تعمدت اليوم التحليق بعيدا عن سحب الحزن والأسي التي خيمت علي مصر طوال الأسبوع الماضي وقررت أن أعيش في أجواء مختلفة بعد أن خنقتني رائحة الدم المسفوك في طول البلاد وعرضها. كما ان مشاهد القتل والحرق كادت تصيبني بالعمي وإذا كان هناك جنود علي الحدود يدافعون عن مصر وأمنها ويقتلون في سبيلها فهناك جنود آخرون يجدون في أماكن أخري يستطيعون ادخال البهجة إلي قلوب أهلها ورسم البسمة علي شفاههم. ياسمينا علواني مطربة مصرية صغيرة لا تتعدي السادسة عشرة من عمرها استطاعت للمرة الثانية أن تبهر بصوتها لجنة التحكيم المكونة من أحمد حلمي ونجوي كرم وعلي الجابر وناصر القصبي وتنتزع آهات وتصفيق الجمهور الذي ملأ جنبات مسرح مسابقات "Arabs Got Talent" وتؤكد انتصارها علي من هاجموها وحاولوا وأد موهبتها في المهد. ربما تكون الغيرة الفنية هي السبب الأساسي والمباشر في الهجوم الضاري والشرس الذي شنه الموسيقار المصري "عمرو اسماعيل" والمطربة الإماراتية "أحلام" ضدها. "عمرو" لم يبهره صوتها ووصفه بالمستعار وغير الحقيقي واتفقت معه أحلام في ذلك مضيفة انه مثل صوت "القربة" ضخم لكنه بلا إحساس!! بيد ان "عمرو" لم يكتف بذلك فقد نال ممن انتقدوا قسوته عليها. كما انه هاجم المايسترو سليم سحاب الذي يدربها بفرقة الموسيقي العربية وقدمها في حفلات كثيرة واعتقد انه كان من الأفضل ل "عمرو" أن يتعهدها بالرعاية والنصح بطريقة أكثر رحمة وأكثر علمية. كما اعتقد انه لو كان مكتشفها ومدربها لطار بها إلي أرحب آفاق المدح والتقريظ. أما "أحلام" فهي تحارب تلك الفتاة ربما خوفاً من أن تزيحها من فوق عرش مجدها الذي لم تبنه أصلاً وخوفا كذلك علي شهرتها المنقوصة التي لم تكتسبها إلا من الحديث عن أحذيتها وفساتينها واكسسواراتها باهظة الثمن!! كما ان "أحلام" التي لا يذكر شأنها في الغناء قد هاجمت اللجنة في التصفيات الأولي وتمنت أن لو كانت معهم حتي تقضي علي "ياسمينا" نهائياً في الوقت الذي تثني فيه علي برنامجها "آراب أيدول" وعلي متسابقيه!! لكن "ياسمينا" عادت مرة أخري لتتألق متسلحة بتشجيع الموسيقار حلمي بكر الذي آذرها برأيه وخبرته العميقة وأقر ومعه المطرب الكبير هاني شاكر بأن صوتها حقيقي وغير مستعار ونصحاها بالثقة في نفسها وفي صوتها حتي تجد لها مكاناً في سماء النجوم. من المؤسف حقاً أن يعتقد الخبراء انهم وحدهم الذين يصنعون الموهبة من دون الجمهور فالموهبة أي موهبة مهما كان حجمها لأن يتعرف عليها الناس وتتعرف إليهم لأنهم الأساس القوي والقاعدة الثابتة لانطلاقها في أفق الشهرة وبدونهم لن تكون شيئاً وكم من موهبة ماتت لأنها وجدت من يزرعها ولم تجد من يهتم بها أو يلتفت إليها!!