف ان فلول النظام مازالوا يريدون التفرقة بين الشعب. ولكن رجال وشباب مصر أقوي من ذلك بكثير. ناشد "شاهين" رجال الشرطة ألا يدفعوا الثوار إلي العنف ما دامت ثورتهم سلمية ولا يدفعوا الشعب إلي محاكمة كل من تسبب في أعمال العنف والبلطجة يوم 28 يونيه. أعلن أن التحرير منطقة خضراء ولا يجوز لأي شرطي أن تطأ قدمه فيها ومعه سلاح وإلا تعاملوا معه بما يرونه وسيطلبون محاكمته.