الدكتور رءوف يعيش وحيداً في فيلا بضاحية دودو الرئيسية. قريبة من مدينة سيمانتا التي يسيطر عليها الأوباش من قبيلة تلال يعقوب. آخر بواب كان قد ترك الفيلا من أسبوع بعد اتصاله برفيق الابن للدكتور. قال: والدك يخرج من الفيلا في الثانية ليلاً ولا يعود إلا مع الفجر. وأنا لا أعرف أين يذهب. وغير مسئول عنه. اختفي البواب بعد ذلك. عُثر عليه مقتولاً برصاصة في الرأس علي باب فيلا أخري في نفس ضحية دودو الرئيسية تكرر مقتل البوابين في الضاحية. انتقل جهاز المباحث من مدينة سيمانتا إلي ضاحية دودو. كان بوابو سيمانتا انضموا إلي من بقي علي قيد الحياة من بوابي ضاحية دودو. وقاموا بوقفة احتجاجية أمام باب المحافظة بقيادة سامي زبالة العضو البارز في قبيلة تلال يعقوب. مارسوا ضغطاً ذا قيمة علي محافظ سيمانتا. سقط القاتل في يد الشرطة. سيق مقيداً إلي النيابة بتهمة التخصص في قتل صنف البوابين. صُعق الكل عندما عرفوا أن القاتل لم يكن غير الدكتور رءوف أستاذ الفلسفة بجامعة سيمانتا. الجريمة هزت جمهورية يا با لا لا. في المحاكمة سأل القاضي المتهم: هل أنت من قتل بوابي ضاحية دودو الرئيسية؟ نعم سيدي القاضي. لِمَ؟ معي مسدس محشو بالرصاص. أتعتقد أن هذا سبب كاف يا بروفيسور؟ جداً سيدي القاضي. جذاً. خاصة عندما يكون القمر في تمامه. وتكون شوارع الضاحية خالية تماماً. والصمت مخيم. ورائحة الياسمين تعربد في المكان. عندما مثَّل طبيب مستشفي سيمانتا للأمراض العقلية للشهادة. أكد أن المتهم في كامل قواه العقلية. عندما سألته عن اليوم قال الأحد. وكان الأحد. وعندما سألته عن الأمس قال السبت. وكان السبت. وعندما سألته عن أحوال العالم قال بخير. وهو العالم بخير. ألم تلاحظ تعاطيه لحبوب الهلوسة. مثلاً. أو ولعه المفرط بالنساء؟ علي الاطلاق سيدي. جسمه نظيف تماماً. وتفكيره منظم. هل لديك أي تفسير لهذه الحالة. إطلاقاً سيدي. إنهم نصف دستة بوابين. و27 من أولادهم القُصَّر وزوجاتهم. يعني تعرف أننا أمام سفاح؟ وبروفيسور سيدي. ولا تفسير؟ لا تفسير. عندما جاء دور وكيل النائب العام قال إنه أعد دفاعاً من عدة صفحات. ولكنه عندما سمع ما قيل الآن يعتقد أنه لا ضرورة لأي منها. ومزق الأوراق بعصبية ورماها علي طول ذراعه في وجه جمهور الحاضرين وهو يتمتم بقرف.. "يقتلون بعضهم البعض بدون سبب". ولما وقف المحامي المكلف بالدفاع قال: إنه دائماً يجد ثغرة ما يمكن النفاذ منها للمطالبة بالبراءة. أو تخفيف الحكم. إما وفقاً لما سمعه الآن ليس لديه ما يقوله. في سابقة هي الأولي من نوعها سأل القاضي المتهم برقة بالغة. أتمانع في تحويل وراقك للمفتي؟ بالقطع لا سيدي. أشكرك يا بروفيسور.