وفد من طلاب جامعة حلوان يزور بانوراما حرب أكتوبر احتفالاً بذكرى النصر    بيع 59.265 سيارة خلال ال 8 أشهر الأولى من 2024    ما الأهداف التي قد تهاجمها إسرائيل ردا على هجوم إيران الصاروخي الأخير؟    ظُلمت لحسابات شخصية.. لاعب الزمالك يعلن فسخ تعاقده    وزير الرياضة يطمئن على جاهزية استاد القاهرة لاستضافة مباراة مصر وموريتانيا    أحلام ممرض المنيا انتهت بكابوس.. حكاية مقتل مينا موسى والتمثيل بجثته    ضمن مبادرة بداية جديدة.. فعاليات متنوعة لهيئة الكتاب في معرض دمنهور السابع    الفنان محمد الطوخي يقدم ليلة طرب في مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية    توافد أعضاء حزب العدل للتصويت في انتخابات الهيئة العليا    "بسبب تأجير الملعب".. إلغاء مباراة في الأسبوع الأول لدوري السيدات (مستند)    محافظ بيروت: حجم الأضرار في العاصمة اللبنانية وضاحيتها الجنوبية كبير جراء العدوان الإسرائيلي    الأمين العام السابق لحلف الناتو ينس ستولتنبرج يتحدث عن أوكرانيا    6 أكتوبر فخر الأمة المصرية    رئيس وزراء ولاية بافاريا يزور منطقة الأهرامات    مركز التأهيل الشامل بشربين يستضيف قافلة طبية مجانية متكاملة    النجمة الفرنسية ماريان بورجو : محمود حميدة عملاق وأنا من جمهوره    الطب البيطري بدمياط: ضبط 88 كيلو لحوم مذبوحة خارج المجازر الحكومية    شركات عالمية ومصرية وإماراتية.. تفاصيل إطلاق شراكة لتعزيز الابتكار في المركبات الكهربائية الذكية    المرصد العربي يناقش إطلاق مؤتمرًا سنويًا وجائزة عربية في مجال حقوق الإنسان    «الداخلية» تحرر 591 مخالفة «عدم ارتداء الخوذة».. وتسحب 1536 رخصة بسبب «الملصق الإلكتروني»    مستوطنان إسرائيليان يقتحمان المسجد الأقصى ويؤديان طقوسا تلمودية    الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل عسكريين اثنين في معارك جنوب لبنان    «الجمارك» تكشف موقف سيارات المعاقين الجديدة غير المفرج عنها    أعضاء حزب العدل في المحافظات يتوافدون للتصويت في انتخابات الهيئة العليا    حياة كريمة ببنى سويف: مبادرة بيع اللحوم بأعلى جودة وأقل سعر تحارب الجشع    رهبنة مار فرنسيس للعلمانيّين في لبنان... منتسِبة تروي اختبارها الروحانيّ    واعظ بالأزهر: الله ذم الإسراف والتبذير في كثير من آيات القرآن الكريم    الشوط الأول.. الأهلي يتقدم على الزمالك في أول قمة تاريخية لكرة القدم النسائية المصرية    الأنبا توماس يستقبل رئيس وزراء مقاطعة بافاريا الألمانية    جيفرسون كوستا: أسعى لحجز مكان مع الفريق الأول للزمالك.. والتأقلم في مصر سهل    «وما النصر إلا من عند الله».. قافلة دعوية ببني سويف تزامنًا مع احتفالات أكتوبر (صور)    وزير الاتصالات يلتقي مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للتكنولوجيا    وزارة الثقافة تحتفي بنصر أكتوبر على مسرح البالون    قناة السويس تكشف حقيقة بيع مبنى القبة التاريخي    «العمل» تعلن 4774 فُرصة عمل تطبق الحد الأدنى للأجور في 15 محافظة    مصرع شاب وإصابة آخر في حادث تصادم بالغربية    «جولة مفاجئة وتفتيش بالمخازن».. وكيل صحة مطروح يحيل مشرفي تمريض بمستشفى للتحقيق    منظمة الصحة العالمية تحذر من خطر انتشار فيروس ماربورغ القاتل    سليمان: زيزو أيقونة زملكاوية.. وبنتايك مثقف جدا    عادل حمودة: أحمد زكي كان يندمج في التمثيل إلى درجة المرض النفسي    السيطرة على حريق بخط غاز زاوية الناعورة بالمنوفية    أذكار يوم الجمعة.. كلمات مستحبة احرص على ترديدها في هذا اليوم    بالصور- ضبط 4.5 طن لحوم ودواجن فاسدة بالمنوفية    الإسكان: إزالة مخالفات بناء وظواهر عشوائية بمدن جديدة - صور    تراجع أسعار الحديد اليوم الجمعة 4-10-2024 بالأسواق.. كم يسجل الطن الآن؟    ضمن «حياة كريمة».. فحص 1703 مواطنين في قافلة طبية ببني سويف    فحص 1703 مواطنين في قافلة طبية ببني سويف    في يوم الابتسامة العالمي.. 5 أبراج تحظى بابتسامة عريضة ومتفائلة للحياة    جيش الاحتلال يصدر أوامر إخلاء عاجلة لسكان 20 قرية في جنوب لبنان    تحقيق عاجل في مصرع وإصابة 7 في انقلاب سيارة ميكروباص بطريق مصر إسكندرية الصحراوي    اللجنة الأولمبية الجزائرية: ما يحدث مع إيمان خليف حملة ممنهجة    «وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ».. موضوع خطبة الجمعة اليوم    هيئة الأرصاد تكشف عن موعد بدء فصل الشتاء 2024 (فيديو)    سعر السمك والجمبري بالأسواق اليوم الجمعة 4 أكتوبر 2024    لازم يتجوز.. القندوسي يوجه رسائل إلى كهربا لاعب الأهلي (فيديو)    هل يجوز الدعاء للزواج بشخص معين؟ أمين الفتوى يجيب    دعاء أول فجر في ربيع الثاني.. «اللهم بارك لنا في أعمارنا»    حقيقة اغتيال هاشم صفي الدين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الزواج والطلاق في حياة "الست"
نشر في المساء يوم 03 - 02 - 2015

فوجئ الناس في أحد أيام عام 1947 بنشر بعض الصحف نبأ زواج أم كلثوم من الملحن محمود الشريف.. وبعد فترة قصيرة فوجئوا أيضاً بنشر نبأ طلاقهما.. ومن خلال بعض المقربين.. للست.. والعالمين ببواطن الأمور اكتشفت الأسباب وبأنها فوجئت به زوج غليظ الطباع ومفهومه عن الزواج أن الزوجة خادمة.. بمعني الكلمة لزوجها.. فهو "سي السيد" المطاع.. حتي لو كان "منفر" الطباع.. أكثر من ذلك لم تشعر منه خلال الأيام التي عاشرته فيها بأي شاعرية ورومانسية وتخلو معالمته من لمسات المودة الواجبة بين الزوجين.. كما اختفت مناقشاته في الفن.. بعكس ما كانت تتوقعه.. خاصةوأنه تزوجها وهي قمة شامخة في فنها وينحني لها كبار القوم مقبلين يدها ويسعي الي صداقتها الملوك والأمراء والرعايا.. ويتهافت عليها الملايين.. وعندما زادت أفعاله ولغته.. لغة السيد الآمر الناهي التي ترفضها.. ومنها أنه يفرض عليها أن تغسل له قدميه بالماء الساخن وأن تصنع له القهوة بيديها وليس بأيدي الخدم.. ولابد طوال وجودها في بيت الزوجية تكون مجرد زوجة مأمورة بالطاعة المطلقة ولا يعلو صوتها علي صوته.. باختصار.. إلغاء شخصيتها تماماً.. وعندما اعترضت علي ذلك كان رد فعله مزيداً من الإهانات والإساءات.. ولأنها لم تتزوجه علي حب.. ولسوء معاملته لها تخلصت من هذه الزيجة ووقع أبعض الحلال وأسدل الستار علي هذا الزواج القصير.. الحافل بالأعاصير.
بعد "الشريف" تزوجت أم كلثوم ممن قسمه الله لها وهو الدكتور "حسن الحفناوي" ونشرت جريدة الأهرام في صفحتها الأولي بتاريخ 17 سبتمبر سنة 1954 موضوعاً خبرياً عنوانه: زواج أم كلثوم من الدكتور حسن الحفناوي.. جاء فيه: احتفل في نهاية شهر يونيو الماضي بعقد قران مطربة الشرق الآنسة أم كلثوم بالدكتور حسن سيد الحفناوي الأستاذ المساعد بكلية طب قصر العيني وذلك في حفل بسيط لم يحضره إلا عدد لا يزيد علي ثلاثة أشخاص من أهلها.. حيث لقبتها الأهرام بالآنسة للسرية التامة التي أحاطت بزواجها الأول.
وقد اتفق علي أن تستمر أم كلثوم في أداء رسالتها نحو الفن.. فلا تحرم ملايين العشاق من فنها الرفيع وصوتها الملائكي.. ويقيم الزوجان في فيلا أم كلثوم بالزمالك.. والدكتور الحفناوي من أنجح أطباء الأمراض الجلدية وأمهرهم وتدر عيادته عليه ربحاً كبيراً.. ويستمر الأهرام في ذكر كل المعلومات الخاصة بالدكتور الحفناوي المولود في أغسطس سنة 1915 بمدينة أسيوط.. ثم دراسته ونشاطه العلمي وتخصصه والرسالة التي حصل عنها علي درجة الدكتوراه التي كان موضوعها: "السل في الجلد".. وكذلك بعثته العلمية في لندن وأمريكا.. ونشاطه المهني.. ومن ذلك التاريخ أصبح الحفناوي علماً يتتبع أخباره الصحفيون ويتشممون تحركاته.. وقد دام هذا الزواج لأكثر من عشرين عاماً ولم يفرقهما إلا الموت.. حيث لازم فقيدة الفن خلال صراعها مع المرض الذي لم يتوج بمعجزة طبية.. ولحق بها الحفناوي الي العالم الآخر.. وتحولت فيلا أم كلثوم إلي فندق أم كلثوم بعد أن باعها الورثة.
فنانة الشعب
الفنان في مصر.. اعتاد أن يكافح ويشقي من أجل فنه طوال حياته.. حتي إذا مات تنبه الناس الي قيمته وراحوا يكرمون ذكراه.. كانت هذه هي القاعدة الي وقت قريب.. ولم يشذ عن القاعدة إلا اسم واحد هو "أم كلثوم" التي نالت من التكريم في حياتها ما تستحق.. سواء ما تمثل في حب واعجاب الجماهير وعطائهم لها تصفيقاً وهتافاً وآهات.. أو تكريم الدولةلها قبل ثورة يوليو 1952 وبعدها.. أو مكانتها الرفيعة في مختلف البلاد العربية شعوباً وحكاماً.
لقد حصلت علي "قلادة النيل" عام 1946.. وكان أعلي وسام في الدولة عندئذ.. كما منحتها الأردن أرفع نياشينها.. وفي سنة 1959 نالت وسام الأرز اللبناني.. وقدم لها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وسام الاستحقاق من الدرجة الأولي تقديراً لفنها.. وبعد خمس سنوات أهداها قلادة الجمهورية.. وفي عام 1968 نالت جائزة الدولة التقديرية في الفنون.. وقد تنازلت عن قيمتها البالغة "2500 جنيه" لصالح صندوق رعاية الفنانين.. وبعدها مباشرة حصلت علي جواز سفر دبلوماسي كأي سفير لبلادنا في الخارج.. وأطلقنا عليها "سفيرة الفن العربي" وكان آخر تكريم رسمي وشعبي هو منحها عام 1972 لقب "فنانة الشعب" أم كثلوم.
أم كلثوم علي الشاشة الفضية
كان أول أفلام أم كلثوم السينمائية هو "وداد" الذي قامت ببطولته أمام أحمد علام نقيب الممثلين الأسبق ومختار عثمان.. وقد عرض هذا الفيلم عام 1936 بسينما "رويال" التي أقيم مكانها "مسرح الجمهورية" في شارع الجمهورية بعابدين.. القاهرة.. ويعتبر هذا الفيلم من الأفلام الأولي التي أنتجها استوديو مصر عند إنشائه.. ويمثل علامة من علامات السينما التاريخية الغنائية في مصر.. وحصلت أم كلثوم علي أعلي أجر في ذلك الوقت "خمسة آلاف جنيه".. وكان دورها هو جارية مملوكية من الجواري الفتيات.. أم مخرج الفيلم ومصوره فكانا ألمانيين.. والفيلم الثاني هو "نشيد الأمل" الذي عرض عام 1937 مثلته أمام زكي طليمات وعباس فارس وماري منيب وفؤاد شفيق.. وهو أول فيلم أخرجه أحمد بدرخان الذي تخصص بعد ذلك في إخراج أفلامها.. أما أحداث الفيلم فتدور في جو معاصر.. وعن دورها فيه خطيت من الجماهير علي لقب "كوكب الشرق" والفيلم الثالث لسيدة الغناء والذي أنتج عام 1940 هو فيلم "دنانير" وهو من أبرز الأفلام في تاريخ السينما المصرية وقد لعبت بطولته أمام سليمان نجيب وعباس فارس وفؤاد شفيق وفردوس محمد وعمر وصفي.
وأمام المطرب "إبراهيم حمودة" ظهرت أم كلثوم في فيلمها الرابع "عايده" والمأخوذ عن أوبرا عايده العالمية وقام بالتمثيل أمام المطربين كل من: أحمد علام وفتحية أحمد ونجمة إبراهيم.. وكان فيلم "سلامة" هو خامس أفلامها الذي أنتج عام 1945 من إخراج توجو مزراحي.. وقد قامت ببطولته أمام يحيي شاهين وإستيفان روستي ومنسي فهمي وفؤاد شفيق.. بينما كان فيلمها السادس والأخير يدور في جو معاصر وقد وضع قصته وحواره مصطفي أمين.. ومثلته عام 1947 أمام أنور وجدي وسليمان نجيب.. انه فيلم "فاطمة" الذي حقق إيرادات خياليه بلغت نصف مليون جنيه.. وقد ظهرت أم كلثوم علي الشاشة بصوتها فقط عندما غنت ألحان فيلم "رابعة العدوية" الذي حقق نجاحا كبيراً وكان صوتها من أهم عوامل نجاح الفيلم.
أما الفيلم الذي لم يتم فهو عن "أم كلثوم".. إنه يحكي تاريخ مصر منذ حادثة دنشواي حتي رحيلها.. وذلك من خلال عرض كفاحها ونشأتها.. ثم مجدها وعظمتها.. ولا أحد يعرف مصيره حتي الآن!..
أهلاويه.. منحها الملك وسام "صاحبة العصمة"
عرف عن أم كلثوم إهتمامها بالرياضة وخاصة كرة القدم وكانت تنتمي للنادي الأهلي وتزوره دائما لتلتقي بأساطين الأدب والصحافة في النادي ومن بينهم الكاتب الكبير "فكري أباظة" الذي تربطه بها صداقة وطيدة جعلتها تحيي عدة حفلات في ملعب الكرة بالأهلي.. وأشهر هذه الحفلات تلك التي أقيمت في 17 فبراير سنة 1944 وغنت فيها "الست": "ياليلة العيد آنستينا" و"أنا في إنتظارك" وجزء من أغنية "حبيبي يسعد أوقاته".. وشهد هذا الحفل الملك السابق "فاروق" ملك مصر والسودان.. وما كادت تلمحه أم كلثوم أثناء دخوله الحفل حتي أسرعت بالترحيب به من خلال تحويلها كلمات الأغنية إلي: "هلالك هل لعنينا" وإختارت الهلال لأنه شعار الملك فاروق وعلم مصر في ذلك الوقت.. وبمجرد إنتهاء الأغنية أصدر الملك فاروق قرارا بمنحها نيشان الكمال.. وهو وسام رفيع المستوي في العهد الملكي.. وبهذا الوسام نالت لقب "صاحبة العصمة".
بياناتها الشخصية في دوائر المعارف
تضمنت بطاقة أم كلثوم الشخصية والتي صدرت لها منذ أكثر من 70 عاماً ونقلتها الموسوعة العربية الميسرة الصادرة بالقاهرة سنة 1965 باشراف محمد شفيق غبريال البيانات التالية:
* أم كلثوم "كوكب الشرق".
* من مواليد 30 ديسمبر سنة 1898.. بعزبة طماي الزهايرة- مركز السنبلاوين- مديرية الدقهلية.
* اسمها الأصلي.. فاطمة ابراهيم.
* ترددت هي وشقيقتها علي كتاب القرية ومالت منذ حداثتها الي الغناء وتحقق لأبيها أنها ذات موهبة غنائية.
* غنت بين مروج القطن فبهرت الفلاحين بجمال صوتها.. وعرفت بعد ذلك في المدن المجاورة.
* أول أجر حصلت عليه "6 قروش" من فرح بالسنبلاوين.
* بدأت بالغناء في الحفلات التي يقيمها الموظفون واشتهرت في الأقاليم قبل القاهرة.
* جاءت إلي العاصمة سنة 1920فتلقفها الدكتور "أحمد صبري" الموسيقار وتعهدها وألف لها أكثر من 30 لحناً ذاعت في كل مكان وسجلت علي اسطوانات الجرامافون وأعجب بصوتها القصبجي فشجعها بألحانه.
* ألف لها أحمد شوقي بك وأحمد رامي والشاعر الشعبي بيرم التونسي وغيرهم.. الكثير من الأغاني.
* كما لحن لها "بعد ذلك" رياض السنباطي وزكريا أحمد.
* من أشهر قصائدها الغنائية- حتي ذلك الوقت- "نهج البردة" و"سلوا قلبي".
* اشتركت في فيلم "سلامة" وغيره اشتهرت في الإذاعات العالمية وخاصة العربية وظهرت في التليفزيون!
* أنعم عليها بنوط الكمال.. كما حصلت علي جائزة الدولة التقديرية عام 1961.. إلي هنا تنتهي ما تتضمنه بطاقة أم كلثوم الشخصية في أرشيف الصحف ودوائر المعارف.
الذين أنشدت أشعارهم
عندما بدأت أم كلثوم الغناء في طفولتها.. كانت تنشد ما يمليه عليها والدها الذي عمل كمدير لأعمالها حتي التقت بالشيخ أبو العلا محمد الذي دربها علي أداء جديد.. وبدأت تختار قصائدها من الشعر العربي القديم للشريف الرضي وعمر الخيام وغيرهما.. وظلت تعود الي روائع الشعر القديم من حين لآخر حتي نهاية عهدها بالغناء.. أما المعاصرون الذين أنشدت قصائدهم.. فكانت تختار الكلمات وأحياناً تصحح فيها وتبدلها بما يناسب اللحن والصوت.. وكان المحظوظون كتاب هذه القصائد هم: أحمد شوقي وعبد الله الشبراوي وأحمد رامي ومحمد الأسمر وبيرم التونسي وعلي الجارم وأحمد عبد المجيد الغزالي وحافظ ابراهيم والدكتور ابراهيم ناجي والأمير عبد الله الفيصل وكامل الشناوي وأحمد شفيق كامل وعبد الوهاب محمد وطاهر أبو فاشا وأحمد فتحي وعبد الفتاح مصطفي ومحمود الماحي وعزيز أباظة ونزار قباني وجورج جرداق وعبد المنعم السباعي وصالح جودت ومأمون الشناوي ومحمد إقبال والهادي آدم ومرسي جميل عزيز وصلاح جاهين ومحمود حسن اسماعيل.
والذين غنت ألحانهم
علي مدي 50 عاما غنت أم كلثوم ألحان كبار الموسيقيين.. وألمع نجوم التلحين في كل حقبة من الحقبات التي تعاقبت طوال ذلك الزمن.. تطورت معهم وطورتهم.. تأثرت بهم وأثرت فيهم.. حتي كانت أمنية كل ملحن في مصر أن يحقق اللقاء بين ألحانه والصوت المعجزة.. والمحظوظون الذين حققوا الحلم هم: الشيخ أبوالعلا محمد. الدكتور أحمدي صبري التجريدي. داوود حسني. محمد القصبجي. فريد غصن. زكريا أحمد. رياض السنباطي. عزت الجاهلي. محمد الموجي. كمال الطويل. محمد عبدالوهاب. بليغ حمدي. سيد مكاوي.
أقوال وأراء لأم كلثوم
لا يتسع المجال في هذا التحقيق لعرض كامل لشخصية أم كلثوم ولكن من الممكن إلقاء بعض الضوء علي هذه الفنانه الخالدة من خلال إستعراض بعض أقوالها وآرائها في الفن.. وفي الحياة:
من قال انني في القمة؟.. إنني سائرة في الموكب فقط.. والعمر مهما طال.. فإن الأماني والأمال أكبر منه.. ولن يتسع لتحقيقها.
أشعر دائماً بالسعادة عندما أواجه الجمهور.. وحين يقاطعني بالتصفيق أجد نفسي بين إحساسين.. السرور لأنني أرضيت المستمعين.. والرغبه في الغناء بدون مقاطعة.
أفضل الشجرة المثمرة علي الوردة الجميلة.. لأن الأولي تنتج.. أما الثانية فهي زينه فقط.
أحب الأوقات إلي هو الليل عندما يضيئه هلال رفيع.. القمر الوليد.. لأنني أحب كل شيئ له مستقبل.
السر في المنديل الذي يلازمني بين يدي أثناء الغناء.. أنه يخفف بعض الانفعال الذي أشعر به وأنا أغني.. ثم إن "كفي" يعرق عندما أبذل أي مجهود فأجففه بالمنديل.
أغنيات.. لم تغنها
لم تيأس أم كلثوم.. لم تعتزل.. لم تعلن هزيمتها أبداً.. انها مثل مصر أمنا.. يدفعها الأمل الي العمل من أجل تخطي كل الصعوبات والهزائم.. ولو بالمعجزات.. كانت تنتظر دائماً يوم شفائها وعودتها الي الغناء.. وتطالبنا بالانتظار حتي يأتي ذلك الوقت.. وكانت تستعد للقاء لم يتم مع جمهورها.. كانت تفكر دائماً فيه.. حتي انها عندما طالت غيبتها عن حفلاتها قدمت اسطوانة -كتصبيرة- حتي نتحمل الانتظار.
وقد أعدت لذلك اللقاء الذي لم يتم 6 أغنيات.. أربع منها تم تسجيل ألحانها عيل شرائط لتحفظها.. والخامسة دينيةوضع كلماتها أحمد شفيق كامل.. واتفقت مع عبد الوهاب علي تلحينها لتسجيلها علي اسطوانه.. أما السادسة فهي من تأليف سمير محجوب وتلحين رءوف ذهني.. أما الأغنيات الأربع التي سجلت نغماتها.. فأولها للشاعر الفنان مأمون الشناوي ويرجع تاريخها لعام 1972 وقد تحمست لها سيدة الغناء بسبب الاصطلاح الذي عادة ما يقال بين المحبين عند الفراق: "خلينا أصحاب" ويقول مطلعها:
شوف الدنيا.. شوف الدنيا
ما بين ثانية.. وبين ثانية
حبيبي لقيته.. حاجة تانية
شوف الدنيا
شوف اللي جاني.. بعد غياب
وقابلني تاني.. بعد عذاب
جاني يقول.. خلينا أصحاب
وإحنا اللي كنا أعز أحباب
شهادات في حقها
كانت أم كلثوم ظاهرة قومية.. لم يتخلف أحد من المشتغلين بالفكر أو بالفن عن متابعتها والحديث عنها.. ثم رثائها.. أن كلماتهم عنها توضح إلي أي مدي تغلغل حبها في القلوب.. وكانت موضوعاً للحوار والدراسة والرأي
محمد عبدالوهاب
* أم كلثوم هي ملامح عصر في طريقة الغناء والسلوك والشخصية والخلق والمصرية.. قدمت فنا بلا إبتذال ورفعت أخلاقيات المهنة
أنيس منصور
* صوتها "إنعاش" وعلاج وشفاء
* أنت أم كلثوم.. وستبقين أم كلثوم.. مابقيت مصر.. ومجري النيل.
د. نعمات أحمد فؤاد
سيد مكاوي
* خساره كبيرة.. خساره فادحة.. سنشعر بفراغ مهول بعد رحيلها
نجاة
* فقدنا بموتها رائدة الغناء العربي
فايزة أحمد
* كانت قمة الغناء.. وستظل قمة الغناء.
وردة
* الست خالدة في نظري.. لقد تعلمت الغناء من أغانيها
رياض السنباطي
* كانت أستاذة الغناء.. وستظل علامة في تاريخنا الغنائي والموسيقي.. ومن الصعب أن تعوض أم كلثوم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.