تزايدت وتيرة الأعمال الإرهابية في الآونة الأخيرة ما بين تفجيرات تؤدي إلي إصابات أو وفيات أو مجرد محدث صوت أو سرقة لكابلات مترو الانفاق وتزامنت هذه الأحداث مع اقتراب موعد انعقاد المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ وإجراء الانتخابات البرلمانية لذلك طرحت "المساء" تساؤلاً علي الخبراء لمعرفة كيفية مواجهة هذه الأعمال الإرهابية والقضاء عليها ومدي تأثيرها علي المؤتمر الاقتصادي والانتخابات. رأي خبراء الأمن والعسكريون أن الإرهاب الحالي مجرد إرهاب من ورق هدفه إثارة القلاقل وبث الفزع في نفوس المواطنين. قالوا إن الأعمال الإرهابية الأخيرة ما هي إلا محاولات يائسة من الجماعات الإرهابية والدول التي تدعمها وتمولها لإشاعة الفوضي في البلاد وتدمير الجيش المصري وفشل للمؤتمر الاقتصادي الذي يعد نقطة تحول لمصر والإعلان عن قدرتها علي البقاء علي الساحة الدولية ولذلك يجب تكثيف الدوريات الأمنية في مواعيد غير محددة وبأسلوب جديد غير نمطي وإصدار أحكام رادعة علي المتهمين في القضايا الإرهابية حتي يكونوا عبرة لغيرهم وتكاتف الشعب المصري مع الشرطة والجيش لتحقيق الأمن والاستقرار وزيادة التوعية للمواطنين في وسائل الإعلام المختلفة بالأهداف التي تسعي إليها هذه الجماعات والدول التي تريد تدمير مصر. يقول اللواء نبيل فؤاد "أستاذ العلوم الاستراتيجية": المؤتمر الاقتصادي الذي سيتم انعقاده في شرم الشيخ لن يتأثر بصورة مباشرة بهذه الأعمال الإرهابية لأن المنطقة بعيدة عن الأحداث ويسهل السيطرة علي مداخلها ولكن المشكلة في الداخل ومنطقة سيناء والشرطة والجيش يحاولان بكل ما لديهما لتأمين المؤسسات وعلي الجانب الآخر هناك من يحاول إفساد الموقف والتأثير بصورة غير مباشرة علي المؤتمر الاقتصادي وأن يخلق نوعاً من التوتر للوفود القادمة لمصر ولكن لن تنجح هذه الخطط. أضاف: الجيش والشرطة يحاولان جاهدين أن يسيطرا علي الوضع الأمني ولكن يجب أن نعرف أنهم يواجهون طرفاً غير واضح لذلك يجب زيادة العمليات الأمنية وأري أن قرار الرئيس السيسي بزيادة الدوريات الأمنية للجيش والشرطة تقلل من العمليات الإرهابية وعلي الشرطة أن تبحث عن العقل المدبر الذي يقوم بالتمويل والتدريب والتخطيط والتنفيذ لهذه العمليات حتي يتم القضاء عليها نهائياً ولكن ما يحدث الآن أن الشرطة تبدأ من نهاية الحدث وليس من بدايته. اللواء د.ممدوح عطية "خبير الأمن القومي": أمريكا فشلت فشلاً ذريعاً في تحقيق هدفها وتدمير الجيش المصري ولكنها نجحت في تدمير الجيش العراقي والسوري تدميراً كاملاً فهي المتهم الأول في رغبتها وسعيها لذلك وهناك المستفيد الأول أيضاً وهي إسرائيل التي تشعر بسعادة كبيرة لتدمير الجيوش العربية. يضيف: إن الزيارة الأخيرة التي قام بها أمير قطرلأمريكا وجلوسه بجانب أوباما خير دليل وإجابة علي ما يحدث من عمليات إرهابية والهدف منها إثارة الفزع وهدم الدولة المصرية وبالأخص مع اقتراب عقد المؤتمر الاقتصادي والانتخابات البرلمانية ووتيرة الأعمال الإرهابية سوف تتزايد مع اقتراب موعد انعقادها وأمريكا تسعي لفعل أي شيء يكون من شأنه تدمير مصر وما يحدث بالداخل المصري هو رد فعل طبيعي لما يحدث علي الحدود الشمالية الشرقية لمصر والحدود الغربية لذلك يجب أن يكون هناك دعم كامل من الشعب المصري للجيش والشرطة والمساعدة علي نصرته وتدمير الأهداف التي تسعي لها أمريكا وحلفاؤها. العقيد حاتم صابر "الخبير بمكافحة الإرهاب الدولي": هناك حدثان مهمان سيتم إجراؤهما في مصر وهو المؤتمر الاقتصادي وهو يعني البقاء لمصر وإعلان عن قدرتها علي البقاء علي الساحة الدولية والانتخابات البرلمانية مع العلم أنه لا توجد دولة علي مستوي العالم تستطيع أن تصنع العمليات الإرهابية ولكن يمكن أن تحد منها مثل دول كثيرة تعرضت للعمليات الإرهابية أمريكا وروسيا ولندن حتي فرنسا التي تعرضت مؤخراً لحادث صحيفة "شارلي أبيدو" ولذلك يجب أن تتخذ إجراءات حاسمة لمواجهة هذه العمليات فعلي سبيل المثال فرنسا وضعت ما يقرب من 3000 شخص تحت المتابعة بعد الحادث الأخير وتم إبلاغهم بذلك أيضاً وإجراءات أمنية صارمة وللأسف نجد القضاء المصري حتي الآن لم يصدر أحكام رادعة ضد من تم اتهامه بالشروع أو المشاركة في عمليات إرهابية وتفعيل قانون مكافحة الإرهاب لأنه الأهم في تلك المرحلة ولا يكفي قانون الكيانات الإرهابية الذي صدر مؤخراً لأنه لم يوضح نوع العقوبات التي ستتم مع تكثيف الدوريات الأمنية في توقيتات غير معلومة وغير نمطية والأهم تكاتف المواطنين مع أجهزة الأمن ومساعدتهم لتحقيق الأمن. اللواء عبدالمنعم كاطو "الخبير العسكري": موضوع المتفجرات ليس بالأمر الجديد ولكن يجب أن نعترف أن معدله في تناقص كبير ونوع المتفجرات وأحجامها يتناقص ومعظمها محدثات صوت ليس إلا فالحملة ضد الإرهاب نجحت لحد كبير وقوات الأمن والقوات المسلحة يؤدون واجبهم علي الوجه الأكمل ولكن مصر مساحتها كبيرة وتحتاج لتغطية أمنية مركزة ولن يحدث ذلك إلا بمساعدة وتعاون الشعب المصري. يضيف: أن الأعمال الإرهابية التي سببت بعض الإصابات كانت لعمال نظافة فعليهم توخي الحذر وعدم الاقتراب من أجسام غريبة وهناك دور كبير علي وسائل الإعلام لتوعية المواطنين والمدارس والجامعات أيضاً بعدم العبث بأي شيء قد تشك ولو بنسبة ضئيلة أنه قد يكون من المتفجرات ونرجو عدم التضخيم من الأعمال الإرهابية علي وسائل الإعلام نكتفي بالإدانة وزيادة الوعي للمواطنين. اللواء حسام سويلم "الخبير الاستراتيجي": مواجهة العمليات الإرهابية تبدأ بزيادة توعية المواطنين بأهداف الجماعات الإرهابية والغرض منها لزعزعة الأمن الوطني وتدمير الجيش المصري ولابد من أن يكون هناك تعاون بين الشعب والشرطة والإبلاغ عن أي عناصر أو تحركات مشكوك بها بالأحياء والمناطق وزيادة الأجهزة والمعدات الأمنية لدي رجال الشرطة التي تستطيع أن تكشف هذه العبوات الناسفة من علي بعد وزيادة تسليح هذه القوات أيضاً. اللواء طلعت مسلم "خبير استراتيجي": لمواجهة الإرهابيين واحباط محاولاتهم الخسيسة لزعزعة أمن الوطن.. لابد علي أجهزة المخابرات أن تحدد العناصر الإرهابية المندسة وأن تعلم المواطنين بالمعلومات التي توصلت إليها في هذا الصدد حتي تتاح للمواطن فرصة التعاون مع الشرطة وكذلك لابد من التأكيد للشعب المصري علي أنه المستهدف من العمليات الإرهابية وإشعاره بأهمية الإبلاغ عن أي شيء غريب أو مشكوك فيه لتفادي انفجار القنابل والمتفجرات التي تدسها الجماعات الإرهابية.